محمد أبو تريكة.. القاتل المبتسم (تقرير)

محمد أبو تريكة

تحل اليوم الأربعاء (7/11/2018) الذكرى الأربعين لميلاد أعظم لاعب مر على تاريخ النادي الأهلي والمنتخب المصري على مر العصور والأزمان، محمد محمد محمد أبو تريكة ليس مجرد موهبة كروية كبيرة لا يستطيع أن يختلف عليها اثنين، بل هو أيضا خلق من نفسه رمزا يحتذى به، ومثالا للأخلاق والالتزام داخل وخارج البساط الأخضر، أصبح قدوة لكل صغير وكبير، رجل وامرأة، شاب وفتاة، لك أن تتخيل أن منافسيه الذين طالما ذاقوا منه ويلات الهزائم، لا يستطيعون إلا أن يكنوا له كل الحب والاحترام، محمد أبو تريكة هو اللاعب الذي استطاع أن يملك قلوب كل الناس وينفذ إليها، فبمجرد ابتسامة منه تجد نفسك قتلت عشقا فيه، هو رجل المبادئ الأول، يقال أن الرجال تعرف من مواقفها في الشدائد، ولا يخفى على أحد مواقف أبو تريكة العديدة التي لم يتحدث عنها هو بالمناسبة، من تحدث عنها هم من عاشوا معه ورأوا ما يفعله، يمكنك أن تعلم لم أطلق عليه أمير القلوب عندما تجد أي شخص يتحدث عن أبو تريكة، يمكنك أن تعرف لماذا أسر قلوب الناس عندما يذكر فقط اسمه فتجد المستمع قد ارتسمت على وجهه بسمة تلقائية مليئة بالحب والتقدير لهذا الشخص العظيم، من يمكن أن يكره هذا الإنسان إلا إذا كان حاسد أو حاقد، من يرى الماجيكو ولا يسحر به.

محمد أبو تريكة أتى للنادي الأهلي مغمورا لا أحد يعرفه، ثم صار أسطورة من أساطير القلعة الحمراء، ليس من السهل أن تكون من أساطير الأهلي وانت لم تنشأ به، لم يكن لك والد أو عم أو خال قد لعب سابقا في النادي كي يعطيك الإرث، محمد أبو تريكة دخل للنادي الأهلي مثله مثل أي لاعب انتقل من فريق لفريق حتى وإن كان متوقع له النجاح، فهذا النجاح لم يكن أحد ليتخيل أن يصير بهذا الشكل، لم يكن تريكة ذلك الفتى صاحب العشرين عاما الذي تتهافت عليه الأندية بأسعار خيالية ويجلس هو ليختار الأعلى سعر، فدخوله للنادي الأهلي جاء في سن متأخرة إلى حد ما، واستطاع في عشر سنوات فقط أن يحقق ما لم يحققه من تربى داخل جدران التتش منذ أن كان طفلا رضيعا.

يحاول البعض أن يروج فكرة أن أبو تريكة كان مجرد فقاعة محاطة بالسمعة الجيدة من أخلاق وسلوكيات، في حين أن كرة القدم لا تعتمد على هذا فقط، لكن أين عقول وعيون هؤلاء المشككين، من منا رأى لمسات أبو تريكة للكرة ولم يسحر بها، من لا يستمتع بوجه قدم الماجيكو الذي كان كفيلا أن يضع المهاجم في انفراد تام مع الحارس من نصف الملعب، محمد أبو تريكة هو أذكى لاعب جاء في تاريخ مصر فنيا وتكتيكيا وكرويا، لكن المجال لا يتسع للشرح لأنه سيحتاج مقالات ومقالات.

في ذكرى ميلاد الماجيكو الأربعين سيستعرض لكم " أهل مصر " على مدار اليوم الجوانب المختلفة في حياة محمد أبو تريكة، سواء على المستوى الرياضي أو الأخلاقي أو على مستوى الحياة العامة:

وفي السطور القادمة سنسرد لكم لم أطلق على أبو تريكة القاتل المبتسم، محمد أبو تريكة كان يحرز الهدف في شباك منافسه والأخير لا يحزن، لمجردج أن من أحرز الهدف هو أبو تريكة، لقد سجل في تاريخه أن الماجيكو أحرز في شباكه هدفا.

نعود بالزمن لعام 2006 وهدف أبو تريكة الشهير القاتل في شباك الصفاقسي التونسي في الدقيقة 90، والذي أهدى النادي الأهلي لقب دوري أبطال أفريقيا، والذي يعد من أهم اللحظات التي استطاع فيها أمير القلوب أن يغزو قلوب الأهلاوية، ماذا قال أحمد الجواشي حارس مرمى الفريق التونسي حينها بعد مرور السنوات، قال: ربما آلمنا ذلك الهدف كثيرا، لكن شرف كبير لي ولأي حارس مرمى أن يسجل تريكة في شباكه، فلك أن تتخيل أن حارس مرمى يفخر بهدف دخل مرماه حرمه من أهم بطولة قارية ستسجل في تاريخه، ببساطة لأنه محمد أبو تريكة.

على ذكر حراس المرمى، عصام الحضري حارس منتخب مصر التاريخي، قال لقد حققت كل شئ في مسيرتي، لكن كان ينقصني أن يحرز محمد أبو تريكة هدف في شباكي، فأن يحرز تريكة في شباكك هدفا هو قمة الفخر، أهداف أبو تريكة تسجل في تاريخ الحراس كما تسجل البطولات والإنجازات.

في عام 2011 يسافر محمد أبو تريكة رفقة النادي الأهلي للمغب لمواجهة نادي الوداد البيضاوي، ثم يخرج مستبدلا في الدقيقة 90، لنفاجأ جميعا بوقوف سبعين ألف مشجعا للوداد المغربي يصفقون بحرارة لمن ملك قلوبهم، وهو منافس لهم، لهذا سمي أبو تريكة بالقاتل المبتسم، الوحيد القادر على أن يقتلك وانت مرحب تماما بل وفي غاية السعادة أيضا.

مواقف أبو تريكة مع الجماهير المنافسة عديدة ولا حصر لها، يكفي أن مشجعي الزمالك الذين هم الغريم التقليدي للقلعة الحمراء، يكنون كل الحب والاحترام له، وهو الذي أذاقهم مرارة الخسارة لسنوات متعددة متتالية، فمن لا يحبه منهم لا يكرهه على الأقل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً