انطلقت حملة رسول الإنسانية بمحافظة الإسكندرية، اليوم الخميس، والتي أطلقتها وزارة الأوقاف للتعريف بسماحة الإسلام، وسماحة أخلاق سيد الأنام نبينا محمد (عليه الصلاة والسلام)، حيث بدأت الحملة بعقد لقاء مع شباب المستقبل بقرية ١١/٨ بمنطقة أبيس للحديث عن إنسانية النبي مع الأطفال، وذلك تنفيذا لتعليمات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وبتوجيه من الشيخ محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، وإشراف كلا من الدكتور عبد الرحمن نصار، وكيل مديرية الأوقاف، والشيخ حسن عبد البصير، مدير عام الدعوة، وبمشاركبة كوكبة من أئمة إدارة محرم بك على رأسهم الشيخ وسام كساب، مدير عام الإدارة.
وتناول اللقاء الحديث عن أن الله تبارك وتعالى قد شاء بحكمته وفضله أن يختار نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم من بين البشر، ويصطفيه ويخصه بما لم يخص به أحدًا من العالمين، حتى كان صلى الله عليه وسلم قدوةً للناس في كل شيء، قال الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، من ذلك ما نراه من معاملة الرسول الكريم للأطفال تَقبيل الأطفال، والمسح على رؤوسهم، فقد قبَّل الرسول الأعظم الحسن بن علي، وهو طفلٌ أمام الصَّحابيّ الأقرع بن حابس التميميّ ممّا أثار استهجانه ودفعه لإخبار النّبيّ أنّه لا يُقبّل أولاده، فاعتبر الرَّسول الكريم ذلك التَّصرف من قسوة القلب ومظهراً من مظاهر انتزاع الرَّحمة من القلب.
كما تناول اللقاء التَّعامل مع الأطفال بالرِّفق واللِّين والتَّحبب، فالحسن والحسين كانا يقفزان إلى ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم عند سجوده فما يكون منه إلا أنْ ينزلهما برفقٍ، وعندما يسجد أو يركع يكرران القفز، وبعد انتهاء الصَّلاة لا يتوجه إليهما الرَّسول بالزَّجر أو العتب واللَّوم؛ لإدراكه أنّ الطِّفل ينفر من الإنسان الغاضب العبوس، ويُقبِلُ على الإنسان البشوش، ويتقبّل منه التوجيه، كما نَهى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم الوالدين عن الكذب على أطفالهم، واعتبر ذلك مظهراً من مظاهر التَّقدير والاحترام لهم ولمشاعرهم، وكان الرَّسول يُحسن إلى الأطفال ويحملهم معه على دابّته، ويحدثهم بالأحاديث النَّبويّة المثبتة في الصحيحين، وخير مثالٍ على ذلك عبد الله بن العباس رضي الله عنهما.