"انقذ روح حيوان برىء".. من الفيس بوك إلى الشارع: عاوزين قانون.. أدمن الجروب: "الناس بتتفنن فى تعذيب الحيوانات".. وللمنتقدين: "ناس عديمة الإحساس"

وسط زحام «السوشيال ميديا»، وانتشار المجموعات فى مختلف المجالات والتخصصات التى تضم الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى لاسيما موقع «فيس بوك»، يجذب انتباهك مجموعة «انقذ روح حيوان برىء» بأكثر من ربع مليون عضو منضمين من كافة محافظات الجمهورية، حاملين هدفًا واحدًا وهو الرحمة والرفق بالحيوان كما أوصت به الأديان السماوية.

«انقذ روح حيوان برىء».. غير تابع لأية مؤسسة وهو أكبر «جروب» إنقاذ حيوانات فى مصر وهدفه خدمى تطوعى، وممنوع نشر الإعلانات عليه، ويخضع أى فرد إلى عدد من الأسئلة تنص على القواعد والشروط التى يجب معرفتها واتباعها قبل الانضمام، فتقول «مريم صفوت» إحدى المسئولات عنه والناشطة بمجال الرفق بالحيوان: فكرة إنقاذ الحيوانات بصفة عامة لها طرق معينة، فهناك من لديهم جروبات مستقلة بذاتها، وآخرون عندهم ملاجئ أو جمعيات مشهورة، ولكن «جروبنا» أكبر جروب إنقاذ حيوانات فى مصر أنشئ من 5 سنوات، ولم نتبع أية هيئة أو ملجأ و«الجميع بينزل عندنا».

وعن عدد الحيوانات التي تم إنقاذها من الشارع، قالت مريم: «لايمكن حصر عدد الحيوانات التى تم إنقاذها فالأعداد كثيرة جدًا، وهناك العديد من حالات التبنى أيضًا، بالإضافة إلى عدد مأهول من الحيوانات التى تم الإبلاغ عنها بمجرد رؤيتها في أحد الشوارع تحتاج لإنقاذ، مثلاً حيوان عمل حادثة، آخر مشلول، وهكذا لسرعة إنقاذه، وحالات آخرى»

وأضافت، أنه توجد الكثير من المشكلات والمعاناة التى يتعرض لها الحيوانات فى مصر ولابد من تفعيل المادة 45 من الدستور المصرى من أجل حماية الحيوان بقرار جمهورى يمنع تعذيب وقتل الحيوانات في الشوارع، متحدثة بحزن: «كل يوم نرى حاجة أغرب من غيرها فى التعذيب والتمثيل بها، فالفكرة أننا بننقذ الحيوانات من الآذى الذى يتعرضون له من البشر.. هناك حيوانات تم إنقاذها وقع عليها مياه نار بالقصد، وآخرى تم تعذيبها عن عمد.. الناس بتتفنن فى التعذيب الحيوانات بمصر ومش سايباها في حالها، فكلما اشتدت المعاناة كلما كانت غريبة، والمشكلة الأساسية تكمن فى غياب قانون رادع لمحاسبة المخطئين والإبلاغ عنهم ليكون عبرة لغيره.. والأذى مستمر بنحفر في بحر ولاحاجة هتوقف مايحدث».

وأكدت، أنه فى الآونة الآخيرة انتشرت جرائم قتل الحيوانات الضالة وحملات تلقيحهم بالسموم في الشوارع والنوادى ولايوجد حل لوقف تلك المهزلة، معربة أن جهود الإنقاذ مهما بلغت ضعيفة كما أن إنقاذ الحيوانات في مختلف محافظات مصر ليس واقفا على «انقذ روح حيوان برىء» فالجميع من المهتمين بالحيوانات يريدون قانونا صارما لحمايتهم: «إحنا كتير صفحات مستقلة وجروبات مختلفة هدفنا واحد.. باسم جروبنا وباسم كل شخص مهتم بالرفق بالحيوان في مصر عايزين قانون».

إنقاذ الحيوانات الضالة

وتابعت مريم، أن هناك حملة إطعام حيوانات الشوارع وهى من أبرز الخدمات التى يقدمها الأعضاء، وتم تنظيم العشرات من الحملات في أكثر من محافظة من خلال الجروب فيُحدد اليوم باسم منطقة معينة ويتوافد أبنائها فى الصباح لعمل وجبات ويتم تقسيمهم لفرق، ويتجولون فى الشوارع لإطعام الحيوانات وإسعاف الحالات المصابة، ونقل الحالات الحرجة للعيادات الطب البيطرى.

