تتأهب الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في استقبال يوم الثاني عشر من شهر ربيع الاول لإحياء ذكري ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم، وتتعدد مظاهر الاحتفال من مكان لآخر غير أن ألوان الاحتفالات المصرية لها طابع خاص بكافة أرجاء الجمهورية، من حيث الشكل والأسلوب، فهنا جلسة ذكر وهناك حلقة إنشاد ومديح وما بين هنا وهناك تنتشر شوادر الحلوى ومظاهر البهجة والزينة.
وفي الوقت الذي خرجت بعض الفتاوي بتحريم الاحتفال بالمولد النبوي من الجماعات السلفية وغيرها من آراء متشددة، حرصت المؤسسات الدينية في مصر وعلي رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء علي المشاركة في احتفالات المولد وذلك لتأكيد مشروعية الاحتفال بالمولد، ليس هذا فحسب بل استعدت إلى رعاية العديد من مظاهر الاحتفال بالمولد لمشاركة المصريين فرحتهم، وذلك بالمشاركة مع الطرق الصوفية في احتفالاتهم.
"الموكب الصوفي"
ويظهر هذا المشهد جليا في الموكب الذي يخرج من مسجد صالح الجعفرى بالدراسة، وصولاً إلى المشهد الحسينى بساحة مسجد الحسين، عقب صلاة عصر يوم الثانى عشر من ربيع الأول، يتقدمه شيخ الطريقة وعدد كبير من أبناء الطرق الصوفية، وتخرج الطوابير رافعين الأعلام الخاصة بكل طريقة، وعند وصولهم لساحة مسجد الإمام الحسين يكون شيخ مشايخ الطرق الصوفية فى انتظارهم، ويتبادلون التهانى فرحة بقدوم المولد.
كما تنتشر حلقات الذكر والإنشاد الديني والمدائح النبوية في مساجد وخيم الصوفية ولعل أبرزها مسجد الحسين والسيدة زينب بمدينة القاهرة، وتقوم الطرق الصوفية، بشراء كميات كبيرة من الحلوى وتوزيعها على أبناء الطرق والمريدين من الدراويش وأتباعهم، فضلاً عن إقامة الحضرات، وتكثف مشايخ الطرق والبالغ عددهم ما يزيد عن 80 طريقة رسمية مسجلة بموجب قانون المشيخة العامة 118 لسنة 76، جولات زيارة أبناء الطريقة بالمحافظات، لمشاركتهم فرحة قدوم المولد النبوي.
البحوث الإسلامية تحتفل بـ "أخلاق الحبيب"
أعلن الدكتور محي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عن قيام المجمع بحملة توعوية شاملة للمواطنين خلال شهر ربيع أول، تحت عنوان: "أخلاق الحبيب"، لمعالجة بعض الأمراض المجتمعية التى تخالف تعاليم الإسلامية الصحيحة، وبيان كيف كانت أخلاق النبى وسلوكياته نموذجًا لنشر السلم فى المجتمع، لافتا إلي مشاركة المجمع وعاظ الأزهر الشريف، في الحملة من خلال الاتصال المباشر بانتشار الوعاظ فى مختلف قرى ومدن ومحافظات الجمهورية فى المدارس ومراكز الشباب والمعاهد والمصانع والشركات والنوادى، وكذلك من خلال النشر الإلكترونى على موقع المجمع وصفحات التواصل الاجتماعى للتواصل مع كافة الشرائح.
وأضاف عفيفي، أن الهدف الرئيسي للحملة هو التذكير بأخلاقيات وسلوكيات النبى صلى الله عليه وسلم فى معاملاته مع المسلمين وغيرهم ، إضافة إلي ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية فى المجتمع تأسيا بالنبى من خلال ذكر مواقفه مع الكبير والصغير والأطفال والنساء، ومع أهل بيته ومع أصحابه ومع جيرانه.
الأوقاف تحتفل بـ"رسول الإنسانية"
على صعيد متصل استعدت وزارة الأوقاف لإحياء ذكرى المولد النبوى، بتدشين حملة "رسول الإنسانية" وذلك للتعريف بسماحة الإسلام وأخلاقه صلي الله عليه وسلم، وذلك عن طريق الخطب والندوات والإصدارات والمترجمات وموقع الوزارة وأئمتها الموفدون لمختلف دول العالم، باللغات المختلفة طوال شهر ربيع الأول.
وأضافت الوزارة أنه سيتم تخصيص جائزة قدرها 25 ألف جنيه لأفضل مديرية مشاركة فى الحملة، تخصص 10 آلاف منها لمدير المديرية، وسيتم توزيع الباقى على أفضل المشاركين فى الحملة، بالإضافة إلي توزيع 3 جوائز تشجيعية أخرى لأفضل 3 مديريات بعد المحافظة الأولى، إضافة إلى 5 آلاف جنيه لأفضل إمام مشارك فى الحملة إلكترونيًّا على صفحته، فضلاً عن 3 شهادات تقدير لأفضل المواقع المشاركة فى الحملة، و3 شهادات أخرى لأفضل الصحف المشاركة فى الحملة، و3 شهادات أخرى لأفضل مراسل للوزارة مشارك فى تغطية الحملة إعلاميًا.
كما حرصت ان تكون خطبة الجمعة طوال الشهر عن المولد النبوي الشريف والتذكير بفضائل النبي صلي الله عليه وسلم وصفاته وأخلاقة.