كثيرًا ما تشهد الجلسات العامة لمجلس النواب، واجتماعات اللجان النوعية، العديد من المواقف التي تظل عالقة في أذهان الحضور، من النواب وفي الغالب الأعم الوزراء، لاسيما وزراء سنة أولى سياسة، الذين لم يحتكوا بالسياسة ولا يعرفون دهاليزها، إلا بعد أن أصبحوا وزراء في حكومة المهندس مصطفى مدبولي.
فمنذ انطلاق جلسات مجلس النواب في 10 يناير من عام 2016، وهناك نواب لديهم خبرة واسعة في التعامل مع الوزراء والمسؤولين التنفيذين، وكيفية الاحتكاك معهم، وكسب ودهم، وهي الصفة التي يتمتع بها نواب الحزب الوطني المنحل، الذين كانوا نوابا سابقين في البرلمانات السابقة، خلاف النواب الجُدد الذين يعانون ليس فقط من التعامل مع وزراء الحكومة، وإنما حتى من استخدام أدواتهم الرقابية وكيفية تفعيل طلبات الإحاطة، وتوجيه الأسئلة والبيانات العاجلة للوزراء، وهو الأمر الذي التمسه البرلمان وهيئة مكتبه، وقام بإعداد معهد للدراسات البرلمانية، لتدريب نواب البرلمان على أداء دورهم الرقابي والتشريعي.
"مروان" الأكثر قربًا من النواب:
ومن المواقف المثيرة التي يتعرض لها وزراء الحكومة، تحت قبة البرلمان، ذلك المشهد المعتاد، وهو التفاف النواب حول الوزراء، للحصول على الموافقات اللازمة لطلباتهم، وما يحدث من حوارات وأحاديث جانبية بينهم وبين الوزراء، ويأتي على رأسهم المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب، الذي يستحق لقب "الوزير الأكثر تفاعلًا" مع نواب البرلمان، بعيدًا عن المناقشات الرسمية.
نائب صعيدي يثير ضحك وزير التعليم:
وخلال الجلسة العامة للبرلمان تعرّض وزير التعليم، الدكتور طارق شوقي، لموقف مُثير، عندما أبلغه أحد النواب التابعين لمحافظة قنا أن هناك أجهزة تابلت يتم توزيعها على طلاب المدارس، وهو الأمر الذي أثار ضحك الوزير قائلا: "التابلت ده مش بتاعنا.. إحنا لسه ما وزعناش أجهزتنا.. ده أكيد بيضحك على الناس"، وهو ما دفع الصفوف الأمامية من قاعة المجلس للدخول في وصلة من الضحك.
وزير الصناعة: أنا ابتديت أتخض:
ثاني هذه المواقف كان من نصيب وزير التجارة والصناعة، المهندس عمرو نصار، في أول احتكاك مباشر له مع نواب البرلمان، فخلال الاجتماعات السابقة كان يكتفي بإيفاد مندوب عنه بدرجة مساعد وزير، إلا أنه مع إصرار النواب، حضور الوزير بشخصه، وحضر اجتماع أمس للجنة الشؤون الاقتصادية، لاستعراض خطة عمل الوزارة في ضوء برنامج الحكومة، الذي ألقاه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي العام الجاري أمام البرلمان، وقال :"أنا راجل مش سياسي".
وتابع: "لا أحب كلمة لجنة، وإنما أفضل كلمة فريق عمل، حينما كنت في القطاع الخاص، كنا حين نرغب في تعطيل عمل ما نشكل له لجنة".
وردا على عدة مداخلات من نواب اللجنة في الاجتماع، الذين طالبوا الوزير بعرض خطة تفصيلية حول برامج عمل الوزارة بالنسب والأرقام، قال نصار مبتسمًا:" ابتديت أتخض".
مكررًا: "أنا راجل مش سياسي"، وواصل حديثه مخاطبًا النواب: "إحنا لما كنا في المجال الصناعي كنتوا انتو الحماية لينا.. قد أكون مش سياسي.. مش واخد على الطريقة دي.. باحاول أقرب لكم".
وشهد الاجتماع ورود اتصال هاتفي للوزير من رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، حيث استأذن نصار النواب وهو فوق المنصة، ليجيب الهاتف لدقائق قليلة خارج القاعة، قائلًا: "أستأذنكم.. تليفون من دولة رئيس الوزراء".
وزير الري: "مصدوم":
من وزير الصناعة إلى وزير الري، حيث كشف الدكتور رجب عبد العظيم، وكيل وزارة الموارد المائية والرى، خلال اجتماع لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب أمس الاثنين، عن موقف صادم تعرض له وزير الري، خلال ندوة بإحدى الجامعات، عندما فوجئ بعدم معرفة طلاب إحدى الجامعات الموقع الذى ينبع منه نهر النيل، مما دفعه إلى إصدار تعليماته بإعداد كتيب معلوماتى يتم توزيعه على الطلاب، قائلًا: "وزير الرى والموارد المائية سأل الطلاب: نهر النيل ينبع منين، فوجد من يرد عليه مثلا ليقول إنه من أسيوط، وآخر من أسوان".
وتابع: بعدها قرر الوزير إعداد كتيب يشمل كل المعلومات عن نهر النيل ودول الحوض يوزع على طلاب الجامعات.
ماذا يشغل بال وزير قطاع الأعمال؟!
من وزير الري إلى وزير قطاع الأعمال، الدكتور هشام توفيق، الذي ظهر خلال اجتماع لجنة الصناعة منشغلا في هاتفه المحمول لفترات طويلة، قبل أن يتركه، بعد أن لاحظ تركيز النواب معه قبل بدء اجتماع اللجنة، وهو ما كان محل حديث النائبين محمود عبدالسلام وأحمد درويش خلال حواراتهما الجانبية، وتبادلا الردود في محاولة للبحث عن إجابة للسؤال الذي يشغل بالهما "الوزير مشغول في إيه؟!"، قبل أن يقطع خلوتهما النائب جابر الطويقي، عضو مجلس النواب عن دائرة دار السلام بسوهاج، ويجيبهم عن السؤال الحائر قائلا:" شكله معاه لعبة على تليفونه".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
