عادت مجددا ظاهرة الاختطاف لتثير حالة من الخوف والذعر بين أهالي الإسكندرية خاصة أولياء الأمور، بعد تكرار حالات الاختطاف خلال الفترة الماضية بشكل يدعو للقلق، وشهدت المحافظة وقائع عدة أثارت الرعب والقلق، ما جعل أولياء الأمور يحرصون بشدة على أطفالهم وخاصة عند خروجهم للذهاب إلى المدرسة والعودة منها، ووقت تلقي الدروس الخصوصية أو الخروج مع أصدقائهم، فإنهم يرون أن عصابات خطف الأطفال باتت تشكل خطر كبير ولن تفرق بين أحد من الأطفال.
-استدراج الطلاب واختطافهم
جاءت واقعة محاولة سيدة خطف التلاميذ من داخل مدرسة عمر مكرم الابتدائية التابعة لإدارة المنتزه التعليمية، هي الأبرز مؤخرا، والتي أثارت جدلا واسعا بالشارع السكندري، وذلك بعد محاولتها الدخول وسط الزحام الشديد وانتظار بدء اليوم الدراسي، ثم استدراج التلميذ المراد خطفه.
واكتشف أولياء الأمور دخول السيدة واختبائها داخل حمام المدرسة بعد صراخ شديد من جانب التلاميذ الذين شاهدوها فتم التحفظ عليها داخل المدرسة، وتم إبلاغ قيادات المديرية، وحضرت قوة من قسم شرطة المنتزه، وتم إلقاء القبض عليها لحين حضور قوات الأمن التى قامت باصطحابها إلى القسم.
-خطفت طفل لاستخدامه في التسول
ولم تكن تلك الواقعة المثيرة والخطيرة هي الأولي من نوعها، حيث شهدت أيضا مدرسة دكتور عبد القادر أبو عقادة، التابعة لإدارة المنتزه التعليمية، ضبط سيدة تحمل طفلا تدّعي أنه نجلها وتقوم بالتسول أمام بوابة المدرسة برفقة رجل يدّعي أنه زوجها، ويحملان بطاقة رقم قومي مزيفة، وعندما شكّ حارس المدرسة في أمر السيدة وتصرفاتها المريبة والطفل التي تحمله، وقام بالاقتراب منها علمت السيدة أنه قد افتضح أمرها وقامت بالاعتداء علي الحارس، فقام الأهالي بالإمساك بها، وتبين أن الطفل ليس نجلها وأنها قامت باختطافه، وتم إبلاغ قيادات المديرية، وحضرت قوة من قسم الشرطة وتم ضبط المتهمة واقتيادها إلي القسم.
كما حضر ولي أمر الطفل المختطف وتسلّمه، فيما قامت إدارة المدرسة باحتجاز التلاميذ داخلها ومنعوا خروجهم لحين وصول أولياء أمورهم لاستلامهم حرصا علي أمنهم وسلامتهم.
-خطف الأطفال واحتجازهم
وفي بحري الإسكندرية، تم ضبط تشكيل عصابي تخصص في خطف الأطفال واحتجازهم واستغلالهم في التسول، حيث قاموا باحتجاز أحد الأطفال يبلغ من العمر 5 سنوات في منزل إحدي أفراد التشكيل مقيمة شارع السيالة دائرة قسم شرطة الجمرك واستغلاله في التسول.
وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقي اللواء محمد الشريف، مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من مدير إدارة البحث الجنائي، بورود معلومات لضباط قسم رعاية الأحداث تفيد قيام كل من "أ م س" 58 سنة، بائعة متجولة، مقيمة شارع السيالة دائرة قسم شرطة الجمرك السابق اتهامها في قضية جنح قسم الأحداث "تعريض حدث للانحراف"، و" م ا غ" 59 سنة، عاطل، مقيم شارع السيالة دائرة قسم شرطة الجمرك السابق اتهامه في 11 قضية "تسول-سرقات - تشرد- مخدرات"، مسجل شقي خطر فئة ج "سرقات"، و نجل الأولى "ي ا ع" 24 سنة، عاطل، مقيم دائرة قسم شرطة المنشية السابق اتهامه في قضية "سرقة"، حيث قاموا باحتجاز أحد الأطفال يبلغ من العمر 5 سنوات بمسكن المتهمة الأولى واستغلاله في التسول.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطهم وبمواجهتهم اعترفوا وأرشدوا عن الطفل وتبين أن الطفل يدعى "ف م م" 5 سنوات، وأن والدته تدعى "ا م م" مقيمة مساكن عبد القادر الجديدة دائرة قسم أول العامرية، وأضافت المتهمة الأولى أنه سبق ضبطها مع شقيقة الطفل المخطوف من الأم وتدعى "ر ز ا" 9 سنوات وهى حالياً مودعة بدار رعاية الأطفال وذلك حال تلبسها بالتسول.
