"سعيد للغاية لوجودى هنا لأول مرة.. ولن تكون الأخيرة، وأتطلع إلى الفوز بجائزة أخرى"، كانت هذه الكلمات التى نطق بها نجمنا المصري محمد صلاح أثناء تتويجه بجائزة بوشكاش، لأفضل هدف في الموسم الماضي، التي تُمنح من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتعتبر هذه الكلمات بمثابة الإعلان عن تحدٍ جديد، في عالم الساحرة المستديرة، في إعلان صريح منه بإصرار ليس غريبًا عليه، بأن يعتلي منصات التتويج في العام المقبل، وينافس بقوة على جائزة أفضل لاعب في العالم، غير مكتفيًا بحصد الجوائز الفردية فقط.
بات "مو" مُحلقًا كالطائر على عرش الجوائز الفردية، وخصوصًا بعد ترشحه للقائمة النهائية للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2018، وواثقًا فى قدرته على الوفاء بعهده مثلما فعلها ذى قبل مرتين، الأولى عندما قال في 2013سأفوز بأفضل لاعب في إفريقيا، والثانية حين أعلن وقت تقديمه لاعبًا لليفربول الصيف الماضي سعيه لرقم فردي، وهو ما تحقق بفوزه بلقب هداف وأفضل لاعب في البريميرليج، وأثناء حزنه الشديد بعدما تعادل المنتخب الوطني مع نظيره الكونغو، ولكن كان رد الفرعون قاسيًا جدًا في مرمى الخصم، وتمكن من هز الشباك عن طريق ركلة جزاء، لُيعلن حينها دخول مصر كأس العالم 2018 بروسيا.
يمتلك الفرعون المصري حظًا وفيرًا في العودة مرة أخرى إلى منصة العظماء عام 2019، وسيمحي الذان احتكرا عرش هذه المنصة وهما الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة برشلونة الإسباني، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، مهاجم يوفنتوس الإيطالي، بعد احتلالهم أفضل لاعب في العالم 5 مرات، والكرة الذهبية أيضًا خمسة مرات، بسبب سرعة الفرعون ومهاراته العالية التي تزداد يومًا بعد يوم، وأيضًا مساعدة زملائه في الفريق، ليكون أفضل لاعب في العالم، ويعمل كبر السن أيضًا عاملًا جيدًا في فرض هيمنة على عالم كرة القدم في المستقبل، لأن البرغوث صاحب الـ31 عامًا، لم يتبقي له إلا سنوات قليلة والخروج نهائيًا من عالم الساحرة المستديرة، بينما الدون صاحب الـ33 عامًا، من المرجح أن يظل له سنة واحدة فقط في عالم الساحرة المستديرة، ليعلن بعدها اعتزال عالم كرة القدم، بعد الانجازات التي حققها الثنائية، والتي لن ينسى أحدًا كيف غيروا تلك اللعبة؟، وكيف كانت لمساتهم للكرة؟.
ثانيًا إذ تمكن فريق ليفربول هذا الموسم من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي، سيصبح من أقوى المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2019، لأن البريميرليج يُعتبر من أقوى الدوريات في العالم، نظرًا لتواجد فيه 20 نادي يقاتلون حتى آخر دقيقة في المباراة، وكأنها حربًا بين دولتين، لن تتوقف إلا إذا فاز أحدهم، من أجل التتويج بالدوري، أو عدم الهبوط إلى الدرجة الأولى، لأن من يتواجد في قمة البريميرليج يحصل على أموال طائلة وأعلانات تمنحه من شراء أفضل لاعبي العالم والقتال مرة أخرى، وأيضًا تواجد مو في نهائي دوري أبطال أوروبا، أو على الأقل في نصف النهائي، يضمن نهائيًا ترشحه مرة أخرى إلى جائزة الأفضل في العالم.
