تسببت فتوي دينية خاطئة في انتشار الحصبة بشكل وبائي ، في العديد من المدن والقري الاندونيسية بعدما تعمد الأهالي "إخفاء" أطفالهم عن فرق التطعيم ، بعدما روج بعض المتطرفين ان اللقاحات محرمة وممنوعة شرعا في الدين الإسلامي بسبب احتوائها علي مواد خنزيرية ،وهو ما أدي إلي ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض خاصة بين أطفال المدارس ، ووضع الحكومة ووزارة الصحة الاندونيسية في مأزق حرج ، بسبب عدم قدراتها علي تغيير قناعات المواطنين ، رغم قيامها بالعديد من حملات التوعية التي استعانت فيها برجال الدين المعتدلين.
وكشف تقرير نشرته الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة، أنه في اليوم المقرر لحملات اللقاحات في المدارس، يتعمد عدد كبير من الأهالي إلى عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة، أو الضغط على الكادر التعليمي لاستثناء الأطفال من التطعيم وهو ما أدى إلى حصول 6 تلاميذ فقط لقاح الحصبة في احد المدارس الكبيرة .
وأعرب الأطباء عن مخاوفهم من أن تؤدي الفتاوى الخاطئة ،و الشائعات التي يطلقها المتطرفين إلي إصابات عديدة في واحد من أكبر البلدان الإسلامية عدداً، الأمر الذي من شأنه انتشار مرض الحصبة بشكل واسع، ما يعني عدد كبير من حالات الإجهاض والعيوب الخلقية الناتجة عن العدوى بالحصبة الألمانية أثناء الحمل.
وقالت منظمة الصحة العالمية ان حملة لقاح الحصبة ، التي كان مقررا إطلاقها في اندونيسيا في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين تأجلت،بسبب فتوي جديدة أطلقها مجلس العلماء في اندونيسيا لإخافة الناس بأن اللقاح حرام وليس حلالاً على المسلمين، وسرعان ما انتشرت الأنباء المغلوطة في أنحاء البلاد كافة.
و حاولت وزارة الصحة الضغط على مجلس العلماء المسلمين، لإصدار فتوى تؤكد شرعية اللقاح وأنه حلال 100%.، إلا أن المجلس أصدر فتوى أخري زادت الطين بلة وعكس ما طلبت منه وزارة الصحة .
المعروف ان لقاح الحصبة يحتوي علي مادة الجيلاتين، المثيرة للجدل في المجتمعات الإسلامية ، لكن علماء الدين المعتدلين أصدروا فتواي عديدة بأنها "حلال" ، لأنها تخضع لتغييرات كيميائية عديدة من بينها "الاستحالة" والتي تعني "انقلاب المادة إلي مادة أخري تغايرها في صفاتها، وتُحوِّل المواد النجسة أو المتنجسة إلى مواد طاهرة، وتحوِّل المواد المحرمة إلى مواد مباحة شرعاً".