ads

تأرجح انتخابات أمريكا بين مستقبل الحزب الجمهوري وعناد الديمقراطيين

الرئيس الامريكي دونالد ترامب

عادة ما تنخفض نسبة المشاركة في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، فلم يشارك في هذه الانتخابات عندما أجريت للمرة الأخيرة في عام 2014 إلا 37 % من الناخبين المسجلين وهو رقم قياسي في انخفاضه منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن ثمة محللين يرجحون أن تشهد انتخابات اليوم الثلاثاء ارتفاعا ملحوظا، لاسيما وأن الناخبين من الجانبين يحملون مشاعر قوية تجاه مواضيع شتى متنافس عليها كالعناية الصحية والهجرة.

وتُجرى انتخابات التجديد النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي انتخابات تجري، بعد مرور عامين على انتخابات الرئاسة، والتي تُعقد كل أربع سنوات. ووفق النظام الانتخابي الأمريكي فإنه يتم في هذه الانتخابات التنافس على مقاعد الكونغرس الذي يشمل مجلسَي الشيوخ والنواب؛ فيتم التصويت على جميع مقاعد مجلس النواب سيختار الناخبون الأمريكيون اليوم الثلاثاء كل النواب الـ 435 الذين يكونون مجلس النواب، إضافة إلى 35 من شاغلي مقاعد مجلس الشيوخ، كما سيختارون 36 من حكام ولايات البلاد الـ 50.

تبذل جهود حثيثة في كافة أرجاء البلاد لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات النصفية الأمريكية، فقد قررت 150 شركة كبرى تقريبا المشاركة في حملة تدعو إلى هذا الغرض (يطلق عليها اسم حملة Make Time to Vote) ومن هذه الشركات وولمارت وليفي ستراوس وبايبال، ويشعر الديمقراطيون بالثقة بقدرتهم في تغيير الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس النواب، ولكن الاقتصاد المزدهر حاليا قد يعمل في صالح الجمهوريين.

وقال جاستين ليفيت، أستاذ القانون في جامعة لويولا ماريماونت المتخصصة في إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية: "تبدأ عملية إعادة تقسيم الدوائر الآن وستحدد نتائج انتخابات 6 نوفمبر، السيطرة على العملية السياسية خلال العقد المقبل، وعندما انتخب باراك أوباما رئيسا لأول مرة في عام 2008، بدأ الجمهوريون بالتركيز على الأعراق على مستوى الدولة، وأكد جيرالد جام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة روشستر أن "الأحزاب المسيطرة على المجالس التشريعية للولايات تهيمن على عملية إعادة تقسيم الدوائر الإنتخابية"

ووفقا لموقع "بلومبرج" نجح الجمهوريون بالسيطرة على 31 ولاية تشريعية، مقارنة بـ14 في عام 2010، وفقاً للمؤتمر الوطني للمجالس التشريعية في الولاية، في حين تظهر البيانات أن الديمقراطيين يسيطرون على 14 ولاية تشريعية، وأربعة مجالس تشريعية قسمت سيطرة الحزب، ووجد استطلاع أجرته صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "ABC News" أن 52% سيختارون ديمقراطيا فى الكونجرس، بينما قال 44% إنهم سينتخبون جمهوريا، ووجد استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "إن بى سى" نتائج مشابهة، حيث أن 50% من أصوات المشاركين ستذهب للديمقراطيين مما يمنحهم السيطرة على الكونجرس، بينما فضل 43% الجمهوريين.

الحزب الديمقراطي الانتخابات النصفية الأمريكية

وقالت لجنة الحملة التشريعية للحزب الديمقراطي إنها تستهدف 17 مقعدا، لقلب الدوائر التشريعية الثمانية، وانهم بحاجة الى مقعد واحد فقط في ولايات مثل ولاية ماين وكولورادو ومينيسوتا، ولقد حددوا خمسة مقاعد في ولاية فلوريدا يجب أن يفوز بها الديمقراطيون للسيطرة على مجلس الشيوخ.

ويقول مسئولون انتخابيون إن 34.3 مليونا من الناخبين أدلوا بأصواتهم فعلا، وإن هذا الرقم قد يكون أعلى، وذلك حسب ما ذكره مشروع الانتخابات الأمريكي التابع لجامعة فلوريدا. يذكر أن عدد الناخبين في انتخابات 2014 لم يتجاوز 27.5 مليون ناخب.

وقالت جيسيكا بوست، المديرة التنفيذية للجنة، إن "مركز دبي للتحكيم التجاري" يعتزم إنفاق 35 مليون دولار على الدورة الانتخابية لعام 2018، مقارنة بنحو 17 مليون دولار في عام 2016، وأضافت إنه منذ تولي ترامب منصبه، تحول 44 من المقاعد التشريعية الفردية في جميع أنحاء البلاد إلى الديمقراطيين، وتابعت: "نعتقد أنه يمكننا استعادة عدد من هذه الهيئات التشريعية".