تستطرد مريم، الحيوانات ثروة قومية ويمكن الاستفادة منها في أكثر من جهة وخاصة الكلاب، «أنقذوا الكلاب من الشوارع بدلاً من قتلها.. فلابد من إنقاذ الكلاب الضالة من التعذيب والقتل والاهتمام بها فى جمعيات الرفق بالحيوان وبعد ذلك إرسالها للشركات والمخازن لكى يستخدموها فى الحراسة بعد تدريبها على ضوابط الأمان وتطعيمها ضد الأمراض بصفة مستمرة».

وعن أليات التواصل، تقول مريم، إنها تبدأ بالمنشورات والتعليقات ولاتقتصر على مسئولين «الجروب»: «تعرض الحالة من أى عضو فى منشور، والناس تتعامل فى إطار من لديه إمكانيات لإنقاذ الحيوان المعلن عنه.. فهناك أصحاب جمعيات يعلقون بأنهم قادرين على ذلك ويرسلون أشخاصا لمكان الحالة وتقديم كافة سبل المساعدة ويتابعونها، وأيضًا عندما يتم التنويه عن طلب استغاثة في منطقة معينة يعلق عضو قريب منها بأنه تولى الحالة بشكل شخصى ويوضح تحديثاتها بالصور.. الفكرة متاحة لكل شخص عنده ضمير وبيراعى الحيوانات وقادر على تقديم المساعدة والإنقاذ».

وينشر الكثير عن معاناة الحيوانات في مصر، ولكن من يتعاطف معهم ويساعدهم يواجه مزيد من الانتقادات والإهانة، فنشر أحد المتطوعين على «الجروب» محاولته في إنقاذ الحيونات الضالة بأنه فتح مأوى وتبنى 40 كلبًا لإطعامهم وإعطاء الأدوية للحالات المصابة، بالإضافة إلى سعيه الدائم في البحث عن إنقاذ الكلاب المحبوسة، مشيرًا إلي أنه يتلقى يوميًا استغاثات متنوعة تارة كلبًا محبوسًا في عقار وتاره أخرى تعذيب كلاب أو ضربهم بالخرطوش فى مختلف المناطق لمجرد أن صوتهم يزعج السكان، قائلاً: «فيه ناس بتكرس تفكيرها فى تعذيب الكلاب وإدخالها مسابقات بتكون نهايتها بحر دم، ودا بيحصل فى سوق الجمعة ومحدش بيتحرك، ولما بنتحرك يتريقوا ويقولوا أنقذوا البنى آدمين الأول».

دور الطب البيطرى

الأطباء البيطريون لهم دور هام لايغفل عنه أى عضو في دعم كل من يلجأ لهم، تقول مريم: «على الجروب يوجد أكثر من طبيب بيطرى، وعندما نحتاج مساعدتهم يتم الإشارة لأحدهم، وعلى الفور يوضحون خبراتهم والعلاج المطلوب للحالة وكيفية إنقاذها، فضلاً عن دعمهم بالكشف والعلاجات بالمجان لبعض الحالات يتكفلون بها في عياداتهم الخاصة إذا استدعى الأمر إجراء عملية جراحية»، مطالبة الطب البيطرى بالتعقيم لتقليل التكاثر بدلاً من قتلهم وضربهم بالخرطوش.

رسالة لمنتقدى «انقذ روح حيوان برىء»

واختتمت «مريم» حديثها بتوضيحها مدى النقد الذى يتعرضون له فى المجتمع المصرى وتوجيه لرسالة لمنتقديها بنبرة شديدة اللهجة، قائلة: «مش هنتنازل عن قضيتنا فى الدفاع عن الحيوان والرفق به.. وبالنسبة للناس اللى بتعارضنا وبيهاجمونا ويقولوا شوفوا الإنسان أولى.. بقول لهم اعرفوا أنتو أن ربنا أوصى بالحيوان إزاى ربنا جعلنا سبب لحمايتهم.. وفيها إيه لما نساعد الحيوان المسكين اللى مش قادر ينطق يقول ارحموني.. حرام عليكم مش مكسوفين من نفسكم بشر عديمة الرحمة علي الأقل الإنسان قادر يتكلم ويشتكى، ومحدش بيجبر حد منكم يعمل حاجة لا بترحموا ولابتسيبوا رحمة ربنا تنزل.. من لا يَرحم لا يُرحم».

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً