أعتاد الناس على شرائها، لأنها إحدى أشكال البهجة لأفراد الأسرة كبار أو صغار، لا نحدثكم عن قطعة من الذهب أو الفضة بل منتج مصنوع من السكر، أنها علبة "حلاوة المولد "، والتى إرتفعت أسعارها مؤخرا بشكل ملحوظ، الأمر الذي أجبر قطاع كبير من المواطنين على العزوف عن شرائها، أو شر اء كميات قليلة جدا لإحياء احتفالات الأمة الإسلامية بالمولد النبوى الشريف يوم 12 من شهر ربيع الأول 1440هـ، الموافق يوم 20 نوفمبر 2018م، وفي أسواق بمحافظة الأسكندرية، شهدت أسعار حلوى المولد النبوي الشريف ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار مقارنة بالأعوام السابقة، وأفاد بعض تجار ومصنعي الحلوي أن الزيادة ترجع إلي ارتفاع أسعار المواد الخام للصناعة، وهي السكر وجوز الهند والمكسرات وغيرها .
وعندما تجولنا ببعض المحلات الكبري لبيع الحلويات، كانت صدمتنا حيث فوجئنا بأسعار فلكية فهناك علبة خشبية وصل سعرها إلى 700 جنيه، وهناك أخري بـ 650 ، وتراوحت باقى الأسعار ما بين ال 75 إلى 400 جنيه .
ويؤكد"أحمد درويش" صاحب أحد محال الحلوي بالمحافظة، بأن أسعار الحلوى إختلفت هذا العام عن الأعوام السابقة ، بسبب عوامل ارتفاع أسعار المواد الخام وخاصة السكر والمكسرات وجوز الهند والزبيب ، وأرجع ذلك إلي عدم الاستقرار في سوريا والتي كانت تعتبر من أهم الدول التي تورد المنتجات لمصر .
وأضاف "درويش" إن ارتفاع أسعار حلوى المولد النبوى الشريف، وضعف دخول المواطنين ، يهدد سوق الحلوي سواء كان فروشات أو محال إلي خسارات كبيرة قائلا : " نأمل أن يتحرك السوق باقتراب المولد" ، لافتا إلى أن الشعار الذي رفعه هذا العام أصحاب محال بيع حلوى المولد النبوى "للعرض فقط " نظرا لارتفاع أسعارها.
وصرح "على رجب" عامل بأحد محال الحلوى، أن الإقبال على الشراء هذا العام محدود ، بسبب الشائعات وارتفاع أسعار حلوى المكسرات، لأن معظم المواد المستخدمة فى الصناعة مستوردة مثل جوز الهند يستورد من سريلانكا، وعين الجمل من أمريكا، والفستق يستورد من سوريا، والبندق يستورد من تركيا.
وأضاف"رجب" أن رواد "فيس بوك" تبادلوا شائعة زيادة الأسعار بسبب الشركات الكبرى، والتى يدخل فى تصنيعها الكثير من المكسرات ما يؤدى إلى ارتفاع سعرها، موضحا أن طريقة صنع حلوى المولد واحدة ، ولم تتغير كثيرًا، فيما عدا إدخال بعض الأصناف التى كانت تصنع فى سوريا ولبنان، موضحًا أن المصنع أدخل تطويرًا فى كيفية تعبئة وتغليف المنتج.
وأشار "رجب" إلى أن هناك توقعات بارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع أسعار المكسرات المستوردة من الخارج، نظرًا لارتفاع سعر الدولار وارتفاع الجمارك، فيصل سعر كيلو الفستق إلى 350 جنيهًا وكيلو البندق إلى 200 جنيهًا، بالإضافة إلى المواد الأساسية لصناعة حلوى، والحبوب والمكسرات.
من جانبها قالت "أسماء صابر" موظفة ، لو كل حاجة غالية وأسعارها عالية، الناس تبطل تشتريها، التجار أصحاب المحال عمرهم ما هيوصلوا الأسعار كده، لكن للأسف في ناس مش فارقة معاها بتجيب بأي سعر وخلاص.
فيما قال "حسام": "افتكر لو ماكلناش حلاوة المولد مش هيجرى لنا حاجة، عننا ما كلناها ، بالعكس ده إحنا هنرحم نفسنا من السكريات الزيادة اللى بتزود الوزن".
وأعربت "مرام" عن استيائها لوصول سعر علبة الحلاوة لــ800 جنيه، قائلة: "سهلة جدًا، بطلوا تحتفلوا بالمولد لأنها بدعة إبتدعها الناس ولم يقر بها الرسول "صلى الله عليه وسلم" في حياته، ولم يقم بها من خلفه من الصحابة والتابعين، الاحتفال الحقيقي يكون باتباع سنته واجتناب نواهيه". وأبدت "سناء شاكر" ربة منزل ، استيائها من هذه الأسعار ، قائلة أنها كانت تنوي شراء علبة مشكلة وبإرتفاع الأسعار، قررت الاكتفاء بشراء 2 كيلو فولية ، وعبرت بسخرية عن ارتفاع سعر الحلوى قائلة، " لو أشترتلهم علبة حلوى مشكلة غالية ، مش هياكلوا غير عيش حاف باقى الشهر".
بينما قاطع "محمد ابرهيم" شراء حلاوة المولد ، مبررا مقاطعته للحلوى بقوله " إزاى فى أزمة سكر في البلد وعاوزينا نقوم بترشيد استهلاكه ، فالحلوى لا يفرق غيابها من الأسواق لدى البعض، وخلى أصحابها يشربوها.