يقدم موقع " أهل مصر " الرياضي سلسلة حلقات لرحلات نجاح لاعبي كرة القدم حول العالم، وسيتم استعراض حلقة أسبوعية لواحد من مشاهير كرة القدم، وتناول قصة نجاحه في إيجاز وكيف بدأ من الصفر للوصول للعالمية، ونستعرض في الحلقة الأولى رحلة اللاعب السويسري الجنسية والمحترف في صفوف ليفربول الإنجليزي شيردان شاكيري، أو (خير الدين) شاكيري.
- من هو شاكيري؟
ولد لاعب خط الوسط شيردان (خير الدين) شاكيري في العاشر من شهر أكتوبر من عام 1991 في كوسوفو، وبعد عام واحد من ولادته قررت عائلته الهروب من يوغوسلافيا السابقة وصربيا حاليا، إلى مكان آمن خوفا عليه وعلى اخوته الثلاثة، لتتجه أسرة اللاعب شاكيري إلى سويسرا وتستقر في قرية هادئة قرب مدينة بازل، والتي انضم شاكيري إلى فريق الناشئين في النادي التابع لها وهو نادي بازل على نفس اسم المدينة عندما كان في الثامنة من عمره، وهناك استطاع أن يجذب أنظار المسؤولين في النادي إلى مهاراته موهبته الكروية، واحترف شاكيري اللعب في صفوق الفريق الأول لكرة القدم بنادي بازل، ثم عام 2012 انتقل إلى نادي بايرن ميونيخ الألماني الذي لم ينجح في حجز مكانة دائمة بين اللاعبين الأساسيين في الفريق برغم حصده لعدة بطولات أثناء تواجده بالنادي البافاري، وبعد ثلاث مواسم في ألمانيا وفي عام 2015 انتقل الألباني الأصل إلى نادي انتر ميلان الإيطالي الذي بدأ في لفت الأنظار إليه فيه، لينتقل للعب في أقوى دوري بالعالم الدوري الإنجليزي في صفوف ستوك سيتي، ولم يحتاج سوى موسمين فقط ليثبت أنه من أفضل اللاعبين في انجلترا، ليتعاقد معه نادي ليفربول مطلع الموسم الجاري لتعزيز صفوفهم بموهبة كبيرة مثل التي يملكها السويسري، كما أن شاكيري صاحب الـ27 عاما يلعب في المنتخب الوطني السويسري منذ عام 2014، ومنذ حينها يتم استدعائه باستمرار وأصبح من أعمدة الفريق الأساسية.
- بطولاته وإنجازاته:
لم يحصل شيردان شاكيري على بطولات سوى مع ناديي بازل السويسري، وبايرن ميونح الألماني، فاستطاع مع نادي بازل أن يحصل على بطولة الدوري السويسري ثلاث مرات وبطولة كأس سويسرا مرتين، وفي النادي البافاري وبالرغم من قلة مشاركاته إلا أنه استطاع الحصول على الكثير كمن البطولات، حيث حصد بطولة الدوري الألماني مرتين، وكأس ألمانيا مرتين، وكأس السوبر الألماني مرة واحدة، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وكأس السوبر الأوروبي مرة، وكأس العالم للأندية أيضا مرة واحدة، فيما ينتظر الألباني الأصل أن يحصد أول بطولة له في انجلترا مع نادي ليفربول عقب انتقاله حديثا مطلع الموسم الجاري.
- حقيقة ديانته بالإسلام:
يدين اللاعب السويسري بديانة الإسلام، مع إيمانه أيضا بيسوع واحتفاله بعيد الميلاد، وأبرزت أكثر من لقطة وموقف سابق له حبه للدين الإسلامي، حيث في احدى المرات عندما كان لاعبا في صفوف نادي بايرن ميونخ قام بالاحتفال موجها التهنئة إلى كل المسلمين في ألمانيا وجميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
كما نشر صورته وهو ساجد على علم موطنه الأصلي كوسوفو، في ملعب ويمبلي بعد مباراة بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا والتي توج بها البافاري.
- لحظات مثيرة للجدل في مسيرته:
كادت صورة سيلفي التقطها مع أحدهم أن تتسبب له في نهاية مسيرته الكروية بالملاعب بل واتهامه بممارسة الإرهاب، حيث أثارت الصورة جدلا واسعا عندما ظهر فيها مع إمام مسجد كوسوفو، وبعد تعرضه إلى الهجوم من الصحف العالمية حينها، حاول شاكيري لاعب وسط انتر ميلان الإيطالي وقتها، تبرئة نفسه من تلك الصورة التي جلبت له الكثير من المشاكل خلال إجازته التي قضاها في مسقط رأسه كوسوفو، حيث قال: طلب مني إمام مسجد في كوسوفو التصوير معي ورحبت بذلك مثله مثل أي معجب أو مشجع كرة آخر، ولم أكن أدري أن هذا الشخص لديه سوابق وصفوها بأنها إرهابية وتحث على العنصرية، هو إمام أكبر مسجد في بريشتينا، وعندما طلب التصوير معي ولأنه شخص محترم لم أرفض طلبه، وقبلت على الفور التصوير معه ولم أكن أعلم شئ بشأن تورطه في أي أحداث من ذلك القبيل، كم أنني لا أستطيع أن أسأل أي معجب أو شخص طلب التصوير معي عن السجل الجنائي الخاص به، نافيا في ذات الوقت بتعصبه الديني، أنا مسلم، وجاء شخص لي مثل جميع المشجعين الآخرين وسئل عما إذا كان من الممكن التقاط صورة، كنت سأصبح غير طبيعي وقليل التهذيب إذا رفضت طلبه.
كما أثار شاكيري جدلا واسعا في بطولة كأس العالم الأخيرة والتي أقيمت في روسيا، عندما أحرز هدفا في شباك صربيا وقام بالإشارة بيده إلى علم ألبانيا موطنه الأصلي، والتي تناهض دولة صربيا منذ القدم، وقال عقبها: في كرة القدم تكون العاطفة حاضرة فيها دائما، ويمكنكم رؤية ما حققته وهو الانمتصار والتأهل لدور الستة عشر بالمونديال العالمي، واعتقد أن الأمر لم يكن أكثر من تعبير عن عاطفة، لقد كنت سعيدا للغاية بتسجيل هذا الهدف ليس أكثر، واعتقد أنه لا يفترض بنا الحديث عن هذه الأمور الآن.
طريقة احتفال شيردان شاكيري بهدفه تعود للعداء التاريخي بين كوسوفو وصربيا، حيث سبق وأن تحدث عن معاناته خلال الحرب التي اندلعت بين كوسوفو وصربيا، وهاجرت عائلته على إثرها بعد بلوغه عامه الأول فقط، قائلا: عائلتي غادرت كوسوفو قبل اندلاع الحرب، الأمور كانت صعبة جدا بالنسبة لعائلتي حيث تم حرق منزل عمي، وعائلتي كانت تعاني كثيرا من أهوال ما كانت تفعله صربيا في شعبنا.