"جثث حيوانات نافقة.. مخلفات صرف صحي.. حشرات وقوارض وثعابين".. ثالوث رعب مدمر لأى بيئة، تتشبع به مياه العشرات من الترع بقري ومراكز محافظة بني سويف، هى المصدر الرئيسي والأقرب لنقل الأمراض والاوبئة الخطرة بين أطفال تلك القري، ويزداد الأمر خطورة مع عدم تطهير تلك الترع دوريًا، وتصبح بسئة خصبة لنمو الفطريات المسببة والناقلة للأمراض، ما يهدد بكوارث ومخاطر صحية وبيئية، تخترق الكتل السكنية التى تقع على جانبي تلك الترع، وتحول حياة السكان إلى جحيم، خاصة عندما تتحول تلك الترع إلى مقبرة تصطاد أرواح العشرات من الأطفال سنويًا .
يقول الدكتور عرفه سيد منشاوى، طبيب الأمراض الباطنة، بمستشفي بني سويف، إن محافظة بني سويف، كغيرها من القري التى تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي لدخل مواطنيها، تخترق قراها العشرات من الترع والمساقي، التى دائمًا ما تكون سببًا فى نشر الأمراض والأوبئة والفيروسات الخطيرة، التى يكون الأطفال هم الأكثر عرضة لها لضعف مناعتهم وعدم وعيهم بما يعود عليهم من اللهو بمياه تلك الترع المشبعة بالحيوانات والقوارض المسببة والناقلة للأمراض، فى ظل تجاهل تام من الأجهزة التنفيذية المعنية بتطهير تلك الترع أو تغطيتها، خاصة المساحات التى تمر بالقري أوالكتل السكنية.
وقال على محمود على، موظف، مقيم بقرية الجنادي، مركز إهناسيا، إن ترعة القرية تحولت سلة زبالة وحيوانات نافقة، وأصبحت مصدراً للأمراض والأبئة التى تهدد أكثر من 7000 مواطن يعيشون بالقرية، مضيفًا: لترعة تخترق القرية، وسلوكيات الأهالى التى حولتها إلى سلة زبالة وحيوانات نافقة، فهم لا يكتفون بإلقاء القمامة والحيوانات النافقة فقط بل يقومون بتحويل صرف المنازل على المصرف أو الترعة وكأنها خزان صرف صحى ولذلك الروائح الكريهة لا تنقطع من داخل منازلنا "حالنا لا يسر عدو ولا حبيب".
وتحدث علاء حسب الله مرسي، عامل بمدرسة، مقيم بقرية النويرة، مركز إهناسيا، عن معاناة 2500 مواطنًا يعيشون بعزبة "زكريا" التابعة للقرية، بسبب الأضرار الناتجة عن الترعة التى تخترق العزبة، وتسببت فى إصابة المئات من أطفالها بالأمراض والأوبئة نتيجة التلوث وعدم التطهير، فضلاً عن إبتلاعها لأكثر من طفل بالعزبة، لقربها الشديد من منازل الأهالى، مما أدى لقيام أهالى القرية بمنع أطفالهم من اللعب، خوفاً عليهم من اللحاق بسابقيهم غرقاً فى مياه الترعة الراكدة.
وقال سيد عبد اللطيف محمود، مندوب مبيعات، مقيم عزبة زكريا: نعاني من أضرار الترعة المارة من امام العزبة خاصة ان مياه الصرف بالعزبة تصب في الترعة، ومنها الي الزراعات والحقول التي نأكل منها ويأكل منها غيرها مما تسبب الفشل الكلوي والأمراض من الذباب والباعوض، وتوجهنا للمسؤلين بإدارة شؤن البيئة بالمحافظة وفي مجلس مدينة إهناسيا للمطالبة بردم أو تغطية الترعة لكنهم أفادونا بأنه لايجب تغطية الترعة مادام أهالي القرية أوالعزبة يقل تعدداهم عن 35 ألف نسمة, طالبونا بالذهاب إلي مديرية الزراعة فذهبا للزراعة فقالوا هذه ترعة خاصة ولايمكن ردمها أو تغطيتها .
وقال أحمد عبد السلام، محام، إن مشكلة الترع والمساقي التى تخترق القري تكمن فى أن مسئولية تلك الترع متفرقة على جهات عدة، وتتبادل وزارة الرى والموارد المائية متمثلة فى مديرية الرى والموارد المائية ببني سويف والمحافظة متمثلة فى المحليات، الاتهامات بإهمال تطهير الترع والمصارف، مطالبًا المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، بالبدء فورا فى وضع حلول سريعة لهذا الموضوع والذى يعتبر خطرًا كبيرًا، ويتسبب فى كارثة صحية وبيئة نظل سنوات عديدة قادمة نحاول علاجها كـ"البلهارسيا" وغيرها من الأمراض التى تنتقل للأشخاص المتعاملون مع تلك الترع.
من جانبه، أكد المستشار هانى عبد الجابر، محافظ بني سويف، انه خلال الفترة القادمة سيتم تغطية بعض الاجزاء الواقعة داخل الكتل السكنية فقط من الترع والمصارف، وفقا للأولويات، لافتًا الي انه تم تغطية عشرات الترع والمصارف خلال السنوات الماضية ونأمل بعد استقرار الأوضاع ان يتم تنفيذ الخطة الموضوعة لتغطية الترع والمصارف، طبقا للحاجة والكثافة السكانية .
وأشار المحافظ، إلى أن إدارة شئون البيئة بالمراكز، تقوم بتحرير محاضر لمن يقومون بإلقاء مخلفات الصرف الصحي في الترع والمصارف أو يسهامون في نشر التلوث بأي وسيلة مثل إلقاء القمامة وغيرها مؤكدا أن قوانين البيئة في حاجة الي تغير لتكون أكثر قوة وردعا ولكن ذلك لن يكون منصفا إلا إذا تم توفير الصرف الصحي لـ80% من قري المحافظة محرومة من تلك الخدمة الهامة التى توفر مليارات الجنيهات تنفقها الدولة على علاج مواطنيها من الأمراض التى يصابون بها من التعامل مع تلك الترع.