"الحياة ظالمة قاسية على بعض أبنائها"، داخل أكوام من القمامة ووسط زجاجات الزيوت وعلب المشروبات والأكياس والروائح الكريهة، تجد طفلاً مازال في مقتبل العمر يحمل أسرة كاملة مكونة من 5 أفراد على عاتقة طفلاً لم يتعد 12 عاما من عمره يعاني من قسوة الحياة، ليحمل شيكارة علي ظهرة ويتمشى بها لوضع الزجاجات الفارغة بداخلها ليكسب لقمة عيش كريمة تجعلة قادراً على الحياة بصورة أفضل.
يقول أدهم الشرقاوي: أعاني من قسوة الحياة علي وعلى أفراد أسرتي خاصة بعد أن قام والدي بتطليق أمي وتركنا وحيدين، في منزلِ بالحي الشرقي بجوار مسجد السمك، بقرية شنوان التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ترك والدي 3 أخوات لي في الخامسة من العمر والسابعة والتاسعة، لأحمل مسؤلية إطعامهم .
"نفسي أشيل كتاب وشنطة على ضهري زي بقيت أطفال المنطقة وأكون دكتور أو مهندس"، هكذا قال الشرقاوي مؤكداً، نفسي أشوف الحياة حاجة تانية غير كدا نفسي ألبس هدوم نضيفة وأشيل كتبي علي إيدي وأصحي الصبح ماما تحضرلي السندوتشات وانا رايح المدرسة ولكنة حلم يستحيل ان يكون حقيقة لتعبي ومشقتي لتوفير لقمة عيش لأخولتي ووالدتي .
ويضيف الشرقاوي، بنزل كل يوم الصبح لتجميع فوارغ الزجاجات كلها في الشيكارة علي ظهري معظم الوقت يساعدني أخواتي الأصغر مني سناً في العثور عليها، ويبقي حياتي حلوة جداً لو مليت الشيكارة مرتين تلاثة وأرجع بـ 100 جنيه في اليوم بكون ميت من الفرح .
"صاحبي علمني أكتب اسمي واليوم دا عمري ما هنساه أبدا"، أمنية حياتي أن أتعلم القراءة والكتابة، حتي لا يناديني الأخرون بالجاهل وأتمنى الذهاب للمدرسة .
"بخاف من التصوير جداً"، هكذا عبر الشرقاوي عن خوفه الشديد من التصوير ذات يوم قام أحد الشباب بتصوير صديقي ووعدة بحياة كريمة له ولأسرته ولم يمر سوى ساعة ونصف وتم سجن صديقي لمدة عام بتهمة سرقة موبايل وكانوا يبحثون عنه عن طريق الصورة التي تم تصويرها .
وفي النهاية طالب الشرقاوي، بضرورة توفير معاش لأسرته وتوفير حياة كريمة لهم، بالإضافة إلي تعلم القراءة والكتابة والذهاب للمدرسة وطالب بضرورة نظر محافظ المنوفية إلي حالته .