ويتذكر جميع عشاق ليفربول، بأن الفرعون قاد الريدز إلى نهائي الشامبيونزليج الموسم الماضي، ولكنه تعرض لإصابة قوية بسبب تدخل الإسباني سيرجورمواس، مدافع ريـال مدريد، مما جعله مستبعد نسبيًا من الفوز بجائزة الأفضل، وحصول الكرواتي لوكا مودريتش، على هذه الجائزة، دوري الأبطال بطولة سهلة حتى دور الثمانية، لذلك قال جوارديولا إن الفريق الأجهز بدنيًا في الشهر الأخير من الموسم هو الفائز بها، ليس شرطًا أن تكون قويًا طوال موسم كامل، لذلك سيلعب العامل البدني وقوة دكة البدلاء دورًا بارزًا في تحديد هوية بطل هذه البطولة، وتلك هي الأسلحة التي تميز الريدز عن الجميع، فرفاق صلاح هم الأقوى بدنيًا، والأكثر قدرة علي ممارسة الضغط، عوضًا عن تدعيم دكة البدلاء بقنابل متمثلة في نابى كيتا، وشاكيرى، ما يمنح الفريق القدرة علي الاستمرارية إلى المحطات الأخيرة، إيمان مو بقدرته على العودة من جديد هو بداية الطريق، وتركيزه في تقديم المطلوب منه جماعيًا سيكون سلاح التفوق الفردي، والتتويج بالبطولات يحتاج للنفس الطويل، وكل تلك العوامل مُتاحة ومتوفرة، لذلك لم يعد حلم صلاح و100 مليون مصرى ببعيد، من أجل الفوز بالكرة الذهبية وأفضل لاعب في العالم، ولكن يقف هنا رونالدو كالحائط الذي لا يمكن ردعه في عند التحدث بدوري الأبطال يجب أن نتحدث عن الدون، لأنه يُجيد التعامل مع هذه البطولة ببراعة، ويعرف جيدًا كيف يحتفظ بلياقته البدنية والذهنية للمحطات الأخيرة، تلك المحطات التي يٌحسم فيها الأبطال.
ثالثا لقب هداف الدوري الإنجليزي مطلوب حتى يترشح مرة ثانية إلى أفضل لاعب في العالم لعام 2019، إذ تمكن محمد صلاح، من الفوز بلقب هداف البريميرليج هذا الموسم، سيفكر مو جيدًا، في ترشحه مرة ثانية إلى جائزة الأفضل في العالم، وستكون هذه المرة الثانية على التوالي، ليحرز فيها لقب هداف الدوري الإنجليزي، بعد تفوقه الموسم الماضي على أقرب منافسيه هاري كين، مهاجم توتنهام، بهدفين، وبالرغم من تعثر الفرعون في تسجيل خلال بعض المباريات السهلة، ولكن في عالم الساحرة المستديرة كل شيء ممكن، وبقوته البدنية يمكنه الرجوع مرة أخرى إلى تسجيل الأهداف، وخصوصًا بعد تعثر كين وغيابه لفترة كبيرة عن التهديف نظرًا لإصابة بعض اللاعبين الذين كانوا يساعدونه للتسجيل في مرمى الخصم، وأيضًا تشتيت ذهن أجويرو، مهاجم مانشستر سيتي هذا الموسم، وأيضًا تعرض معظم لاعبي السماوي إلى الإصابة في الفترة الأخيرة وآخرهم كان البلجيكي كيفين دي بروين، والذي يساعد الفريق كثيرًا في إحراز الأهداف.
رابعًا لا يكفي وصول محمد صلاح إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وخسارته أمام ريـال مدريد، بثلاثة أهداف مقابل هدف، على ملعب الكييف، وحصوله على لقب هداف الدوري الإنجليزي، بجميع هؤلاء حتى يرشحه إلى جائزة أفضل لاعب في العالم، ولكن نظرت أيضًا إلى سجله مع المنتخب الوطني، فوجدت أنه يستحق أخذ العلامة الكاملة مع منتخب الفراعنة، لأنه تمكن أخيرًا بعد غياب أكثر من 28 عامًا، من وصول منتخب بلاده إلى كأس العالم 2018، والتي كانت تقام على الأراضي الروسية، وهذه نقطة تحتسب للنجم الليفر، وخروجه أيضًا من نهائي كأس الأمم الأفريقية على يد الكاميرون، ولكن أصبح الآن جيل محمد صلاح في المنتخب، يخشاه الجميع في القارة السوداء، ويتوقع عشاق الساحرة المستديرة فوز الفراعنة بلقب الأمم الأفريقية هذا الموسم، وخصوصًا بعد الفوز على نظيره النيجر، بسداسية نظيفة دون رد.