اعلان

أفروديت والمصارعين القدماء من معروضاته.. متحف طنطا مغلق منذ 18 عامًا.. ونقص الاعتمادات المالية يهدد بوضعه في طي النسيان

متحف طنطا

يعتبر متحف طنطا، من أهم المعالم الأثرية التي تميز بها إقليم وسط الدلتا بشكل عام، ومحافظة الغربية بشكل خاص منذ عشرات السنين، وذلك لما يحويه المتحف من قطع ومقتنيات أثرية نادرة، من مختلف العصور اليونانية والرومانية والإسلامية كـ"تماثيل أفروديت والمصارعين القدماء"، والتي كانت تعرض بطوابق المتحف الأربعة، فالطابق الأول كان يضم الآثار الإسلامية، الطابق الثاني كان مخصص للمخطوطات وغيرها، والثالث خصص لعرض الآثار المصرية في العصرين اليوناني والروماني وكذلك الآثار القبطية، أما الرابع فكان يحتوي على الآثار المصرية القديمة، هذا بالإضافة إلى الطابق الخامس الذي يحوي المكاتب الإدارية، ومخزناً وقاعة للمؤتمرات.

كانت البداية عندما خصصت قاعة في مجلس مدينة طنطا، لعرض بعض الآثار عام 1913م، ثم إختيار مبنى البلدية ليكون مقراً لهذا المتحف، غير أن المتحف ما لبث أن أغلق وتم تخزين محتوياته من الآثار، ثم فتح مرة أخرى عام 1935م ثم أغلق للمرة الثانية، وفي عام 1957م نقل إلى مدخل سينما البلدية، وظل على هذا النحو إلى أن قامت هيئة الآثار المصرية (المجلس الأعلى للآثار حالياً) عام 1980م بتجهيز المتحف الحالي، الذي أفتتح للجمهور في 29 أكتوبر 1990 م، ولكن "يافرحة ماتمت"، فالمتحف أغلق بعد عام واحد من افتتاحه؛ لعدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لتجهيزه وافتتاحه مرة أخرى.

ومنذ عام 2000 م وحتى الآن والمتحف مغلق- بالرغم من أنه يعمل به 150 موظف- حتى نستطيع أن نقول أنه أصبح أثرا غطاه غبار الزمن لدرجة أنه أصبح في طي النسيان، وفقد المواطنين الأمل في افتتاحه ليس هذا وفقط، بل تخرجت أجيال وأجيال دون أن يسمعوا به أو يشعروا بوجوده، وذلك باستثناء من شغلتهم اهتماماتهم بحب الآثار فحاولوا الإستفادة من وجوده، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.

وخلال أكثر من 18 عاما مرت على إغلاق متحف طنطا، شهدت محافظة الغربية العديد من المحافظين، منهم من ناشد وزارة الآثار، ومنهم من أرسل مذكرات لها، وذلك على مدار حكومات متعاقبة، إلا أن كل هذه المحاولات لم يجنى منها أي جديد، وبقي الأمر كما هو عليه.

يقول مصطفى منصور مقرر نادي الأدب المركزي بالغربية، إن إغلاق المتحف كل تلك الفترة يعد كارثة كبيرة وإهمال من المسئولين، ويجب الإسراع بإعادة افتتاحه، ذلك لأن إغلاقه ساهم في حرمان أجيال كاملة من الطلاب والتلاميذ من أبناء المحافظة، من الإطلاع على الآثار الموجودة به، هذا علاوة على تحقيق خسائر فادحة للسياحة الداخلية والثقافية بوجه عام بمحافظة الغربية، بسبب إغلاقه في وجه الجمهور والسياح، حتى نسى أهالي المحافظة أن مدينة طنطا يوجد بها متحف كالمتاحف الموجودة في القاهرة أو الإسكندرية، مشيرًا إلى أنه تقرر غلقه لتطويره عام 2000 م، فالمتحف تم إفتتاحه عام 1990 م، وبعدها بـ10 سنوات تم غلقه بحجة تطويره باعتماد بلغ 10 مليون جنيه، ومنذ ذلك التاريخ وبعد انتهاء عملية التطوير والتجديد والمتحف لازال مغلقا.

وأضاف الدكتور عادل أحمد زين العابدين رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة طنطا، أن المتحف أغلق غلق نهائي عام 2000 م، بعد إفتتاحه عام 1990 م، لوجود مشكلة تتعلق بحرز مكونات أثرية - أي عند القيام بعملية الجرد لوحظ أن الحرز الموجود مغاير للمثبت بالسجلات - ثم دخل المتحف في خطة وزارة الآثار، الخاصة بتأهيل المتاحف الإقليمية ، ضمن مجموعة من المتاحف الإقليمية، ولكن ظهرت مشكلة عدم وجود ميزانية، باعتبار أن وزارة الآثار مرتبطة ومتصلة بالسياحة، لذا فعدم وجود سياحة يعني عدم وجود أموال، وبالتالي كان ذلك سببا جوهريا في تأخر دخول متحف طنطا ضمن خطة وزارة الآثار.

وأشار رئيس قسم الآثار، إلى أنه جاري حتى الآن تطوير وصيانة المتحف، وبالرغم من ذلك تقام العديد من الأنشطة والفعاليات بقاعة المتحف كعيد الأم ونصر أكتوبر، وكذلك بعض الاحتفالات التي كانت تقام بمصر القديمة، وأنه يدعى لإلقاء أبحاثا ومحاضرات، خلال هذه المناسبات، كنوع من تذكير مواطني وجمهور الغربية بوجود المتحف، متمنيا أن يتم الافتتاح في أسرع وقت ممكن؛ لتنمية الوعي الأثري لدى طلاب وطالبات المدارس والجامعات بالانتماء لحضارة وتاريخ بلادهم؛ لمواجهة الفكر المتطرف.

وأكد مصدر مسؤول بقطاع الآثار بوسط الدلتا، أنه جاري العمل في أعمال التطوير والصيانة بالمتحف، بعد أن تم تعديل المقايسة المطروحة، ورسو الأعمال على إحدى الشركات في مارس الماضي، مضيفا أن قطاع المتاحف والمشروعات بالوزارة يتابعون أعمال الصيانة، وأن أسباب إغلاق المتحف لمدة 18 عاما ترجع إلى عيوب إنشائية في أحد أعمدة المتحف، وسيتم استبداله ومعالجة المبنى إنشائيا، ضمن مراحل التطوير خلال الشهور القادمة، كما سيتم تطوير المتحف بشكل متميز، بداية من الدهانات وصولا إلى المنظومة الأمنية بالكامل.

وأوضح المصدر، أنه سيتم وضع تصور شامل للعرض المتحفي بشكل جديد، حيث سيضم المتحف جميع مقتنياته التي كانت موجودة من قبل، دون إضافة أى قطع أخرى من المتاحف المختلفة.

ومن جانبه أكد اللواء مهندس هشام السعيد، محافظ الغربية، أن هناك تنسيق مع وزارتي الثقافة والآثار، حيث تم تشكيل لجنة مشتركة لبحث آلية تطوير المتحف بالشكل العلمي، وافتتاحه في أقرب وقت ممكن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً