يحل فصل الشتاء وتصل معه الأزمات المتكررة بشأن المحاصيل التي تزرع في هذا الفصل، وارتفاع أسعارها لأسباب مختلفة، وعقب نهاية فصل الصيف شهدت الأسواق المصرية ارتفاعًا جنونيًا في أسعار البطاطس والطماطم، وهو الأمر الذي اعتبرته وزارة الزراعة وعدد من الخبراء "أمر طبيعي" بسبب نهاية فصل الصيف وقلة المعروض من هذه المنتجات الزراعية.
وأكد الدكتور علي إبراهيم الاستشاري وخبير التنمية الزراعية والأستاذ بمركز البحوث الزراعية، أنه من المتوقع لهذا العام زيادة فى أسعار المحاصيل الشتوية، وذلك بسبب زيادة تكاليف الإنتاج، موضحًا أن الدولة لا تضع أسعارًا محددة للمنتجات الزراعية والمحاصيل حتى يمكن التوقع معه كم ستكون نسبة الزيادة في الأسعار التي باتت مؤكدة.
وأشار إبراهيم في تصريحات لـ"أهل مصر" إلى أن مصر تستورد نسبة كبيرة من الحاصلات الغذائية تصل إلى نسبة 68% وتختلف من محصول إلى آخر، على سبيل المثال الزيوت يصل استيراها إلى 98% والقمح إلى 45% كأحد العناصر الأساسية لغذاء الإنسان، وعلى الرغم من ذلك فإن مصر قادره على تحقيق الاكتفاء الذاتي من معظم حاصلاتها الزراعية فضلا عن زراعة بعض الأصناف التي تخفض من أسعار بعض المنتجات مثل اللحوم ورغيف العيش، وذلك عن طريق زراعة مساحات من الذرة الصفراء التي لا تقل عن 500 ألف فدان وكذلك مساحات من الفول الصوايا لا تقل عن 200 ألف فدان في ظل وجود مراكز بحثية.
ارتفاع محاصيل زراعية في فصل الشتاء أمر لا يمكن أن يتم التنبؤ به، غير أن المؤشرات كلها تصب في اتجاه تصاعدي، حيث ترتفع جميع السلع وهو ما سينعكس على المحاصيل الزراعية في فصل الشتاء، وفق ما يؤكد خبير التنمية الزراعية
وفي مطلع العام الجاري كشفت دراسة أن التسعة أشهر الأولى من عام 2018 شهدت تراجعا طفيفا فى واردات القمح، حيث سجلت مع نهاية سبتمبر نحو 9.328 مليون طن مقابل 9.648 مليون طن العام الماضى فى نفس الفترة، أى بانخفاض قدره 3% وبزيادة قدرها 4% عن متوسط الثلاث أعوام الماضية فى نفس الفترة.
ومع نهاية موسم الصيف ارتفع سعر محصول البطاطس، بشكل غير مسبوق، غير أن وزارة الزراعة اعتبرت أن ارتفاع البطاطس في هذا التوقيت من كل عام أمر ليس جديدًا، مؤكدة أنه مع نهاية موسم الصيف، وبداية موسم الشتاء تقل الكمية المطروحة في السوق، لتزامنها مع نهاية عروة حصاد المحصول.