قال الأكاديمي المصري والباحث والخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور محمد الريس، إن ما يعتبره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتصارا كبيرا، في انتخابات الكونجرس الأمريكي، سيكون كابوسا يؤرقه قريبا جدا، وأن الجمهوريين ربما يكونوا احتفظوا بالقوة والسيطرة في مجلس الشيوخ، ولكن الديمقراطيين يحققون الأن السيطرة على مجلس النواب، ويستعدون لطرح الكثير من الأسئلة، التي تتعلق بإدارة ترامب، وهو الكابوس القادم اتجاة ترامب وإدارة البيت الأبيض.
وأضاف الخبير في الشأن الأمريكي، أن الديمقراطيين لم يكونوا في حاجة إلا إلى 23 مقعدا إضافيا داخل مجلس النواب بالكونجرس، ليتمكنوا من توجيه مزيد من الأسئلة، وتحزيب نفسه من أجل إسقاط الأجندة التشريعية التي يطرحها دونالد ترامب، بالإضافة إلى مساءلته ومحاسبته على كثير من الأمور.
ولفت الأكاديمي المصري، إلى أن تحقيق الديمقراطيين السيطرة في مجلس النواب، لم يأت من فراغ، وإنما جاء كنتيجة طبيعية لممارسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأعوام السابقة، والتي يبدو أنه نسي خلالها أنه يمثل واحد من أكبر الأحزاب الأمريكية، ويمكن أن تؤثر أي تصرفات على الحزب الجمهوري نفسه.
وتابع "ترامب حاول أن يستدرك الأمر، ولكن تصرفه جاء متأخرا جدا، ففي البداية خرجت زوجته ميلانيا لتقول إن شعبية الرئيس الأمريكي ما زالت مرتفعة، ثم خرج هو ليتحدث بندم عن لهجته الحادة، قبل أن يشن هجوما بالسباب على المرشحين الديمقراطيين، ويشن هجوما يمكن وصفه بالعنصرية ضد إحداهم".
تصدر مرشحو الحزب الديمقراطي الأمريكي الانتخابات بمجلس الشيوخ، بولايات ماساتشوستس وأوهايو وكونيتيكت وديلاوير وميريلاند ورود آيلاند، بحسب توقعات قناة "سي إن إن"، التي رأت أن هذه الولايات تصوت تقليديا للديمقراطيين، باستثناء ولاية أوهايو، الذي يحكمها حاليا ممثل عن الحزب الجمهوري، مشيرة إلى أن الناخبين دعموا أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين أعيد انتخابهم لفترة جديدة.
وقد تصدر السيناتور الديمقراطي بيل نيلسون بولاية فلوريدا الأمريكية، بفوزه بهامش بسيط على نظيره الجمهوري، ريك سكوت، وفقا لنتائج فرز 64% من الأصوات. ووفقا لنتائج فرز الأصوات حصل نيلسون على 52.3% من الأصوات، بينما حصل "سكوت" على 47.8%.
كما تم إعادة انتخاب السيناتور الديمقراطي بوب كيسي لمجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، و انتخاب المرشح الديمقراطي جيبي بريتزكر حاكما لولاية إلينوي.
وانطلقت أمس الثلاثاء عملية التصويت في انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، التي يراهن على الفوز بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاحتفاظ بسيطرة الجمهوريين على الكونجرس، في حين ينظر الديمقراطيون إلى تلك الانتخابات باعتبارها الأمل الأخير لاستعادة التوازن المفقود منذ فوز الرئيس الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، عام 2016، على حساب منافسته هيلاري كلينتون.