"حلاوة المولد".. يا غالى مين يشتريك.. العروسة الصينية لـ"الفرجة" والمصرية لـ"الغلابة".. والحصان "مش لاقي زبون" 35% زيادة في الأسعار.. وسعر العلبة حسب التشكيلة

«ربنا ما يقطعلنا عادة» شعار يرفعه المصريون فى جميع الأعياد والمناسبات، مع تعدد مظاهر الاحتفال والطقوس التى تميز كل مناسبة عن غيرها، وتفصلنا أيامًا معدودة عن ذكرى الاحتفال بالمولود النبوى الشريف الذين اعتادوا فيه على شراء «حلاوة المولد»، وتقديم «حصان» و«عروسة المولد» هدية للفتيات والزوجات والأطفال، ولكن تأتى احتفالات المواطنين هذا العام وسط ظروف استثنائية ناتجة عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية وأبرزها السكر المكون الأساسي للحلوى، وزيادة المواد الخام للتصنيع، لتشهد الأسواق حالة ركود تجعل المنتجات معروضة للفرجة.

قصة عروسة المولد على مر العصور

حسب كتب التاريخ، ترجع معرفة المصريين بحلوى المولد إلي عام 973 هجريًا، فى عهد الحاكم الفاطمى المعز لدين الله، حيث ظهرت عروسة المولود فى عهد الحاكم بأمر الله، عندما أمر بخروج أحب زوجاته معه يوم المولد النبوى، فشاهدها الجميع بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين، مما دفع صناع الحلوى برسم الأميرة فى قالب حلوى.

كما رسم آخرون الحاكم بأمر الله، الذي يمتطي حصانه وصنعوه من الحلوى، ومن وقتها ارتبطت عروسة المولد بتاريخ عند المصريين، وكانوا يتصدقون بإعطاء الحلوى للمساكين فى ذكرى المولد النبوى.

أسعار حلاوة المولد تضع التجار فى مأزق

وفى جولة لـ«أهل مصر» على شوادر ومحلات بيع العرائس وحلوى المولد النبوي بعدة مناطق، أجمع الكثير من الباعة أن الإقبال شبه معدوم رغم تقليل الكميات المعروضة عن الأعوام الماضية مؤكدين بيعهم بهامش ربح بسيط، وأن زيادة الأسعار ترجع لوجود عوامل مؤثرة لادخل لهم فيها.

وأعربوا أن سعر الكيلو «المشكل» من الحلوى يبدأ من 70 جنيهًا ويصل إلى 450 جنيهًا حسب نوع المنتجات من المكسرات وجودة المواد المصنوعة منها، بينما سعر العروسة يبدأ من 100 جنيه للمستوردة من الصين لأنها معتمدة على البلاستيك، بينما المحلية يصل سعرها إلى 500 جنيه لأنها مكونة من سلك وحديد، ومع ذلك لايشترى إلا عدد قليل وباقى الناس يتفرجون.

فيما ذكر صاحب شادر في منطقة السيدة زينب، أن الأسعار لديهم ملائمة للمواطن المصرى وظروفه الصعبة، بينما المحلات الشهيرة ترفع شعارا «للأغنياء فقط»، موضحًا أن سعر كيلو الحلوى يبدأ عنده من 45 جنيها والعروسة من 75 جنيها وأن العروسة الصينى قل الاعتماد عليها بعد وقف الاستيراد والمعروض منها كان مخزونا من الأعوام السابقة، ويبقى للعروسة المحلية رونقها المميز والمحبب للزبائن، ولكن من يقبل على شرائها القليل بينما «حلاوة المولد» مازال يشتريها المواطنون كعادة موسمية مع تقليل الكميات المطلوبة عن السنوات الماضية ، معلقًا «الناس مش هتحرم نفسها.. هتجيب على قدها وخلاص من كل نوع حاجة من نفسهم».

وفي معظم المناطق الشعبية، قدرت الزيادة بقيمة تتراوح بين 35% عن السنوات الماضية حسب الأنواع والأصناف، حيث زاد سعر الملبن السادة من 16 إلى 20 جنيهًا للكيلو، والسمسمية من 35 إلى 45 جنيهًا في المتوسط، أما الأصناف الفاخرة مثل الحلوى التى تحتوى على مكسرات من بندق ولوز وصل سعر الكيلو إلي 100 جنيه.

وفى السياق ذاته، أكد مسئول المبيعات فى أحد المحلات الشهيرة، أن الأسعار المعروضة لحلوى المولد فى جميع المولد لاتختلف كثيرًا عن السنوات الماضية، والزيادة نسبية لاسيما أن القائمين على هذه الصناعة اتفقوا على ألا يتم المبالغة فى زيادة الأسعار حتى يتمكنوا بيع الكميات المتواجدة فى المحلات من هذه السلعة، وخاصة أنها لايمكن تخزينها لأعوام قادمة، ومن الأولى بيعها بأقل هامش ربح وألا يقع التجار فى مأزق.

وأفاد أن أسعار علبة حلوي المولد تتراوح بين 90 و500 جنيه، وهى أسعار متوازية مع الموسم الماضي، فيما تبدأ أسعار القطع من 5 جنيهات، لتصل إلي 10 جنيهات للأصناف الفاخرة، التى يرغب في شرائها القادرين فى المجتمع المصرى، بينما هناك أطباق مكونة من مكسرات لوز وعين جمل وفستق يتراوح سعرها مابين 15 و30 جنيهًا.

ردود فعل المواطنين: بنجيب علبة صغيرة من نفسنا.. والعروسة والحصان بنتفرج عليهم

أجمع عدد من المصريين على عدم قدرتهم بالامتناع عن شراء حلوى المولد النبوي رغم زيادة الأسعار فى المحلات ممايدفعهم للشراء من الشوادر، نتيجة تمسكهم بالعادات والتقاليد وحتى يتوارثها الأجيال، كما يشعر أطفالهما بفرحة عارمة حين يأخذونهم لمحلات الحلويات أو الشوادر التى زينت بالأنوار ذات الألوان المبهجة، ولكن ما يستطيعون فعله في ظل طحنة الأسعار والغلاء هو شراء كميات قليلة، فيما اختلف آخرون مشيرين إلي شرائهم طبق حلويات أو جاتوه بديلاً لـ«حلاوة المولد» وبتكاليف أقل.

استهلاك مصر على حلاوة المولد

وفى هذا الصدد؛ ذكر حسن فندى، عضو شعبة السكر والحلوى التابعة لغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، فى تصريحاته عن موسم ذكري المولد النبوى، أن مصر تستهلك سنويًا مايقرب من 3.2 مليون طن سكر، منهما 2.2 مليون طن إنتاج محلى وباقى الكمية يتم استيرادها على هيئة مادة خام، ويتم تكريرها في المصانع عقب انتهاء موسم محصول القصب والبنجر.

وأضاف أن استهلاك الدولة على حلوى المولد بلغ 2000 طن سكر، مطمئنًا المواطنين على الاحتياطى النقدي من مخزون السكر، قائلاً «الحدود آمنة والسكر يكفي حتى فبراير المقبل»، وعند مواجهته بارتفاع الأسعار فى الأسواق، نفى وجود أية زيادة، معبرًا أن سعر علب حلوى المولد النبوي فى السوق المحلى نفس قيمتها العام الماضى.

وأوضح وجود العديد من العوامل المؤثرة على أسعار حلوى المولد النبوى ليس السكر فقط، وإنما الأوضاع على المستوى العالمى التى تلقى بظلالها على السوق المحلى، بجانب رواتب العمالة فى المصانع، ومصاريف النقل والشحن.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً