السفر قطعة من العذاب، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم، ومن رحمة الله بعباده أن سن لهم رخصا لكي يستخدموها وقت الحاجة إلى ذلك، وجعل من استخدامها أمرا محببا إلى ذاته العليا، كما ورد في الحديث "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". ولعل من الرخص التي أتاحها الله لعباده قصر الصلاة حالة السفر. ونقدم لكم متابعينا الكرام من خلال التقرير التالي كل ما يتعلق بصلاة القصر للمسافر..
ما هو مفهوم قصر الصلاة؟
يدل مفهوم قصر الصّلاةِ على جعل تخفيف عدد الركعات في الصلاة الرباعية لتصبح ثنائية، أي أن الصلاة التي تتكوّن من أربعِ ركعاتٍ تُصلّى ركعتين فقط، وتكون في صلاة الظهر والعصر والعشاء.
ما هي مسافة قصر الصلاة للمسافر؟
وضحت لجنة الفتاوى بالأزهر الشريف مسافة القصر التي يُعتد بها، فقالت "إن مسافة القصر قد اختلف فيها الفقهاء، فالإمام أبو حنيفة قال إنَّ مسافه القصر (24) فرسخًا، وجمهور الفقهاء من المالكية، والشافعية، والحنابلة قالوا بأن مسافه القصر (16) فرسخًا، والفرسخ يساوي خمسة كيلو مترات وأربعين مترًا ، فتكون مسافة القصر على الراجح (81) كيلو مترًا إيابًا فقط.
ما شروط قصر الصلاة للمسافر؟
هناك شروط يجب توافرها حتّى يجوز القصر للمُسافر وهي:
أن تكون هناك نيه عند الشخص للسفر: ويُشترَط ألا يكون سَفره الذي خرج إليه في معصية الله. وهذا قول المالكيّة والشافعيّة والحنابلة، ويرى الحنفيّةُ البلوغَ شرطاً ليصحّ هذا.
مسافة السّفر: بمعني أن يكون بلغ المسافة التي تم تحديدها أو تجاوزها، ولا يجوز القصر قبل هذا.
الخروج من محلّ الإقامة: يعني أن يُجاوزه ويخرج منه فيغيبُ عنه عمرانها .
اشتراط نيّة القصر عند كلّ صلاة: وهذا عند جمهور الفقهاء بخلاف المالكيّة فعندهم لا تُشترط النيّة عند كلّ صلاة، وتكفي النيّة عند أول صلاةٍ في السّفر.
ما حكم قصر الصلاة في السفر؟
القصر مشروع في القرآن والسنة النبوية المطهر وإجماع الفقهاء، والدليل عليه من القرآن قوله تعالي "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ".
أما الدليل من السنة فحديث علي بن أمية قال "قلت لعمر بن الخطاب "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا"، فقد أمن الناس. قال عمر: عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: "صدقة تصدق بها الله عليكم فاقبلوا صدقته".
وأجمع الفقهاء على مشروعية قصر الصلاة؛ لثبوتها بالكتاب والسنة ما لم تفقد شروطها.