لا طالما كان هناك تنافسًا بين الفنانين، فالتاريخ الفني يذخر بعشرات الوقائع التي حدثت بين الفنانين ومن أبرز تلك الوقائع تعرض الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، لصدمة كبيرة بعدما منعت إذاعة أغانيه في المغرب في الوقت الذي كان يسعى فيه لتوسيع رقعته الفنية.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "الموعد" في عددها الصادر بتاريخ 22 مارس عام 1977، استغل أحد الواشين تلك الظروف لإيهام عبدالحليم أن الفنان فريد الأطرش هو من تدخل لمنع إذاعة أغانيه في المغرب فرد عليه العندليب قائلًا: "إنّ الغدر ليس من طبيعة فريد الأطرش، وهو يحاربني وجها لوجه عندما يريد، ولكنه لا يطعنني في الظهر.
وفي سياق مُتصل نصح الموسيقار محمد عبدالوهاب، عبدالحليم، بأن يكتب رسالة إلى جلالة الملك الحسن تحمل شكواه من الظلم الذي وقع عليه، لأن جلالته يحب الفن والموسيقى ولن يرضيه أن يعاقب عبدالحليم على ذنب لم يرتكبه.
وعلى الرغم من هذه الواقعة التي لم يثبت التأكد من صحتها رغم انتشارها في أشهر المجلات الفنية وقتها إلا أن عبدالحليم كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالملك الحسن الثاني، والذي ارتبط بعلاقة صداقة قوية به منذ أن كان وليًا للعهد.
وكان الملك الحسن الثاني، معروفا باهتمامه بالفن والفنانين، وكان "العندليب" أقرب المطربين إلى قلب الملك الراحل؛ وتمتع بمكانة خاصة عنده من بين المطربين العرب؛ وظهرت تلك المكانة فيما أبداه الملك من اهتمام بمتابعة علاج الفنان الراحل؛ والحرص على إيفاده إلى أرقى المستشفيات في باريس والولايات المتحدة للعلاج، خاصة أن نوبات المرض كثيرا ما داهمت الفنان الراحل أثناء تواجده في المغرب.