من صعيد مصر، وبجوار السد العالي هل علينا لينشئ مدرسة خاصة له فى التلاوة، تتميز بقوة الصوت وروعة الأداء، ليحفر اسمه بين أعلام القراء، وتكون له بصمة صوتية واضحة، فى أذن من يستمع له فى مصر وخارجها، إنه القارئ الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدى، الذي انتقل إلي جوار ربه صباح اليوم، عن عمر ناهز 64 عام.
ولد الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي عام 1954م فى قرية كلح الجبل محافظة أسوان بصعيد مصر، وبدأ رحلته القرآنية قبل سن الرابعة على يد والدته التى اشتهرت بتعليم أولادها القرآن الكريم، حيث كان والدها من كبار علماء الدين فى القرية، وبعدها تم إلحاقه بكتّاب القرية كعادة أهل صعيد مصر، ثم انتقل من أسوان للعمل فى القاهرة وتعلم القراءات وعلوم القرآن فى صحن الجامع الأزهر، كانت أول تلاوة له عام 1976م فى قريته، التحق الصعيدي بالإذاعة المصرية عام 1992م، وكانت أول إذاعة على الهواء عام 1995م من مسجد السيدة زينب.
تأثر نقيب قراء الوجه القبلي بعديد من القراء المصريين الراحلين وفي مقدمتهم، "الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، محمد صديق المنشاوي، مصطفى إسماعيل، والبهتيمي"، ويصف تأثره بهم بأنهم "سادوا العالم وكانوا قمما فى التلاوة، بل كانوا أولياء، فقد أخلصوا فى القول والعمل والأدب مع كتاب الله تعالى، ولذلك كتب الله لهم الخلود فى قلوب من يسمعهم فى جميع دول العالم.
أصدر الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي، أول شريط كاسيت له عام 1983م لسورتي النمل ومريم وانتشر في العالم الإسلامي كله وازدادت الدعوات لإحياء الليالي، ما دعاه لترك الوظيفة والتفرغ لكتاب الله، حتى أصبح مئة شريط كاسيت تجويد والمصحف المرتل.
أبناءه أنجب أبو الوفا الصعيدي خمسة أبناء، زينب طبيبة أسنان، ومنيرة في كلية الصيدلة، وأحمد وإبراهيم صيادلة، وعلي في المرحلة الابتدائية.
لم يكتفي أبو الوفا الصعيدي علي إحياء حفلاته في مصر بمحافظاتها فحسب بل انتقل نحو العالمية بإحياء ليالي وحفلا في شتي دول العالم العربي والإسلامي، فسافر إلي ساحل العاج لإحياء ليالى رمضان، ولاقي إقبالا هائلا هناك حيث وجد أهل ساحل العاج يحبون سماع القرآن ويتباركون به، وبعد أن انتهي من القراءة هجموا عليه كى يقبلوا يديه ويتمسحوا بعباءته لأنهم يعتبرون العرب هم أقارب النبى صلى الله عليه وسلم، بعدها سافر إلى استراليا، وتركيا والهند والمغرب وسوريا، وطاف جميع الدول العربية والإسلامية لتلاوة القرآن.