جواز "الاحتفال بالمولد النبوي" آخرهم .. قضايا بت فيها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

كتب : سارة صقر

جاءت فتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ضمن مجموعة من القضايا التي شغلت المجتع الإسلامي في الفترات الأخيرة وأجاب عنها المركز، حيث تتمثل رؤية المركز في الريادة والتميز فى مجال الفتوى والبحوث الشرعية على المستموى المحلي والعالمى، وإيجاد جيل واع بصحيح الدين الإسلامي وعلومه الشرعية، التيسير على المستفتين من خلال التعددية المذهبية التي يمتاز بها الأزهر الشريف.

_ جواز الاحتفال بالمولد النبوي

وأوضح المركز العالمي للفتوى، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مشروع بالأدلة الصحيحة التى وردت فى الكتاب والسنة وباتفاق علماء الأمة، وأن أى أقوال من شأنها تحريم الاحتفال بهذا اليوم المعظم هى مخالفة للصحيح وخروج على الإجماع؛ حيث أن الاحتفال بيوم مولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مظهر من مظاهر تعظيمه، وعلامة من علامات محبته، ومن المعلوم أن تعظيم النبي ومحبته أصل من أصول الإيمان، وقد جاء فى الحديث الذى رواه الإمام البخارى أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".

والدليل على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من القرآن الكريم، قوله تعالى فى سورة إبراهيم: "وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ"، ولا شك أن أعظمُ أيام الله قدرًا هو يوم مولده صلى الله عليه وسلم، ومن أدلة مشروعية الاحتفال أيضًا من القرآن الكريم قوله تعالى في سورة يونس: "قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا"، قال عبد الله ابن عباس، فى تفسيره لهذه الآية: (فضلُ الله: العلمُ، ورحمتُه: مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين").

_ ميراث المرأة

كما أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تقريرا تحت مسمى "كبسولات شرعية" حمل عنوان "ميراث المرأة في الإسلام"، أكد فيه أن الشريعة الإسلامية تميزت بصلاحيتها لكل زمان ومكان، ومراعاتِها جميعَ أحوال الناس على تنوعِهم واختلافِهم.

وإن النصوص المتعلقة بالميراث في الإسلام، لا يقبل الاجتهاد أو التغيير، فقد تَولَّى الله عز وجل وضْع أُسسه وضوابطه بنفسه؛ لأهميته، وعِظَم خطره؛ فلا يخفى على أحد أن الظلم في الميراث ربما يتعدى لأجيال متتابعة، أو تُقَطَّع لأجلِه الأرحام، بل وقد تُرتكَب بدافعه الجرائم.

ورغم أن الشرع الشريف قد ضَبَط هذا الباب، وأزال منه أسبابَ النِّزاع والشِّقاق إلَّا أنَّه لم يسلم من المعارضات، بل والاتهامات بالتحيُّز والظلم وانتقاص الحقوق.

إن الإسلام لمَّا ألزم الرجل بالنفقة على أهل بيته قسَّم الأدوار، ووزع المهمات، وأسّسَ العِشرةَ على الرحمة والمعروف، وجعل قوامتَه مسؤولية، وعلاقتَه بامرأته تكامُلية، وجعل له حقوقًا وعليه واجبات في بيته وبيت أبيه ولكنَّ مسؤوليته أكبر، وجعل للمرأة حقوقًا وعليها واجبات في بيت زوجها وبيت أبيها ولكنَّ حقوقها أكثر.

 الإسلام كُلٌّ متكاملٌ، لا يُغني جزء منه عن الآخر، وليس من الإنصاف أن نحكم على نتائجة دون أنْ نطبِّقَه كلَّه، وقضيةُ الميراثِ فيه مُتصلة بكثير من القضايا، ولم يكن هذا المقال -الذي بين أيديكم- إلا محاولة لإلقاء الضوء على بعض هذه الصِّلات؛ حتى نرجع خطوتين إلى الخلف، ونرى الصورةَ كاملة.

_ الرد على المتحرشين

ورد المركز من خلال الشريعة الإسلامية، على الذين يبررون جريمة التحرش، موضحا أن الشرع لا يقبل أى مبرر للتعدى على المرأة أو انتقاصها حقًا من حقوقها، سواء أكان ذلك بالقول أو الفعل او الإشارة.

وبين مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن مجرد النظرة قد تكون محرمة إذا كان فيها اعتداء على الغير، مشددًا على ضرورة غض البصر وكف الأذى، عن كل الناس دون النظر إلى ديانتهم، والتصرف بشكل لائق حال حدوث واقعة تحرش، بإبلاغ السلطات المعنية.

وشدد المركز على أن تزكية النفس، من خلال غض البصر وحفظ الفرج؛ يساعد على سمو الروح عند الإنسان، بما يعصمهم من الوقوع فى الفواحش والاعتداء على الآخرين، كما حذر المركز من أن المرأة المتحرَش بها تفقد الشعور بالأمن، بما ينعكس بالسلب على المجتمع.

_ تهنئة الأقباط بالعيد

كما أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم "جائزة"، وأنها تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم، كما أنها تدخل في باب لين الكلام وحسن الخطاب، وجميع هذه الأمور أمرنا الله عز وجل بها مع الناس جميعًا دون تفرقة، خاصة مع إخوتنا المسيحيين الذين هم شركاء في الوطن.

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الدليل على جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم من القرآن قوله تعالى في سورة الممتحنة: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ"، وقوله تعالى في سورة البقرة: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".

كما أن هذه التهنئة تُعد من قبيل العدل معهم والإحسان إليهم، وهو ما أمرنا به المولى عز وجل في سورة النحل: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ".

_ مواجهة التنمر

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن الإسلام نهى عن خداع الناس المؤدي إلى إخافتهم وترويعهم ولو على سبيل المزاح، فيما هو معروف بـ"المقالب"، استشهادا بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا، ولا جادا".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً