منذ أبريل الماضي ويكثف العاملون والأثريون بمنطقة سقارة جهودهم من أجل الإعلان عن الكشف الأثري الجديد والذي أعلن عنه،اليوم السبت، في منطقة سقارة الأثرية،بحضور الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ولفيف من قناصل الدول الأجنبية. وقال العناني إن البعثة عثرت في هذا الكشف على ثلاث مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة غير منقوشة، أعيد استخدامها في العصر المتأخر كجبانة للقطط، بالاضافة إلى أربع مقابر أخرى ترجع إلى عصر الدولة القديمة، ومنها مقبرة "خوفو إم حات" المشرف على المنشآت الملكية بالقصر الملكي أثناء أواخر الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة.
وأشار العناني إلى أن البعثة المصرية كان قد وقع اختيارها لهذا الموقع نظرا لاحتمالية وجود مقابر لأفراد من عصر الدولة القديمة حول الطريق الصاعد للملك أوسر كاف، حيث سبق وبدأت البعثة الأثرية الفرنسية أعمالها في بداية الحافة الصخرية من الناحية الشرقية، وتم الكشف عن العديد من المقابر التي ترجع إلى عصر الدولتين القديمة والحديثة، والتي أعيد استخدامها في العصر المتأخر كجبانة للقطط.
ولفت إلى توقف أعمال حفائر البعثة الفرنسية بالموقع منذ عام 2008، وأن الأعمال توجهت بعد ذلك نحو دراسة وتوثيق وترميم بعض المقابر المكتشفة، ثم توقفت تماما عن العمل منذ عام 2013.
وأكد وزير الأثار أن هذا الكشف هو الأول في سلسلة من ثلاثة اكتشافات أثرية أخرى في إحدى محافظات جمهورية مصر العربية، والتي سيتم الإعلان عنها تباعا قبل انقضاء عام 2018.
لأول مرة مومياوات لجعارين في جبانة منف
وأكد الدكتور مصطفى وزيري ،الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، العثور ولأول مرة على مومياوات لجعارين في جبانة منف الأثرية، حيث كشفت البعثة عن مومياوين لجعرانين كبيري الحجم داخل تابوت من الحجر الجيري مستطيل الشكل ذي غطاء رسمت عليه ثلاث جعارين بالمداد الأسود، بالإضافة إلى عدد كبير من مومياوات الجعارين الصغيرة.
وقال: بفحص المومياء الكبيرة وجد أنها في حالة جيدة من الحفظ و ملفوفة بلفائف كتانية، كما عثرت البعثة على تابوت آخر من الحجر الجيري مربع الشكل عليه جعران واحد بالمداد الأسود و بداخله مومياوات لجعارين.
وأضاف أنه أثناء أعمال التنقيب داخل المقابر تم الكشف عن العشرات من مومياوات القطط وحوالي 100 تمثال خشبي لقطط، منها المغطى بطبقة من الذهب، بالإضافة إلى تمثال من البرونز للإلهة القطة "باستت" في حالة جيدة من الحفظ ووأربعة رؤوس لتماثيل من البرونز لها والعديد من التماثيل الخشبية لحيوانات أخرى، مثل الأسد والبقرة والصقر، ومنها المغطى بطبقة من الذهب.
ولفت إلى العثور على عشر توابيت خشبية ملونة لحيات الكوبرا، وبداخلها دفنة للحية، وكذلك تابوت خشبي لتمساح بداخله مومياء له، بالإضافة إلى بقايا توابيت خشبية لحيوانات في حالة سيئة من الحفظ.
وأشار الوزيري إلى الكشف عن 1000 تميمة من الفيانس لآلهة مختلفة، منها تاورت وأنوبيس وجحوتي وحورس وإيزيس، وبتاح باتك وخنوم والعجل أبيس وتمائم أخرى من الفيانس أيضا وصور عليها التاج الأبيض والأحمر وعمود الوادج وعين الأوجات، و5 تمائم برونزية لآلهة مختلفة، و8 رؤوس و3 أجزاء من الأواني الكانوبية من الألباستر، وبعض الأدوات الكتابية التي كان يستخدمها المصري القديم، منها محبرتان بحالة جيدة من الحفظ بهما أقلام.
وأضاف أنه تم العثور على أجزاء عديدة من ورق البردي مكتوب عليها بالخط الهيراطيقي والخط الديموطيقي، وأخرى عليها أجزاء من كتاب الموتى، كما ظهر ولأول مرة أسماء لأفراد من خلال الكشف عن باب وهمي لسيدتين، إحداهما تسمى "سوبك سخت"، والأخرى "مفي".