إذا اقتربت من غرفة المومياوات الملكية داخل المتحف المصري، عليك أن تتخذ الحيطة والحذر، فأنت الآن في حضرة الملوك والكهنة، فالقدماء المصريون أحبوا حياتهم وأعتقدوا أن الموت ليس له نهاية وإنما هو بداية الحياة الأزلية.
واستعد القدماء المصريين لذلك جيدا، بعد أن قاموا ببناء المقابر وزخرفتها وتجميع الأثاث الجنائزي، وتحنيط الجسد، وأخيرًا إقامة الجنازة اللائقة.
وصور المصريون القدماء في الدولة الحديثة عالم الموتى، في سلسلة من المناظر والنصوص التي عرفت باسم كتب الموتى، وكان عثر على أكبر إكتشاف للعديد من المومياوات الملكية داخل مقبرة صغيرة في أعالي الجروف الصخرية بالدير البحري بالبر الغربي من الأقصر.
وقال أحد العاملين بغرفة المومياوات الملكية منذ 15 عامًا لـ"أهل مصر": عليك أن تكون حذرا وأنت تنظر إلي "نجمت" زوجة حريحور كبير كهنة أمون، فلا تنظر إليها لفترة كبيرة، بعض الزائرين لديهم خوف وهلع من المومياوات المحنطة ويشعرون وكأنها تنظر إليهم".
وأضاف، كذلك الأمر بالنسبة للمومياء الصارخة، وهي لأحد أبناء رمسيس الثالث الذي حاول أن يتخطي عرش أبيه، قائلا:"في أحد المرات خُيل إلى أحد العاملين أنه يستمع إلي صوت صريخ حقيقي".
وأكد :"نتعامل مع المومياء بشكل طبيعي ولا نخشى شئيًا، مشيرًا إلى أن غرف المومياوات الملكية عليها نسبة زيارة مرتفعة جدًا ويصل سعر التذكرة فيها لغير المصريين إلي 180 جنيه".
وتحتوي غرفة المومياوات الملكية على مومياء الملك رمسيس الثالث أخر فراعنة مصر، واشتهر بحروبه ضد الغزاة وتوفى مسمومًا في سن الـ60 .
بالقرب منه مومياء الملك رمسيس الرابع، وكانت فترة حكمه لمدة 6 سنوات وتوفي في سن الـ50، وتم إستبدال عينه بقطع من البصل وملئت الجمجمة والجسم بالحشائش المجففة.
ويقبع داخل الغرفة الملك رمسيس الخامس ابن الملك رمسيس الرابع، وتوفى في سن الـ30 بسبب مرض الجدري، وبجواره حفيد رمسيس الثالث، توفى بعد أن قضى 19 عامًا في الحكم وتعرضت المومياء للتخريب، ثم حافظ عليها كهنة الأسرة 21 ومعالجتها وإعادة لفها بالكتان.
ثم كبير كهنة أمون، وكان له سلطة في حكم الجنوب للأسرة الـ21، وتأتي "نجمت" زوجة حريحور كبير كهنة أمون وأخت رمسيس الحادي عشر، وإيست أم خب زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس، والتي كانت تعاني من المفاصل وتسوس الأسنان.
المومياء الصارخة عثر عليها ملفوفة في جلد الأغنام، وصاحبها توفي مسموم وهو أحد أبناء رمسيس الثالث، الذي حاول أن يتخطي عرش أبيه، ومومياء كاهن أمون الذي توفى في مقتبل العمر، ونسي خونسو الزوجة الثانية لكبير كهنة أمون.
كما وجد هيكل عظمي يعرض لأول مرة بالمتحف المصري، واكتشفه فريد فريندوف ورموالد شيلد عام 1982 في وادي الكوبانية علي الضفة الغربية للنيل.