الآسرى الفلسطينين هما الشباب الذين يحاولون الدفاع عن أرضهم رغم إلتفاف العالم أجمع بجانب حكومة الإحتلال، لكنهم ظلوا صامدين يدفعون ثمن الحرية داخل السجون من دمائهم وأرواحهم وفقدان أهلهم، لا يفكرون بشىء سوى الحرية والإستقلال لفلسطين الحبيبة.
"أهل مصر" تواصلت مع نماذج من أبطال فلسطين الأسرى لتتحدث إليهم :
"موتي .. موتي" .. بهذه الكلمات صوب أحد جنود قوات الاحتلال سلاحه ليطلق النار تجاه "عبلة العدم" .
"عبلة العدم" الأسيرة التي استطاعت أن تنجو من سجون الاحتلال بعد أن أفرج عنها، تروي لــ"أهل مصر" قصتها، والتي تعود
في 20 ديسمبر عام 2015، حينما خرجتُ عبلة التي تعيش في بلدة "بيت"، إلى السوق في الخليل كعادتها لتشتري أغراض منزلها لتتفاجأ بقوات الاحتلال تطلق عليها النار وتفقدها عينها اليمنى، فتقول عبلة " خرجت من منزلي كأي أم تذهب لشراء احتياجات منزلها .. وما هي إلا دقائق حتى أطلق جنود الاحتلال رصاصات عدة.. واحدة أصابت عيني.. وأخرى اخترقت رأسي.. سقطتُ أرضاً.. لم يكتفوا بذلك.. انهالوا عليّ بالضرب تارة بأقدامهم النجسة.. وأخرى ببنادقهم.. حرموني من أبنائي التسعة.. وعندما استيقظت.. وجدتُ نفسي في أسر مظلم بحكم 3 سنوات.
وأضافت عبلة السيدة الخمسينية، أنه تم نقلها الي مستشفى جنين فور خروجها من المعتقل، حتى تجري الفحوصات، موضحة انها تحتاج إلي متابعة طبية وفحصوات وعدة عمليات في عينها اليمنى، فتقول : " احتاج عملية في عيني اليمنى التي فقدتُ النظر فيها.. أصبتُ بكسر في الجهة اليمنى من جمجمتي.. ما أدى إلى استئصال جزء منها.. عدا عن مشاكل في السمع.. تركوني انكوي بنار أوجاعي وظلم السجان.. دون تقديم أي علاج.. فقط المسكنات .. أنا الفلسطينية والأسيرة المحررة عبلة العدم" .
"إنهم يستمتعون بتشويه وتعذيب خلق الله" .. هكذا عبر سهل نفاع والد الأسير "عزمي نفاع" الذي قضى أكثر من خمسة سنوات داخل سجون الاحتلال، لافتا إلى ان قصة وقوع ابنه في الآسر بدأت منذ 14 نوفمبر 2014، عندما كان عزمي يمر على حاجز زعترة العسكري، واتهمه الاحتلال آنذاك بمحاولة تنفيذ عملية دهس للجنود المتواجدين، ونتيجة ذلك أطلق جنود الاحتلال عليه الرصاص من مسافة قريبة، فيقول والد الآسير المكلوم : " لم يكتفِ الاحتلال بإطلاق رصاصة واحدة لإعاقة حركته، كما يدعي دائمًا، بل تعمد تصويب رصاصة اتجاه فكه العلوي، مما أدى لتهتك واستئصال جزء من اللثة العلوية والشفة، وفقد أسنانه الأمامية العلوية أيضًا، كما تعرض إلى إصابة في يده اليمنى أسفرت عن قطع في أوتار أصابعه، مما أثر على استخدامها بشكل طبيعي".
يستكمل سهل نفاع الرجل صاحب الـستين عاما، أن ابنه قضى عدة سنوات داخل السجن وإلى الآن لم يعرف متى ستفرج عنه سلطات الاحتلال، بالرغم محاولات جميع المحامين وجمعيات حقوق الإنسان للإفراج عنه بعد أن حكم عليه بعشرين عاما في السجن فعليا و36 شهرًا مع وقف التنفيذ، وإلى الآن يعاني عزمي من التعذيب داخل السجن، قائلا : " لقد شاهدت ولدي عزمي للمرة الأولى منذ إصابته وآسره، عندما قام الحرس بإدخاله إلى جلسة المحكمة، ورفع يده اليمنى ملقيا علينا التحية، وكانت يده اليمنى في "الجبس"، هذا المشهد الذي وقع على كالصاعقة".
.
وتابع الرجل الستيني حديثه لـ"أهل مصر" أنه مازل يملك الأمل بخروج ابنه من سجون الاحتلال الغاشم، موضحا أنه يستمد الأمل من ابنه في كل مرة يراه فيها خلال الزيارة التي لا تتعدى الـ45 دقيقة، فيقول عزام : "إننا نزور ولدي عزمي نفاع في مدة 45 دقيقة والزيارة لا تتكرر إلا كل ثلاثة أشهر وغير مسموح لأكثر من فرد واحد من عائلته لمقابلته من خلف فاصل زجاجي والتواصل معه عن طريق الهاتف"، موضحا أن زوجته صابرة على قضاء الله وتقضي وقتها في غياب ولدها عزمي في الصلاة والدعاء إلى الله ليفك آسره
"مافي أكتر من هيك وجع" كانت هذه أولى الكلمات التي قالتها الأسيرة الجريحة إسراء جعابيص، التي تعرضت لأسوأ أنواع العذاب على أيدي قوات الاحتلال، حيثٌ غَيّرت همجِيَته ووحشِيَة العذاب ملامح الوجه الجميل لإسراء الفتاة الثلاثينية التي كانت من المفترض أن تعيش أجمل أيام حياتها، تعمد العدو الصهيوني على تشويه ملامحها البريئة وروحها الرقيقة .
وتروي "إسراء" قصة إعتقالها موضحة أنها كمواطنة فلسطينية لا تستطيع الحصول على أبسط حقوق المواطنة على أرضها، فتقول إسراء الجعابيص أنها كانت في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس؛ حيث كانت تنقل بعض أغراض منزلها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، والذي من الطبيعي أن يكون بها أجهزة كهربائية، وبالفعل كانت تحمل معها أنبوبة غاز وجهاز تلفاز، وعندما وصلت إسراء إلى منطقة الزعيم قرب مستوطنة معاليه أدوميم، انفجر بالون السيارة الموجود بجانب المقود، فاشتعلت النيران داخل السيارة.
وكرد فعل طبيعي خرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين المتواجدين على مقربة من مكان الحادث، إلا أنهم استنفروا واستحضروا المزيد من رجال الشرطة والأمن،لاعتقالها دون أي ذنب.
وتقول "جعابيص" في حديثها أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت في البداية أنه حادث سير عادي، ثم ما لبث الإعلام العبري حتى أعلن أنه عملية لإستهداف الجنود الإسرائيليين، واكتشف المحققين وجود التلفاز مع أنبوبة الغاز، وانفجار بالون السيارة وليس أنبوبة الغاز، وعلموا أن تشغيل المكيف منع انفجار زجاج السيارة، لكن المخابرات الإسرائيلية أدعت أن إسراء كانت في طريقها لتنفيذ عملية، وبالفعل حكِم عليها بالسجن 11 عاما ظلما، قضتهم وسط القضبان والتعذيب الوحشي .