بين الحين والآخر تطفو إلى السطح منجزات علمية باكتشاف جين الشذوذ الجنسي (Gay Gene) التي تزعم أن المثلية الجنسية هي أمر طبيعي و"فطري" لدى البشر، فما مدى دقة هذه المزاعم؟ وتمثل مثل هذه الأبحاث أو الأخبار الإعلامية المؤيدة للشذوذ أحد المرتكزات الرئيسية التي يقوم عليها الخطاب الإلحادي الذي يروج أن المثلية الجنسية ليست علة أو مرضا عضويا أو خللا نفسيا إنما هي خيار مشروع للغاية لأنها طبيعة موروثة في الحمض النووي يولد بها الإنسان ولا يمكن إزالتها منه، فضلا عن عقابه بسببها كما تدعو إلى ذلك الأديان السماوية ، ويقوم الخطاب الداعم للمثلية الجنسية بنشر فكرة "طبيعية" الشذوذ الجنسي معتمدا على ثلاثة محاور: الأول هو مقارنة السلوك البشري بالسلوك الحيواني، إذ إن كثيرا من الحيوانات قد تمت ملاحظة ممارستها سلوكا جنسيا مثليا.
المحور الثاني هو الزعم بوجود كود جيني (Genetic code) معين مسؤول عن الشذوذ الجنسي والسلوك الجنسي بشكل عام في الحمض النووي البشري، أما المحور الثالث فيتمحور حول أن المتغيرات البيئية والعوامل الاجتماعية لا علاقة لها بتحديد التوجه والهوية الجنسية.
والظاهر أن هذه المحاور تواجه شكا كبيرا في مصداقيتها، وهو ما يؤكده الكاتبان العلميان الأخوان نيل وايتهيد، وبريار وايتهيد في كتابهما "جيناتي جعلتني أفعلها" واللذان يقولان في مقدمته "إن الغرب كان موضوعا لحملة من التضليل والخداع في السنوات العشرين أو الثلاثين الأخيرة جعلت مؤسساته العامة من المشرعين إلى القضاة ومن الكنائس إلى التخصصات الذهنية الصحية يؤمنون بشكل واسع أن المثلية الجنسية موروثة عضويا وبالتالي لا يمكن تغييرها".