افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي فاعليات المؤتمر العربي الدولي الخامس عشر للثروة المعدنية، والمعرض المصاحب له، والذى تعقد فعالياته بالقاهرة على مدار ثلاثة أيام متواصلة، برئاسة المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية تحت شعار "الاستثمار التعديني والتنمية الاقتصادية في الوطن العربي"، بمشاركة عددًا من وزراء الثروة المعدنية العرب وكبار المسئولين بالمنظمات والمؤسسات العربية، وناقش المؤتمر تعزيز دور الصناعات التعدينية في زيادة القيمة المضافة من الثروات التعدينية، لتوفير فرص عمل جديدة، وتطوير استغلال وتسويق الثروات المعدنية العربية، عبر التنسيق والتكامل العربي في تنفيذ المشروعات التعدينية وتحقيق التنمية المستدامة والمسئولية المجتمعية وتأهيل الكوادر البشرية العربية العاملة فى قطاع التعدين، وهو ما نستعرضه خلال التالي:
البيئة الإستثمارية
من جانبه قال المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودى، إن المؤتمر العربى الـ 15 للثروة المعدنية يهدف لتطوير قطاع التعدين والاستثمار فى الوطن العربى، مضيفا أن التنوع التعدينى يمثل بعدا استراتيجيا مهما لأن قطاع التعدين شريان يغذى الصناعات الأساسية والتحويلية، والتى تدخل منتجاتها فى جميع المستلزمات والمنتجات الحياتية.
وأكد وزير الطاقة السعودى، خلال مؤتمر العربى الدولى الـ 15 للثورة المعدنية بحضور الرئيس السيسى، على أن العرب مطالبون بمضاعفة الجهود لتنمية قطاع التعدين وإيجاد البيئة الاستثمارية لنموه وتوسعه وتعزيز التكامل العربى الاقتصادى فى هذا القطاع، لما يحقق توفير النماء والرخاء للمواطن والوطن العربى.
وأضاف الفالح على أن الحكومتين المصرية والسعودية قطعت شوطا طويلا فى دعم العمل العربى المشترك الهادف، عبر تنسيق الجهود وتبادل الخبرات فى مجال الاستثمار التعدينى، مؤكدا أن الروابط التى تجمع الدول العربية كثيرة ومتينة، والمصير المشترك والعمق التاريخى والحضارى المترابط هى من أبرز وأقوى الروابط التى تجمع الدول العربية، كما أنه يوجد روابط جيولوجية بين البلدين، حيث تشكل منطقة الدرع النوبى فى مصر، والعربى فى السعودية امتدادين لمنطقة جيولوجية واحدة وهو ما يتيح فرص ثمينة بين البلدين فى هذا القطاع الاستراتيجى.
خارطة طريق
من ناحية أخري قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إنه الحكومة وضعت خارطة طريق للتغلب على التحديات التي تواجه قطاع التعدين في مصر، عبر وضع خارطة طريق ورؤية واضحة لتتنمية القطاع التعديني في مصر خلال المرحلة الحالية، والمقبلة، مشيرا إلي أن الهدف هو المساهمة فى تعزيز اقتصاد مصر.
وأوضح الملا، أن القطاع التعديني يعد أحد مصادر العائدات للخزانة العامة الدولة فى ظل توافر الثروات التعدينية التى تزخر بها العديد من المناطق فى مصر، موضحًا أن رعاية مؤسسة الرئاسة لهذا الحدث الإقليمى الهام لصناعة التعدين يعكس مدي الدعم والاهتمام الذي يحظي به القطاع، لأهمية في تنفيذ البرنامج الإصلاحي التي تتبعه الحكومة، مشيرا إلي أن الهدف من المؤتمر التعرف على واقع وآفاق قطاع التعدين العربي والاطلاع على الصناعات التعدينية وآثاراها على اقتصاديات العربية والترويج للفرص الاستثمارية التعدينية بما يحقق التنمية المستدامة.
وكشف المهندس طارق الملا، وزير البترول، عن أهم التحديات التي تواجه مصر والدول العربية هى ظاهرة التنجيم العشوائي، مضيفًا أن مصر تدرك أن تطوير قطاع التعدين أصبح ضرورة ، وأن الله حبا مصر بعديد من الثروات المعدنية، ولكن استخراجها كان يواجه عدة تحديات، ووزارة البترول تعمل على التغلب عليها، ولفت إلى أن استضافة مصر للمؤتمر يعكس مدى اهتمام الدولة بقطاع التعدين لكي يسهم في تعزيز الاقتصاد القومي، بالإضافة إلى أنه يؤكد الأمن الذي تعيش فيه مصر، مضيفا أن قطاع التعدين يواجه العديد من التحديات خلال المرحلة الحالية، والتي من بينها تطوير القطاع، واتباع التكنولوجيا في الإنتاج.
سد الاحتياجات
من جانبه قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الطلب على الاحتياجات البترولية في تزايد مستمر، نظرا لتطور الظروف الاقتصادية العالمية، موضحا أن الدول العربية تعتمد على مصادر النفط والغاز لتلبية احتياجاتها المتزايدة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأحداث العالمية.
وأوضح أبو الغيط، إن تطوير قطاع التعدين والاستثمار التعدينى فى الوطن العربى، فرصة جيدة لتعزيز التعاون العربى بمجال الثروة المعدنية، ولتفيعل السوق العربية المشتركة.
فرص عمل
من ناحية أخري قال المهندس عادل الصقر مدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية، إن قطاع الصناعات التعدينية والاستخراجية والتحويلية يعتبر من القطاعات الواعدة التي يمكنها الرفع من الناتج المحلي الإجمالي وتحسين الوضع الاقتصادي في الدول العربية، وإيجاد فرص عمل جديدة للحد من البطالة، حيث يتوفر في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج إمكانات معدنية هائلة في عدة مناطق ذات بيئات جيولولوجية ملائمة؛ لوجود العديد من الرواسب لخامات معدنية متنوعة.
وأوضح الصقر، أن الصناعات التعدينية المتنوعة تمثل أهمية اقتصادية واجتماعية، طالبا من القطاع الخاص العربي والأجنبي أن يلعب دورا جوهريا للاستثمار فيها، حيث دعا المستثمرين في المؤتمر للاستفادة من الفرص الاستثمارية التعدينية المتاحة والهائلة في الوطن العربي، موضحا أن بعض الدول العربية شرعت في وضع خطط توجيهية لتنمية الثروات المعدنية من خلال رؤى استراتيجية بعيدة المدى، والتي تبنت برامج تطويرية شملت قوانين الاستثمار والتشريعات المنجمية لتحفيز وجذب المزيد من الاستثمارات وتنمية هذا القطاع.
ويعقد المؤتمر الدولي العربي للثروة المعدنية، للمرة الثانية على أرض مصر بعد استضافته فى القاهرة عام 1999، ويعد نافذة مهمة للترويج للاستثمار فى الأنشطة التعدينية فى مصر والدول العربية، خاصة وأن مصر تعمل حاليًا على تهيئة المناخ الاستثمارى فى قطاع الثروة المعدنية ليصبح أكثر جاذبية للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية.