الأدوية منتهية الصلاحية بين التجريم والتبرير.. الصحة تلاحقها.. وأطباء: مش مغشوشة وبتفضل شغالة لحد 10 سنوات

أدوية منتهية الصلاحية

بدأت مشكلة تداول الأدوية منتهية الصلاحية سواء في الأسواق أو الصيدليات تطل علينا من جديد بين الحين والآخر، مع ظهور تخوف المواطنين من تأثيراتها السلبية على جسم الإنسان، في حين لا يرى المختصون ضررًا في تناولها، ولكن مع وجود عدة اعتبارات، أهمها عدم مرور مدة طويلة على انتهاء الصلاحية. في البداية لفت الدكتور حاتم البدوي عضو مجلس إدارة اتحاد الغرفة التجارية بالقليوبية وسكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، في تصريحات خاصة لجريدة "أهل مصر"، أنه لا يمكن إجبار شركات الأدوية على سحب الأدوية المنتهية الصلاحية من الصيدليات بعد قرار وزيرة الصحة بفتح صندوق مثائل الأدوية البشرية، بسبب وجود أنواع مختلفة ومتنوعة من جميع أصناف الأدوية.

وأضاف سكرتير عام شعبة الصيدليات أن الوزيرة منذ شهر تقريبًا أصدرت قرارًا بسحب الترخيص من الشركات التي تمتنع عن تصنيع دواء معين لمدة تزيد على 6 أشهر وإعطائه لشركة أخرى، بهدف القضاء على نواقص الأدوية، ولكن لم يتم تنفيذه، كما أن حجم سوق الدواء في مصر يتعدى 60 مليار جنيه سنويا، ونسبة الأدوية منتهية الصلاحية تمثل 2% أي تتجاوز قيمتها المليار جنيه، كما أن الشركات تتعمد سحبها، وتكبد أصحاب الصيدليات خسائر فادحة.

فيما أوضح الدكتور على عبد الله، رئيس مركز البحوث الدوائية، أن الأدوية منتهية الصلاحية ليست أدوية مغشوشة، وذلك لمعالجة القضايا بطريقة صحيحة وفهم، واعترض على خروج بعض الزملاء بتصريحات، قائلاً "بعدين ييجي زميل يقول إنها مغشوشة ويلبسنا كلنا في الحيط".

كما أشار مصطفي عبد الحي داود صيدلي حر، ورئيس جمعية التجمع الصيدلي المصري، إلى أنه ليس هناك اختبارات فعلية تتم على أي مادة فعالة لتحديد تاريخ انتهائها الحقيقي، مؤكدا أن طباعة التاريخ على الأدوية بالأمر الإداري وليست بالاختبارات المعملية.

وأكدت أماني قرطام، طبيب صيدلي، أننا جميعاً نضطر في بعض المرات لأخذ دواء منتهي الصلاحية لعلاج آلام المعدة أو الحموضة، ونفاجأ بأن الدواء ما زال فعالًا ويعطي نتائج جيدة، موضحة أنه انتشرت بين أوساط الصيادلة عدة تفسيرات لذلك، ومنها أن شركات الأدوية والتي تحدد عمر الرف للدواء، عن طريق إجراء تجارب لمدى فعاليته، وعند بداية نقص فعالية الدواء بأي نسبة فإنهم يطبعون تاريخًا يسبق ذلك بثلاثة أشهر، وطبقا لهذه النظرية فإن استعمال الدواء لمدة 3 شهور بعد انتهاء الصلاحية يؤدي نفس فعالية الدواء الجديد، بالإضافة إلى النظرية الأخرى أن الدواء يبدأ في التحلل بعد تاريخ الصلاحية المطبوع عليه بالتدريج حتي ينتهي تمامًا بعد سنة على الأقل.

كما أوضحت "قرطام" أن هناك عدة دراسات أثبتت أن الأدوية منتهية الصلاحية بالمفهوم المعروف تفقد جزءًا من فعاليتها مع مرور الوقت، ويتراوح ذلك من أقل من 5% وحتي 50% من قوة الدواء الجديد، وحتى 10 سنوات بعد انتهاء تاريخ الصلاحية يظل الدواء محتفظًا بنسبة جيدة من قوة الدواء الأصلي تجعله صالحًا للاستعمال.

وتابعت أن الخلاصة أنه إذا لم يكن الدواء الذي تأخذه دواء مؤثرًا علي الحياة مثل أدوية القلب والسكر والضغط وغيره واضطررت إلي أخذ دواء منتهي الصلاحية لعلاج الصداع أو الألم أو الحموضة أو المغص وغيرها من الأعراض يكون فعالا معك.

جدير بالذكر أنه خلال اجتماع لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، تمت مناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائبة إيناس إبراهيم عبد الحليم، بشأن تداول أدوية مغشوشة تهدد حياة المواطنين، وطلب الإحاطة المقدم من النائب محمود حمدي أبو الخير، بشأن انتشار الأدوية منتهية الصلاحية، وإعادة توزيعها وتعبئتها وبيعها.

كما كشفت الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، عن ضبط نحو 23 مليون علبة دواء منتهية الصلاحية خلال الفترة الماضية، وتم إعدامها، داعية الجميع إلى إعمال الضمير سواء الصيدلي أو أي مواطن، كما دعت إلى الإبلاغ عن المخالفات التي تحدث ليتم ضبط أي كميات أدوية مغشوشة أو منتهية الصلاحية، كما طالبت بحملات لتوعية المواطنين، ومساعدة مجلس النواب تشريعيا لتغليظ العقوبات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء في اجتماع الحكومة: عودة تشغيل شركة النصر للسيارات تمثل نقلة نوعية