اعتاد محمد حامد، أحد مواطنى محافظة الغربية على شراء اللحوم المجمدة نظرا لأسعارها المنخفضة إلى حد كبير مقارنة بأسعار اللحوم بالمجازر، ونصحه أحد الأصدقاء بمحل من أكبر محلات المحافظة بالمحلة الكبرى بميدان المحطة، لأسعارة الذهيدة، ولكن ما أثار قلقه هو اكتشافه لسعر كيلو اللحم المفروم، الذى لا يتجاوز 35 جنيها ، اكتشف تامر أن شعار المحل هو "محاربة الغلاء"، إلا انه أخذ يتحقق من جودة اللحمة، والتى لم تكن لحم مفروم فى واقع الأمر، فكانت عبارة عن جلد و أمعاء و أظافر وعندما واجه صاحب المحل بذلك رد عليه "حظك كدة بقى..هى بس عشان متفرمتش كويس بس متبلة"، وعندما سأله تامر "أنت ترضى تاكلها كده؟"، رد عليه عم محمود صاحب المنفذ ردا مميتا "وماله.. مصر كلها بتاكل منها كده.. ده أنا زباينى كبار الكبابجية و الفطاطرية و كمان مش من اللحمة دى دول بياخدوا الأرخص"، بدأت الفاجعة مع ظهور إحدى زبائن المحل بحضور" محمد"،وطلبت نصف كيلو لحم مفروم ، وهى على حد قولها زبونة مستديمة، وأثنت على طعم اللحمة وأسعارها عندما استشهد بها صاحب المحل، كان الغريب هو تعبئة صاحب المحل من نفس اللحمة الفاسدة لهذه السيدة التى وعد أنها ستعود ضمن مسترجع الشهر، وعندما استنكر محمد هذا التصرف، أبلغه صاحب المحل أنه سيسترجع فقط العبوة المفتوحة، وأضاف "مش أنت اللى تحدد أبيع إيه ومبعش إيه ..مش شغلك" .
قرر محمد إبلاغ السطات المختصة بالواقعة، والتى جاءت مستجيبة بحملة تموينية، ولكن على الفور أخفى أصحاب المحال تلك العينات من اللحمة، مدعيين عدم بيعهم لأى أنواع لحوم من الأساس، لم يقف الأمر على حد منطقه المحله الكبرى، ولا حتى محافظه الغربية، بل ما أخبرنا به محمد أن المصنع له موردينه بأنحاء الجمهورية، وتساءل كيف تقوم الدولة بحملات ضد فيروس سى و بالوقت ذاته تتغافل عن موردى المرض لبيوتنا.