صرح وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيجدور ليبرمان، اليوم الجمعة، "أننا نُطعم الآن وحشا، وإذا لم نوقف تعاظم وبناء قوته، سنحصل بعد سنة هنا على شقيقة توأم لحزب الله، بكل ما يعني ذلك"، وذلك عند تطرقه إلى تفاهمات وقف إطلاق النار إثر جولة القتال الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وتابع ليبرمان، الذي كان يتحدث خلال لقاء مع رؤساء سلطات محلية في بلدات "غلاف غزة" عُقد في المجلس الإقليمي "شاعر هنيغف" في جنوب البلاد،
وقال أنه "ليس معقولا أنه بعد أن أطلقت حماس 500 قذيفة صاروخية باتجاه غلاف غزة، وجنوب البلاد، يحصل قادة حماس عمليا على حصانة من الكابينيت (المجلس الوزارة المصغر) الإسرائيلي، ولا يدور الحديث عن أسماك صغيرة ضغطت على الزر، وأولئك الذين أصدروا أوامر لإطلاق 500 قذيفة يشعرون في إطار السياسة الحالية بأنهم محصنون وآمنون"، وأشار أن المساعدات المالية القطرية لتسديد رواتب الموظفين المدنيين في القطاع، التي سمحت إسرائيل بإدخالها الأسبوع الماضي، و قمنا بنقلها نقدا إلى حماس في قطاع غزة، هي 15 مليون دولار للإرهاب بشكل صافٍ.
وأي شخص يقول إنه توجد قوائم وجهاز إشراف ورقابة، وأنه توجد بصمات إصبع وقدم وعين، كل هذا كاذب. وفي اللحظة التي يتجاوز المال فيها إلى القطاع، لن يكون هناك أي إشراف عليه. والأوائل الذين يستمتعون من المال هم عائلات 230 مخربا الذين قتلوا في المواجهات مع الجنود الإسرائيليين عند السياج" في إشارة إلى الغزيين الذين استشهدوا خلال تظاهرات مسيرات العودة السلمية، وبينهم عشرات الأطفال والمعاقين والنساء.
وبدا ليبرمان كمن يسعى للانتقام من الفصائل الفلسطينية وتصفية حسابات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والوزراء الأعضاء في الكابينيت الأمني، في أعقاب رفض مقترحاته بشن عدوان شديد ضد غزة. وقال إنه "حاولت تغيير أمور طوال سنتين لكن القرارين الأخيرين، تحويل 60 مليون دولار خلال نصف سنة ووقف إطلاق النار هذا الأسبوع كانا قراران مبالغان. لذلك اضطررت إلى الاستقالة. ولا يمكن دحرجة الاتهامات نحو الجيش الإسرائيلي، فالقيادية السياسية هي المذنبة".
وحول مطالبة رئيس حزب "البيت اليهودي"، الوزير نفتالي بينيت، بتعيينه وزيرا للأمن، قال ليبرمان "إنني لا أعين وزراء وهذه ليست مسؤوليتي. أنهيت مهامي وكل ما تبقى موجود على طاولة رئيس الحكومة".
لكن ليبرمان قال إنه لا ينفي إمكانية عودته إلى تولي حقيبة الأمن بعد الانتخابات المقبلة. "أنا أختلف مع المفهوم والرأي والسياسة كما تبلورت هذا الأسبوع. وشرحت هذا الأمر. ولذلك، إذا تشكلت حكومة يمينية لا تصرح فقط أنها يمينية وإنما تطبق سياسة المعسكر القومي، فسيسرني الانضمام إليها. ولا أستبعد أي أحد بشكل شخصي" في إشارة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.