مش عارفين تجيلنا من فين ولا فين، حال لسان الفقراء في محافظة سوهاج، حيث باتت متطلبات الحياة أقوى منهم، ومن امكاناتهم التى يعيشون فيها، جعل ذلك الكثير من الأسر الفقيرة يلجئون إلى الاقتراض من الجمعيات الأهلية أو جمعيات رجال الأعمال أو ما شابه أو الاقتراض بفوائد من الغير مقابل إيصالات الأمانة، لقضاء حوائجهم.
تقول صباح أحمد 51 عام، ربة منزل، تقطن بمركز طهطا، وهجرها الزوج منذ سنوات وتعيش برفقة أثنان من الأبناء، إنها اقترضت من جمعية تدعى تساهيل مبلغ مالي وقدرة 10 آلاف جنيه، لتسديد ديون كان اشترت بها قطعة أرض تسكن بها برفقة أبنائها بعد أن هجرها الزوج وأخرجها من المنزل.
وأضافت أنها اقترضت من جمعية أخرى لتكملة المبلغ المتبقى عليها، وتقوم بدفع 1200 جنيه شهريا، وهي تعمل في بيع الاسماك، وقد تأتي أيام بدون عمل، مما يجعلها غير قادرة على دفع الأقساط لتلك الجمعيات في المواعيد المحددة.
واستطردت في الحديث مؤكدة أنها تعثرت في سداد بعض القروض، مما جعل تلك الجمعيات تقوم برفع شكوى ضدها، وجعل ذلك رجال الشرطة يأتون إلى منزلها مرات عديدة للقبض عليها، مما اضطرها لان تبات بعيدا عن المنزل في كثير من الأحيان، أو الذهاب معهم وترك ابنائها في أحيان أخرى.
أما صفية محمود 56عام ربة منزل، وتقطن بإحدى قرى مركز جرجا، جنوب سوهاج، اقترضت لعلاج زوجها المسن، وتراكمت عليها المبالغ لأكثر من شهر فدعا ذلك الجمعية لرفع دعوى قضائية ضدها تطالبها بالسداد، مما جعلها تبحث هنا وهناك على من يسدد عنها من رجال الخير، قائلة لم اقترض من اجل المأكل أو المشرب، ولكن اقترضت من أجل علاج زوج المسن الذي يعاني من الربو والرعاش، مضيفة أنه تخشى أن تسجن لعدم مقدرتها على السداد وترك زوجها المسن المريض برفقة ابنتان صغيرتان، مما يجعلهم في حالة تشرد لعدم مقدرتهم على رعاية أنفسهم ووالدهم المسن.
أما عبداللطيف محمود، عامل 48 سنة، ويقطن بمركز العسيرات، يؤكد انه اقترض من جمعية رجال الأعمال 10 آلاف جنيه للمساهمة في زواج ابنه وتعثر في السداد وتم رفع قضية علية ويحاول الآن جمع المبلغ قبل أن تتمكن الشرطة من القبض عليه وحبسه مما يعرض أسرته للتشرد.
مضيفا أنه أجبر ذلك الوضع زوجته على الخروج للعمل لدى الناس في الحقول أو حظائر المواشي، مما يؤثر على تربية ابنائهم لتركهم لهم لفترات طويلة ، وقد يؤدى ذلك الى حدوث أي كوارث في المنزل مثل اشعال البوتاجاز او شرب مواد ضارة من قبل الاطفال مما يؤثر على حياتهم .
واكدت عطيات ، ربة منزل، انها اقترضت ايضا لعلاج زوجها، وكادت ان تسجن لولا اهل الخير قاموا بدفع المبالغ عنها، وانه قد تضطر للاقتراض مرة اخرى لعلاج زوجها الذى اصيب بالعمى بعد اجراء عملية جراحية بالمخ.
واضاف مصطفى احمد، احد العاملين بجمعيات القروض، قائلا نقوم بإقراض المواطنين وفق شروط ومواعيد محددة بالإضافة الى توقيعهم على بعض ايصالات الأمانة، وفى حالة التخلف عن السداد يتم رفع دعاوى قضائية ضدهم من قِبل الجمعية وليس نحن المحصلون، ولكن نحن نقوم بإبلاغ الادارة بان العميل "س" مثلا لم يقم بالسداد، وبعد استنفاذ محاولات معه واثبات عدم جديته في السداد يتم التعامل معه قضائيا.