وبسؤال والدة الطفلين قررت بأن المتهمين الثلاثة قاموا باحتجاز أطفالها وتعريضهم للخطر منذ 4 أشهر وأنها لم تقم بالإبلاغ عنهم خوفاً من تهديد المتهمين لها.
-اختطاف طفل مقابل فدية مليون و200 ألف جنيه
وفي شرق الإسكندرية، تلقي قسم شرطة ثالث المنتزه تلقى بلاغًا من "م ق م" 38 سنة، سائق، بغياب نجله "عمر" 10 سنوات، عقب توجهه لشراء بعض احتياجات للمنزل، وتلقيه اتصال هاتفى من مجهول طلب منه الحصول على مبلغ وقدره "مليون و200 ألف جنيه" كفدية نظير إطلاق سراحه.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهمين باختطاف الطفل، حيث شكل قطاع الأمن العام فريق بحث جنائى بمشاركة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية، أسفرت جهوده عن تحديد مرتكبى الواقعة هم كلًا من "عبد الناصر ك خ" 44 سنة سمكرى، و"محمد ح إ" 27 سنة عامل، و"مصطفى ى إ" 27 سنة عامل، و"أحمد س" 34 سنة، وتم إلقاء القبض عليهم.
وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وأقر الأول بسابقة وجود خلافات مالية بينه، و"جاره" شقيق والد المجنى عليه، فقام بالاستعانه بباقى المتهمين لخطف الطفل ومساومة أهليته على إطلاق سراحه نظير الفدية، وفى سبيل تنفيذ مخططه، استأجر سيارة ملاكى، واستدراج الطفل لسابقة معرفته به، واحتجازه بشقة خاصة بالمتهم الثانى بمنطقة المراغى، بينما قام المتهم الرابع بالاتصال بوالد المجنى عليه ومساومته على مبلغ الفدية.
وعقب ضبط الأول قام باقى المتهمين بإطلاق سراح الطفل واستعانوا بسائق توك توك لنقل الطفل من مكان احتجازه إلى محل إقامته، وتم ضبط الأخير، والـ"توك توك" والسيارة المُستخدمة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة لتباشر التحقيق.
-استغاثات أولياء الأمور
وفي هذا السياق، طالب عدد من أولياء الأمور بالإسكندرية بعدم إخراج أولادهم من المدرسة عقب انتهاء اليوم الدراسي لحين حضور أولياء أمورهم واستلامهم خشية عليهم من الاختطاف، فيما اشتكي البعض من عدم توافر أمن أمام المدارس رغم مطالباتهم العديدة بتوفير حماية كاملة للتلاميذ، فضلاً عن عدم استغلال بوابتين بالمدرسة للدخول والاعتماد على بوابة واحدة مما يتسبب فى حالة تكدس كبيرة بين التلاميذ وأولياء الأمور أمام بوابة واحدة، ما يسهّل عملية دخول المختطفين وسط الزحام إلي داخل المدرسة.
وقال محمد ماجد، أحد أولياء الأمور، إنهم قاموا بتوفير فرد أمن خاص للمدرسة التي بها أبنائه علي نفقاتهم الخاصة؛ لحماية أبنائهم بعد انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال خلال الفترة الأخيرة، وذلك دون تحمل إدارة المدرسة أو الإدارة التعليمية أي أعباء مالية.
وأكد هاني ناصف، أحد سكان منطقة العجمي، أن ظاهرة الاختطاف زادت خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير خاصة اختطاف الفتيات والأطفال، وأن غالبية حالات الخطف تكون بدافع الحصول علي فدية من الأهل مقابل إطلاق صراح المخطوف، مشيرا إلي أنه تم ضبط مؤخرا عدد كبير من التشكيلات العصابية المتخصصة في خطف الأطفال بالإسكندرية.
وأضاف ناصف، أنه يجب علي أولياء الأمور بمجالس الأمناء بالمدارس مشاركة إدارات المدارس في العمل على استقرار الحالة الأمنية أمام المدارس أثناء دخول وخروج الطلاب، وذلك حفاظا علي أرواح أبنائهم.