قال مصدر عسكري سوري إن خروقات التنظيمات الإرهابية على جبهات المنطقة المنزوعة السلاح بمحافظة إدلب نسفت كل تعهدات اتفاق "سوتشي"، وأن اتفاق سوتشي حول إدلب يلفظ أنفاسه الأخيرة مع استمرار خروقات التنظيمات الإرهابية لجبهات المنطقة المنزوعة السلاح في أرياف اللاذقية وحماة وإدلب وحلب، التي تتعرض بشكل يومي لمحاولات تسلل الميليشيات التكفيرية، واستهدافاتها النارية، بالرغم من المساعي الدولية لرعاية الاتفاق الذي أصبح اليوم على المحك في ظل غليان الميدان.
واعتبر المصدر العسكري في الجيش السوري أن الخروقات الأخيرة والتي طالت مواقع الجيش السوري في ريف حلب الغربي، وريف حماة الشمالي، إضافة لريف اللاذقية الشرقي نسفت ميدانياً كل تعهدات إتفاق "سوتشي" الذي فرض منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب، وتعهد بتفكيك التواجد المسلح على طولها ولكن الحقيقة الميدانية تقول: إن السلاح الثقيل بقي على الجبهات، كما عززت الفصائل الإرهابية تواجدها وقامت بتدعيم مواقعها مقابل إلتزام ميداني من قبل الجيش السوري الذي تتعرض مواقعة للغدر يوميا على مختلف جبهات "المنزوعة السلاح".
وتعرضت منطقة مثلث الأرياف الثلاثة (حماة، اللاذقية، إدلب) عند سهل الغاب لعملية تسلل غادر قادها عشرات التركستانيين، حيث بدؤوا الهجوم من بلدة "السرمانية" نحو كمائن ونقاط الجيش السوري القريبة من بلدة "الفورة" المتاخمة لريف اللاذقية، ما أدى لارتقاء عدد من جنود الجيش السوري، فيما سقط عشرات المسلحين بين قتيل ومصاب خلال اشتباكات الفجر والتي دامت لساعات.
وتعاني أيضاً جبهة ريف اللاذقية الشرقية من سقوط قذائف وصواريخ يطلقها المسلحون من مواقعهم في بلدة "كباني"، كما تشهد جبهات ريف حماة الشمالي قرب اللطامنة وفي ريف حلب الغربي عند معبر "أبو الضهور" التصعيد نفسه.
وينتشر عند مثلث أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي واللاذقية عدد كبير من الفصائل والتنظيمات الإرهابية متعددة المشارب، يدين بعضها بالولاء للقومية التركية، وآخرين لتنظيم جبهة النصرة وبعضها الآخر ينتمي لتنظيم داعش، بينما تدين تنظيمات بعض التنظيمات بالولاء المباشر لقيادة تنظيم القاعدة في أفغانستان.
ويشكّل التركستان الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، وقد لعبوا إلى جانب المقاتلين الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا.
ومنذ بداية الاحداث في سوريا، خصصت المخابرات التركية مناطق في ريفي إدلب الجنوبي الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي كمقر لمستوطنات (المهاجرين) التركستان الصينيين مع عائلاتهم إلى سوريا، وقد تم اختيار تلك المنطقة بسبب وجود العديد من القرى والبلدات التي تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.
وعرف الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام بقربه العقائدي من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي المحظور في روسيا، ويقدر عدد عناصره في سوريا بآلاف المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم.
وأخيرا، قام تنظيم جبهة النصرة بتسهيل دمج مقاتلين من "داعش" يتحدرون من آسيا الوسطى في تلك المنطقة، وذلك ضمن صفوف (الحزب الإسلامي التركستاني).