تمثل الإعلانات التجارية مصدر دخل مهم للفضائيات، بل تعتمد عليها في التمويل، لذا فكلما زاد معدل مشاهداتك زاد عدد وسعر الدقيقة الإعلانية، ولكن هل تتحرى تلك القنوات الفضائية عن مدى مصداقية تلك الإعلانات التي قد تخدع الشعب في بعض الأحيان.
ويأتي هنا الدور الرقابي لجهاز حماية المستهلك، والذي يقوم بدوره في مراقبة تلك الإعلانات، وترصد «أهل مصر» عددًا من الإعلانات المضللة التي يتم عرضها عبر الفضائيات.
قطونيل: «القطن طلع مش مصري»
بعد الضجة الإعلامية التي صاحبت إعلان شركة «قطونيل» للملابس القطنية، وذلك بسبب استخدام إحدى أغنيات الفنان الراحل عبدالحليم حافظ دون مراعاة حقوق الملكية الفكرية، لتخرج مفاجأة أخرى عن الإعلان.
لم تكن تلك الأزمة، الخطأ الوحيد الذي تقترفه الشركة، فقد علمت «أهل مصر» أن الشركة تستخدم في منتجاتها قطن مستور من الهند، «قطن قصير التيلة»، فيما يتميز القطن المصري بأنه «طويل التيلة»، وذلك في غياب تام للدور الرقابي من قبل الفضائيات وجهاز حماية المستهلك.
«اللبن طلع بودة»
بعد أزمة «الداندو»، والتي قرر في إثرها مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك بوقف بث الإعلانات التليفزيونية للشركة، وذلك لانتهاك مضمونها للكرامة الشخصية، وعدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية، وخروجها على الآداب العامة، واستخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان.
علمت «أهل مصر» أن إحدى شركات الألبان تستخدم في إعلانها الدعائي ثلاث بقرات، لتوصيل فكرة أنها تستخدم اللبن الطبيعي في نتجاتها، ليتبين لـ «أهل مصر» أن تلك الشركة تستخدم الألبان المعالجة كيميائيًا، أو «اللبن البودرة».
شركات صيانة «زانوسي»
تعددت شكاوى المواطنين من انتشار الإعلانات المضللة التي يتم عرضها على عدد من القنوات، لشركات صيانة الغسالات الأوتوماتيكية، والتي تنتحل اسم «زانوسي»، وذلك دون تحقق تلك الفضائيات من مصداقية تلك الإعلانات وعلاقتها بالشركة.
ومن جانبه قام جهاز حماية المستهلك بإحالة 37 قناة فضائية ومركز خدمة للنيابة العامة بتهمة الاعلان المضلل.
إعلانات إبادة الحشرات.. «بدون ترخيص»
بالرغم من انتشار إعلانات مراكز إبادة الحشرات من خلال عدد من القنوات الفضائية، اكتشف جهاز حماية المستهلك عدم حصول بعض المراكز على تراخيص من وزارة الصحة، والبعض الاخر يستخدم عناوين وهمية.
وقد جهاز حماية المستهلك المستهلكين من التعامل مع بعض شركات ابادة الحشرات لخطورتها على الصحة العامة.
«الدور الرقابي.. وحماية المستهلك»
في إطار المحاولات التي تقوم بها الأجهزة الرقابية للحد من الإعلانات المضللة، عرض اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، على محمد الامين رئيس غرفة صناعة الاعلام تطبيق التجربة الاسبانية في تحقيق الرقابة المسبقة على الاعلانات.
وبحسب ما قاله «يعقوب» في تصريحات صحفية «اسبانيا لها تجربة فريدة في هذا الصدد، حيث ان لديها هيئة رقابية متخصصة في مراجعة الاعلانات التي يتم عرضها على كافة القنوات الحكومية والخاصة والاذاعة والسوشيال ميديا قبل بثها على الجمهور»، مؤكدا: «إن الرقابة المسبقة تجعلنا لا ننتظر عرض الإعلان على المشاهدين لنبدأ دراسة مدى توافقها وملائمتها مع القوانين المنظمة والحاكمة».
وبشأن الدور الرقابي على الإعلانات قال يعقوب: «ما حدث مع اعلانات جهينة ودايس وبيريل وقطونيل مؤخرا خير دليل على أن الرقابة المسبقة هي الحل لأنها توفر الوقت والجهد وتحمى المشاهدين دون المساس بحرية الإبداع والابتكار، وكان سيتم تعديل الاعلانات دون تحميل الشركات تكاليف أخرى».