رغم الانتشار التكنولوجي الهائل الذي جعل العالم قرية صغيرة، وأصبحت أخبار العالم تنتشر في لمح البصر على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وغيرها من وسائل الاتصال، التي جعلت المعلومات في متناول يد الجميع لحظة بلحظة، إلا أن فئة ليست بالقليلة من القراء والمثقفين لا تزال حريصة على شراء الجرائد الورقية بشكل يومي، خاصة فئة كبار السن. فعلى بعد مسافة تقرب من 70 كيلومترا من محافظة المنيا، يقع مركز مغاغة، حيث يعيش طارق أحمد، أقدم بائع جرائد في المدينة، والذي توارث تلك المهنة من والده، ومن قبله جده، حيث قضى ستين عاما في بيع الجرائد، وقضت أسرته حياتها في ذات المهنة.
التقى "أهل مصر" به؛ ليوضح لنا أبرز ما مر به خلال سنوات عمله وما وصل إليه حال الجرائد الورقية.. وبسؤاله: منذ متى بدأت العمل ببيع الجرائد؟ أجاب طارق: أعمل في منهة بيع الجرائد منذ صغري، حيث كنت أقف مع والدي لمساعدته في بيعها، ومن قبله جدي. فأنا ورثت تلك المهنة أبا عن جد منذ أكثر من 60 عامًا، وأنا أقدم بائع جرائد في مركزي مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا.
وبسؤالة عن الفئة التي تحرص على شراء الجرائد بشكل يومي، أكد أحمد أن فئة كبار السن هم الأكثر حرصًا على شراء الجرائد الورقية، وأغلبهم موظفون. أما الشباب الصغير فنادرًا ما يقومون بشرائها.
وعن مدى تأثير وسائل الاتصالات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي على نسبة مبيعات الجرائد، قال إنه من المؤكد أن نسبة مبيعات الجرائد الورقية تأثرت بشكل كبير بانتشار "الفيسبوك" ودخول الإنترنت لكل المنازل ولهواتف كل الأشخاص، وأيضا الرسائل الإخبارية القصيرة، ولكن لا يزال قطاع عريض من المثقفين حريصين على شراء الجرائد بشكل يومي، ولكن الشغلانة مش زي الأول.
وعن أسعار بيع الجرائد منذ سنوات وفي الوقت الحالي، أجاب قائلا: الجورنال سعره كان لا يزيد عن قرش، وحينما ارتفع سعره وصل إلى ربع جنيه وقت أن كانت الجرائد الورقية قاصرة على الأهرام والجرائد الحكومية، ثم بدأ يأخذ منحنى مرتفعا مع ظهور الجرائد الخاصة وظهور موجات الغلاء تباعًا، إلى أن وصل الجريدة إلى 2 جنيه، وهو السبب الرئيسي الذي أدى إلى تأثر نسبة المبيعات وانخفاضها عما كانت عليه.
وطالب المسئولين بضرورة إنشاء نقابة خاصة لهم، تحمي أسرهم في حال موتهم، ويكون لهم معاش يضمن حياة كريمة لأسرهم.