بناه صاحبه لتوفير الماء فتحول إلى مأوى للحيوانات الضالة.. "سبيل يوسف بك" أخر ضحايا الإهمال (صور)

"سبيل يوسف بك
"سبيل يوسف بك
كتب : سارة صقر

حي السيدة زينب من أقدم الأحياء الشعبية، التي تحتوي على العديد من الآثار الإسلامية، ويعد شارع عبد المجيد اللبان (مراسينا) المتفرع من ميدان السيدة زينب، في الطريق المتجه إلى شارع الصليبة، من أهم الشوارع المكدسة بالأثار بمختلف أنواعها.

ويأتي "سبيل يوسف بك"، الذي يقع في شارع عبد المجيد اللبان‏، والذي أنشأه أمير اللواء يوسف بك سنة‏ 1634‏م، كآخر ضحايا الآثار الإسلامية في حي السيدة زينب، حيث كان ملحق به زاوية للصلاة وحوض لسقاية الدواب ويعلوه كُتاب لتعليم الأطفال، وتحفيظ القرآن، ولكن كل ذلك تهدم ولم يبق لنا سوى السبيل‏.

تجولت كاميرا "أهل مصر"، بشارع اللبان لتوثيق ما وصل إليه سبيل يوسف بك، بعد أن كان أحد أهم المعالم الأثرية بحي السيدة زينب، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إهماله لدرجة الهدم ومحو ملامحه الأثرية.

"الصبر جميل.. الصبر طيب.. بقلم إبراهيم".. هذه كلمات نقشت بالطباشور على باب السبيل، الذي تعرض لجميع أنواع السرقة والهدم، بعدما تعرضت جدران المشربيات وحشواتها للسرقة على أيدي اللصوص.

أما سقف السبيل فيكاد يقع على رؤوس المارة، بعد كم الشقوق التي تخترق أساس الجدران، كما تعرض جانب من السقف للسقوط بالفعل، والجانب الآخر للسبيل ملاصق لأحد المباني السكنية، بالمخالفة لجميع القوانين التي تحمي الأثار، ويظهر من خلال المعاينة، أن جدران السبيل أكلتها الرطوبة، وأصبحت عرضة لتهدم الأثر بالكامل، ناهيك عن أكوام القمامة التي أحاطت بالسبيل، والحشرات والرائحة النفاذة التي تنفر المارة، بشكل لا يتناسب مع تاريخ الأثر.

أهمية السبيل

تعود أهمية السبيل لتاريخه، حيث أنشأه أمير اللواء الشريف يوسف بك سنة 1634- 1044هـ يعلوه كتاب وألحقت به زاوية للصلاة وحوضًا لسقى الدواب.

والسبيل ذو شباك واحد، لتسبيل ماء الشرب، قال عنه "علي مبارك" في كتابه الشهير "الخطط التوفيقية"، إن سبيل وقف يوسف بك قائم في شارع مراسينا وهو عامر تحت نظر إبراهيم أفندى جركس، وقد إندثرت زاوية الصلاة وحوض سقي الدواب ولم يعد لهما وجود، كما اندثر الكُتاب الذي كان يعلو السبيل وما زالت بقاياه موجودة في الواجهة الشمالية الغربية.

الحوض يتكون من إيوان مستطيل محاط بجدران من ثلاث جهات، أما الجهة الرابعة فكانت مفتوحة بعقدين يرتكزان على عمود في الوسط، وبصدر الإيوان دخلات ضحلة متوجه بعقود ويتقدم الدخلات أحواض مستطيلة من الرخام كانت تزود بالماء بواسطة أنابيب مدفونة قصبات مغيبة تنقل الماء من الآبار أو من النيل بواسطة سواقي، وكانت الأحواض تسقف بأسقف من الخشب أو بواسطة قباب ضحلة، وفي حالة الحاقها بالاسبلة كانت تفصل بسياج من الخشب ويخصص للدواب مدخل بعيد عن السبيل.

حجرة التسبيل مستطيلة يوجد بجدارها الشمالي الشرقي المطل على شارع عبدالمجيد اللبان مارسينا دخلة متسعة مستخدمة الشباك الوحيد لتسبيل الماء، يقابل دخلة شباك التسبيل دخلة أخرى مستطيلة تمتد الى أعلى حتى تصل الى أسفل الازار الخشبي الموجود تحت السقف وكانت مخصصة للشذروان، وعلى جانبي هذه الدخلة دخلتان جانبيتان يعلو كل منهما شباك مستطيل يفتح على الملاحق الخلفية للسبيل. 

وبحجرة التسبيل أيضا عدد من الدخلات يعلو كل منها عتب مزرر ويعلوها عقود مدببة ومسطحة، وجود هذه الدخلات المعقودة يعد محاولة جيدة من المعماري لتجميل حجرة التسبيل وإضفاء شكل زخرفي عليها وذلك لكسر الجمود الذي كان يميز جدران حجرات التسبيل في أغلب الأسبلة القاهرية العثمانية المبكرة.

يوجد مدخل السبيل في الطرف الشمالي للواجهة الشمالية الشرقية، وهو مدخل راجع قليلا الى الخلف يؤدى الى طرقه تساقط سقفها، وارتداد المدخل الى الخلف أدى الى بروز واجهة حجرة التسبيل مما أتاح للمعماري عمل دخلتين مستطيلتين في الجدارين الجانبيين يفتحان على الشارع بغرض دخول ضوء النهار والهواء الى الحجرة. فتحة تزويد الصهريج بالماء البيارة توجد على يمين شباك التسبيل بالواجهة الشمالية الشرقية للسبيل. 

سقف حجرة السبيل، تداعت بعض اجزائه من ناحية شباك التسبيل، وتحت السقف إزار من الخشب عليه نص كتابي تأسيسي يتضمن آيات قرآنية من سورة الإنسان، واسم المنشىء والدعاء له وتاريخ الانشاء.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً