انتشر العنف فى الأونة الأخيرة بكثرة بكافة أشكاله المختلفة، حيث أجرى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، دراسة حول ظاهرة ممارسة العنف ضد المرأة، بكافة أشكالها وأوضح أن هناك 90% من النساء تم ختانهن، و42.5% يتعرضن للعنف من قبل أزواجهن، و37% من إجمالي النساء اللاتي يتعرضن للعنف على يد الأزواج أميات و35.1% يتعرضن للعنف البدني و47.5% يتعرضن للعنف النفسي، و14.5% من السيدات يتعرضن للعنف الجنسي و86% من النساء اللاتي تتعرض للعنف يعانين من مشاكل نفسية، و1.49 مليار جنيه قيمة الخسائر التي تتكبدها المرأة والأسرة في كل عام جراء العنف، و831 مليون جنيه تكلفة مباشرة من جراء العنف، و662 مليون جنيه تكلفة غير مباشرة "معنوية" للعنف تتكبدها المرأة، و4.1% من النساء في فئة العمر من 18-19 سنة يتعرضن للزواج الجبرى.
وترصد "أهل مصر" أبرز قصص العنف فى محاكم الأسرة والتي جاءت كما يلي:
سمر في دعوى خلع: "ضربني عريانة"
أقامت سمر، دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بزنانيري تحمل رقم 18609 لسنة 2018 لطلب الخلع من زوجها مبررة ذلك بضربها وهى ترتدى ملابسها الداخلية فقط.
وقالت سمر "تزوجت عن طريق الصالونات من "مؤمن"يعمل بمحل تليفونات ونظرا لظروف وفاة أبي عشت مع والدتي أنا وزوجى معها داخل شقة أهلي وكانت والدتي تساعدنا بمعاشها في الانفاق ومرت الأيام وبدأ يتكاسل عن العمل معتمدا على والدتي".
وأضافت "بدأت الخلافات بيني وبينه وأصبح يختلق المشاجرات أمام والديى وكنت أتحمل من أجل أمى حتى لا تغضب، وذات مرة جاء من الخارج وكنت بداخل الحمام ولم ارتدى سوى الملابس الداخلية فقط وأخذ يسب ويلعن وقام بشدى من الحمام إلى الصالون وضربى بالمنشار حتى أحدث لى عاهة فى قدمي اليمنى.
وتابعت:"سمع الجيران صوت صراخي ودخلوا إلى الشقة وبعد دقائق استطاعوا أن يبعدوه عنى ووجدت نفسي اقف عارية أمام العشرات من الجيران، هنا قررت أن لا أبقى على ذمته لو ثانية واحدة وذهبت إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع ومازالت الدعوى منظورة أمام القضاء.
"ريم" في دعوى طلاق: "حماتى ضربتني عشان عملت لها بلوك"
تزوجت ريم من أحمد، فتى أحلامها، الذي يعمل محاسبا بشركة خاصة، ما إن رأته مع أخيها، حتى هامت فيه من أول نظرة، ولم تصدق أذنيها عندما طلبها للزواج، وظلت في عدم تصديق نفسها وهي تعيش حلمًا واقعيًّا، تجلس فى قاعة أفراح فخمة، يحفها جو عائلى مليء بالبهجة والسرور.
تقول "ريم" إن حماتها تشغل منصبًا مهمًّا وتتسم بالشدة واكتشفت ذلك بعد الزواج، وبمعنى أدق بعد يقظتها من حلمها، كانت فى البداية تتغاضى عن تصرفاتها المستفزة والسلطوية من أجل الحفاظ على أميرها، رغم حرص ريم على عدم الاصطدام بحماتها، إلا أن المحذور وقع فحماتها صاحبة المنصب المهم اعتادت الدخول على صفحة ريم الشخصية على فيس بوك وتوجيه انتقادات وصلت إلى الشتائم لها ولأصدقائها.
فلم تجد ريم مفرًّا من عمل بلوك لها؛ لأنها كانت تشعر بالإحراج من أهلها؛ جراء سبها وتوجيه الانتقادات لها على العام لا الخاص، هنا استشاطت حماتها غضبًا، وقررت الانتقام منها، فطلبت من ابنها أن يجبرها على تقديم استقالتها من العمل؛ بحجة التفرغ للمنزل. ولم تكتفِ بذلك، بل تعدت عليها بالضرب هي وبناتها، وأصابتها بعاهة مستديمة، حسبما قالت ريم في دعواها التى تحمل 7891 أحوال شخصية، مضحية بعام هو عمر زواجها، الذي بني على حب وهيام.
زينب تطلب الخلع .. ضربني عشان "شبشب بصباع"
أقامت زينب، دعوى قضائية بمحكمة الأسرة بزنانيرى لخلع زوجها بسبب ذهابها إلى السوق وهى ترتدى فى قدمها شبب بصباع بعد 3 سنوات من الزواج.
قالت زينب، فى مستهل حديثها: "تزوجت من عماد صاحب الثلاثين عام بعد قصة حب استمرت سنة، وكان يعاملني بمنتهى الرقة ولكن أكثر ما يعيبه هو غيرته الشديدة التي تحولت إلى مرض وكان يمنعني من التحدث مع أقاربى من الرجال، أو التحدث مع أحد من الجيران حتى صرت في مجتمع منغلق وكنت دائما أوهم نفسي أن غيرته هذه تمثل حبا شديدا لي ولا يتحمل أن أحد يراني غيره، ولكن أمر الغيرة بدأ يتطور، حتى تعرضت للضرب المبرح والإهانة منه، بعد قيامي بالخروج من المنزل متجهة إلى السوق المجاور لشراء بعض الاحتياجيات المنزلية مرتدية "شبشب صباع"، بحجة أن قدامي تظهر ويراها المارة".
وأضافت زينب أنها قررت الانفصال بعدما تعرضت للإهانة والغيرة التى جعلتها تعيش في عالم منغلق، موضحة أن زوجها رفض الطلاق بحجة أن ما قام به هو من دافع الغيرة ليس أكثر، ولكنهت أصرت على موقفها المنزل إلى محكمة الأسرة بزنانيرى لرفع دعوى خلع لاستحالة العشرة معه.
"منار" فى دعوى خلع: "بيضرنى بالحزام أثناء العلاقة الحميمية"
"زهقت من طريقة الحيوانات اللى بيعاملنى بيها.. عمرى ما حسيت معاه انى ست".. كلمات نطقت بها "منار" وهى تقف على سلالم محكمة الأسرة، لطلب الخلع من زوجها بعد ٦ سنوات من الزواج.
قالت "منار" فى مستهل حديثها: "أنا اتجوزت قاصر وزورنا شهادة تسنين.. اتجوزت وأنا عندي 13 سنة لواحد أكبر مني بعشرين سنة، وكنت زوجة تانية كمان.. ومن ساعتها مشوفتش يوم كويس في حياتي، من أول ليلة زواج وبعد ما دخلنا الشقة لقيته فتح الدولاب وجاب منه حزام، وبدا يضربنى مع ممارسة العلاقة حتى أصابنى بجروح وكدمات فى كل جزء من جسدى، كرهت حياتى معاه من أول يوم".
وأكملت الزوجة: "بعد اللى حصل ليلة العرس.. قلت لأهلى لقيتهم بيقولولى اكيد انتى قليت ادبك عليه، ووالدى مش بيساعدني وكمل عليا ضرب قدامه، حسيت إنى مليش حد واتكسرت.. وأهلى وهم خارجين من الشقة قالولى اسمعي كلام جوزك مهما عمل فيكى كل الستات كدة".
وتابعت: "استحملت لدرجة كرهت نفسى، حسيت انى كل مرة بتعرض لاغتصاب وتحملت ٦ سنوات فى عذاب وانجبت منه طفلين، ولكن جاء وقت أصبحت لا أتحمل فقررت أن أطلب الطلاق فرفض.. فلم أجد أمامى سوى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع للتخلص من الزوج".
رأى القانون في العنف ضد المرأة
يقول الخبير القانوني محمد وفيق، "إنه يجوز للزوجة وفقًا لأحكام محكمة النقض أن تطلب التفريق إذا ضرها الزوج بأي نوع من أنواع الإيذاء المتعمد سواء كان إيجابياً كالتعدي بالقول أو بالفعل إيذاء لا يليق بمثلها بحيث تعتبر معاملته لها في العرف معاملة شاذة تشكو منها المرأة ولا ترى الصبر عليها، أو سلبياً كهجر الزوج لزوجته ومنعها مما تدعو إليه الحاجة الجنسية، ومن ثم فإن ثبوت واقعة هجر الزوج لزوجته أو توجيه الاتهام لها أو التعدي عليها بالقول والفحش منه وسوء معاملته لها في الفراش تكفي وحدها للحكم بالتفريق لاستحالة دوام العشرة وفقاً لنص المادة السادسة من القانون رقم 25 لسنة 1929 والتي نصت على أنه إذا ادعت الزوجة إضرار الزوج لها بما لا يستطاع معه دوام العشرة بين أمثالهما، يجوز لها أن تطلب من القاضي التفريق، وحينئذ يطلقها طلقة بائنة إذا ثبت الضرر وعجز عن الإصلاح بينهما".
وتابع أن "الضرر متعدد النواحي كثير الأسباب وهو يشمل كل نوع من الإيذاء تتضرر منه الزوجة ومن التعدي عليها بالسب والضرب أو أساء معاملتها في الفراش على نحو لا يستطاع معه دوام العشرة بين أمثالهما، فإذا أثبتت الزوجة أن زوجها أتى معها ما تتضرر منه ولو مرة واحدة طلقها عليه القاضي طلقة بائنة لأنه لا يشترط لإجابتها إلى طلبها أن يتكرر الأذى بها بل يكفي حدوثه لمرة واحدة".