لم يرتكن إلى الخمول والكسل، واضعًا يده على خده، منتظرًا لوظيفة لن تأتي، فى ظل الأحوال الاقتصادية التي تخنق الدولة المصرية ككل، وإقليم الصعيد بشكل خاص، رافضًا الاستسلام للظروف المحبطة التي يمنى بها أقرانه، مقررًا مواجهة الحياة بكل قسوتها، ولم يستسهل الأمر كمعظم أبناء محافظة سوهاج النازحين إلى العاصمة، ليكون حسني جمال ابن قرية الرياينة التابعة لمركز طهطا، صحبة شريكه في الكفاح محمد على، مشروعًا صغيرًا لبيع المنظفات.
يبدأ "حسنى جمال"، كلامه لـ"أهل مصر"، قائلًا: "بحاجات بسيطة نفتح بيت ونأكلها بالحلال، أعمل في بيع المنظفات، وأدور بها في القرى المجاورة من الصباح الباكر وحتى نهاية اليوم برفقة صديقي الذى يشاركني العمل".
يؤكد "حسنى"، الحاصل على مؤهل متوسط، أنه لم يجد فرصة عمل في القطاع الحكومي، لذلك بحث كثيرًا، وفكر حتى هداه عقله إلى بيع المنظفات على "تروسيكل"، حيث أنه مشروع صغير يمكن بدأه بمبالغ ليست كبيرة، مضيفًا أنه يقوم بشراء المادة الخام من عدة مصانع من محافظة القاهرة، منها السائل ومنها البودرة، ويقوم بخلطها وتجهيزها في منزلة برفقة أسرته وصديقه في العمل.
وعن الأنواع التى يعمل بها، يؤكد أنها عدة أنواع منها الديتول السائل، والصابون السائل، والبريل لغسيل الأواني، معطر الجو، ومعطر الملابس، ومعطر السيراميك، ومنظفات الملابس، وغيره من الأنواع.
مضيفًا، أنه يقوم ببيع معطر السيراميك بـ 7 جنيهات للكيلو الواحد، أما باقي المنظفات والبضاعة الأخرى، يوجد ما يحتاج من الزبائن بـ 2 أو 3 أو 5 جنيهات، حسب ما يحتاج من كل نوع، حيث يتم سكبها في كيس وربطها واعطائها له.
ويستطرد في حديثه قائلًا: "الناتج أفضل من النوم في البيت وأحسن من بلاش، وأخر اليوم بترزق بقرشين نجيب طلبات البيت بدل ما اقول لحد هات".
ويلتقط الحديث محمد على، صديقه وزميل المهنة قائلا: "كل صباح نتوكل على الله لإحدى القرى المجاورة في المراغة أو طهطا أو جهينة، ونقوم بالمناداة بالميكرفون، ويأتي الزبون يأخذ ما يحتاج، وفى أخر اليوم نعود إلى منازلنا مجبورين الخاطر، وربنا بيرزقنا بخير وفير الحمد لله".
مضيفًا أن "تلك المهنة، أفضل له من الذهاب للعمل في الفاعل في وجه بحرى، أو في الحقول أجير لدى الناس"، مطالبًا كل شاب أن يجتهد ويسعى ولا يخجل من أي مهنة كانت ما دامت بالحلال.