انتهت الحرب العالمية الأولى منذ 100 عام، ولكن هل مازالت أثارها موجودة حتى الآن، الكثير منا لنسى كيف أطلقت ألمانيا وأمريكا مبادرات سلام وهمية في 1916 لن تنقذ أرواح الملايين من الأبرياء الذين لقوا حتفهم في تلك الحرب الشنيعة، لكن آخرون لن ينسوا ماحدث بهم.
من اهم الدول التي لم تنسى لك الذكرى الأليمة هي لبنان التي شهدت مالم يصدقه عقل في الحرب العالمية الأولى التي بدأت في 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918 أسفر عن 16 مليون قتيل و21 مليون مشوه من جنسيات مختلفة.
وفقدت لبنان بشكل خاص 200 ألف من سكانها البالغ مليون تقريباً في تلك الحرب الشنعاء معظمهم من المنطقة الشمالية التي كانت تدعى في الحرب العالمية الأولى "متصرفية جبل لبنان" واكنت تحت الحماية الفرنسية في هذا الوقت.
الجراد في الحرب العالمية الأولى
كشف كتاب "الشعب اللبناني ومآسي الحرب العالمية الأولى" حجم المجاعة التي بدأت وانتهت بموت لم يكن من الحرب فقط بل من الجوع حتى وصل "الجراد" والتهم كل الجثث والاحياء في 1915 حتى أنه سمى بـ"عام الجراد".
وبفعل هذا الجوع وصل الأمر إلى انهيار الأفراد على الأرض وتقيأهم دم، كما كانت الجثث تترمي بين أكوام النفايات، حتى أن أحد الكهان وجد في 1917 أرملة ميتة منذ 3 أيام مع طفلها البالغ 10 سنوات "والفئران قضمت أذنيهما ووجنتيهما، وكان بطن الطفل مفتوحاً".
ومن شدة الجوع في الحرب العالمية الأولى انتشرت حالات أكل لحوم البشر حتى أن رجل قتل طفليه ليأكل كبديهما، وكان يشوى لحم جسديهما كل يوم ليأكله.
موت وخراب ديار في الحرب العالمية الاولي
ولم يتوقف الأمر عند الجوع والحرب فقط في لبنان بل حصار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى شد من وطأة المعاناة للبنانيين، حيث كان دور العثمانيين مصادرة المحاصيل والحيوانات والتي تستخدم في النقل، وازداد الوضع سوءاً بعد حصار بحري فرضه الحلفاء على البحر الأبيض المتوسط لقطع الإمدادات عن العثمانيين، لأن الحاكم العسكري العثماني على لبنان جمال باشا، رد بحصار بري "خنق فيه سكان منطقة جبل لبنان" أي متصرفية جبل لبنان المحمي سكانها المسيحيين الموارنة من فرنسا.
جبران خليل جبران في الحرب العالمية الأولى
قال الكتاب ايضاً أن الحرب العالمية الأولى أثرت في كتابات بعض الشعراء مثل جبران خليل جبران الذي كتب قصيدته المشهورة في 1916 قبل انتهاء الحرب بعامين "مات أهلى" عندما رأى صوراً للشعب اللبناني في وسط المجاعة والمرض وويلات الحرب، وفيروز عندما غنت "يا بني أمي".