افتتح عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين احتفالية "زايد في قلوب المصريين" المقامة حاليا بأحد فنادق القاهرة بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية سامح شكري، ولفيف من الوزراء والسفراء بمناسبة مرور مائة عام على ذكرى ميلاد مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي كلمته، تقدم عبد المحسن سلامة بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي وللشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد ابو ظبي على كريم رعايتهما لهذه الاحتفالية بما يعبر عن عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين، وتقديرا وعرفانا للشيخ زايد الذي بادله المصريين حبا بحب.
قال سلامة، إن عام ٢٠١٨ يشهد مئوية مولد ثلاثة من أعظم زعماء العرب الزعيم جمال عبد الناصر في يناير عام ١٩١٨، والشيخ زايد بن سلطان ال نهيان في مايو من ذلك العام، والرئيس انور السادات في ديسمبر من العام نفسه، لتجمع خيوط كثيرة بينهم ليس فقط كونهم ولدوا في نفس العام، لكنهم اشتركوا في صفات النبوغ وبعد النظر وسعة الأفق وامتداد تأثيرهم إلى العالم اجمع.
واستطرد قائلًا: "إن الرئيس جمال عبد الناصر دعم اتحاد إمارتي ابو ظبي ودبي في الستينيات، كما كان الرئيس السادات اكبر داعم لاتحاد الإمارات عام ١٩٧١، ليمتد الترابط بين الشعبين في إطار من الثقة والتضامن. واشار سلامة إلى أن الشيخ زايد كان عروبيا حتى النخاع، وأسس اول اتحاد فيدرالي عربي حقيقي، وكان متأكدا أن قوة العرب تكمن في قوة مصر، وهو صاحب المقولة الشهيرة "النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي"، ورفض خفض تصدير النفط العربي بقيمة ٥٪ فقط خلال حرب اكتوبر عام ١٩٧٣، ليعلن قطع تصدير البترول كاملا عن اي دولة تساند اسرائيل لتنضم له في هذا القرار المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية المصدرة للنفط".
وأكد رئيس مجلس إدارة الأهرام أن هذه المؤسسة العريقة أقامت هذه الاحتفالية تعبيرًا عن وفاء الشعب المصري لهذا القائد الحكيم في كل مواقفه، فهي التي أسست لعلاقة نموذجية بين الدولتين، كما جاءت هذه الاحتفالية في ظل العلاقة الوطيدة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان.
واختتم بقوله: "من مصر تحية خالصة لدولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، بقيادة الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، ومحمد بن زايد بن سلطان آل نهيان ولي عهد ابو ظبي، وللمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ومملكة البحرين بقيادة حمد بن عيسى بن سلمان ال خليفة وسلطنة عمان".
وقال مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه لا يظن أن حاكما عربيا تميز بالفراسة والحكمة وبعد النظر والمعرفة الدقيقة بأقدار الامم والشعوب مثل الشيخ زايد ال نهيان مؤسس دولة الإمارات الحديثة الذي أنجز عملا أسطوريا فذا ، ووحدها في كيان وأنشأ على أنقاض الانقسام وطنا فريدا في علاقته بمواطنيه، يقوم على حقوق المواطنة دون تمييز في العرق او الدين، وطنا منفتحا يقبل الآخر ويعترف بحقوقه، ويؤمن بأن الله خلق شعوب الارض من طينة واحدة وجعل اختلافها قوة.
وأضاف، أن الشيخ زايد هو اكثر من أغدق على شعبه، وبنى فوق الفيافي والقفار حدائق غناء ليتمتع فيها الجميع دون تمييز بالأمن والسلام والاستقرار، مشددا على أن الخليج شهد وقتها هذا التسابق على اعمار الارض، ولم ينفق زايد اي من أموال بلاده على الحروب والشرور والمنازعات، لكن حب الخير دفعه إلى ان يمد يد العون لكل دولة عربية شقيقة فأقام المدارس والمعاهد والمستشفيات، وبنى مدنا واحياء تحمل اسمه ليصبح أيقونة العرب الجميع يحبونه دون أن يختلف عليه عربي واحد، وكان عروبيا قوميا ينتصر لكل قضايا العرب واولها القضية الفلسطينية، وكل مشروعات التنمية العربية، وحكايته مع مصر حكاية عطرة تعكس الحب والتقدير وتمتلئ بالشهامة والوفاء، لذلك سكن قلوب كل المصريين.
واستطرد مكرم محمد أحمد بالقول، إن زايد ساند مصر بكل قوة في حرب ٧٣، واعانها على إزالة اثار الهزيمة عام ١٩٦٧، وشارك مع الملك فيصل في استخدام سلاح البترول لصالح مصر، وكان لديه إيمان عميق بمصر والمصريين، وعندما دعا صدام حسين لمقاطعة مصر، كان يرى ان خسارة العرب أكبر وأن الحكمة تقتضى إغلاق هذا الباب.