الحزب الجمهوري خلال فعاليات الإنتخابات النصفية الأمريكية

قال ماثيو والتر، رئيس لجنة قيادة الحزب الجمهوري:" إن الحزب الجمهوري سيستفيد من الناخبين الذين يرون تأثير الاقتصاد القوي تحت قيادة حزبنا"، وأضاف:" قد يكون بإمكان الحزب زيادة 67 دائرة تشريعية التي يحصد فيها الأغلبية.

أشار والتر إلى ولاية كونيتيكت، حيث يتفوق المرشح الجمهوري للحزب بوب ستيفانوفسكي على الديمقراطي نيد لامونت بثلاث نقاط مئوية فقط ،مما قد يسمح الجمهوريين بالسيطرة على المجلسين ويحتمل أن يكون مقر المحافظ، وأوضح أن "ما نراه من أرقام الاقتراع - حتى في الولايات الزرقاء - هو انتخابات تنافسية".

وبحسب ديفيد جيمس، المتحدث باسم اللجنة " خططت لجنة قيادة الحزب الجمهوري، لإنفاق ما بين 45 مليون دولار و 50 مليون دولار في هذه الانتخابات، وهي زيادة تقدر بنسبة %20 عن الدورة الانتخابية السابقة".

إن عملية إعادة التقسيم القادمة، التي تنطلق في عام 2021، هي جزء من السبب الذي يدفع كلا الحزبين إلى ضخ الأموال في السباقات الانتخابية على مستوى الدولة، وفي معظم الولايات، يضع المشرعون الدوائر التشريعية والكونجرس، بينما تستخدم ست ولايات فقط لجنة مستقلة.

استغلال الفعاليات أخر فعاليات الإنتخابات النصفية الأمريكية من الرئيسان

واستغل الرئيسان الفعاليات الانتخابية الأخيرة قبل إجراء التصويت لتبادل الاتهامات. فترامب خاطب الحشود فى منطقة ماكون بولاية جورجيا، وكرر حديثه عن أمريكا التى يديرها غرباء مجرمين واشتراكيين راديكاليين. وشن هجوما على ستاسى أبرامز الديمقراطية التى تسعى لتصبح أول امرأة سوداء تتولى منصب الحاكم فى أى لولاية.

وقال ترامب إن انتخاب ستاسى سيجعل جورجيا تتحول على فنزويلا، فستاسى تريد أن تحول الولاية الجميلة إلى مدينة ملاجئ عملاقة للغرباء المجرمين وتضع عائلات جورجيا الأبرياء تحت رحمة مئات المجرمين.

أما أوباما، فألقى كلمة فى مدينة جارى بولاية انديانا، وتحدث عن التهديد الوجودى الذى يأتى من خلفه ترامب نفسه. ورغم أنه لم يذكره بالاسم إلا أن قدم صورة بائسة للسياسات الأمريكية فى الوقت الراهن والتى يقودها رجل لا يتورع عن الكذب واللعب على مخاوف الناس التى يقودها. وحذر أوباما من ان الإدارة الجمهورية تقول إن التهديد الأكبر لأمريكا يأتى من اللاجئين الجموعى الفقراء الذين يقفون على بعد ألف ميل.

إلى أي جانب تميل الإنتخابات النصفية الأمريكية؟

ويستهدف مركز دبي للتحكيم التجاري في كولورادو، مقعدا واحدا في مجلس الشيوخ للسيطرة على الهيئة التشريعية، وفقاً لتقرير "كوك بوليتيكال ريبورت" غير الحزبي، تميل الانتخابات إلى جانب الديمقراطيين هذا العام، ويؤكد روبرت دوفي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية كولورادو:" إنه إذا فاز الديمقراطيون بالدولة، سيسهل على المشرعين زيادة الضرائب على البنية التحتية أو الإنفاق على التعليم".

واستهدفت لجنة الحزب الديمقراطي ثلاثة مقاعد بمجلس الشيوخ للسيطرة على المجلس، في ولاية أريزونا، حيث فاز ترامب بفارق ضئيل في عام 2016، وإذا نجح الديمقراطيون، فسيقسم سيطرة الحزب على السلطة التشريعية لأول مرة منذ عام 2000، وقال جوناثان لاين، رئيس الحزب الجمهوري في ولاية أريزونا، "إن الحزب الجمهوري ركز رسالته على تحسين الاقتصاد" وتابع أن "الحزب تواصل مع مليوني ناخب محتمل هاتفياً أو شخصياً وعمل مع مجموعات لاتينية وسورية وباكستانية وصينية وفيتنامية في الولاية"، مضيفًا:"نحن ذاهبون إلى المجتمعات وبناء التحالفات".

وفقا لأرقام وزير خارجية ولاية أريزونا ارتفع عدد الديمقراطيين المسجلين في ولاية أريزونا من 1.09 مليون في نوفمبر 2016 إلى 1.15 مليون، بزيادة 5%، وارتفع عدد الجمهوريين المسجلين بنسبة 3.9% في ذلك الوقت إلى 1.28 مليون ."

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً