هي فتاة مصرية، سعت نحو تحقيق حلمها القديم، في أن تصبح بطلة كبيرة في لعبة كمال الأجسام، وتقف على منصات التتويج، وبالرغم من وقوف الجميع ضدها، وعدم اهتمام اتحاد اللعبة المصري، بل ورفضه لفكرة ممارسة البنات للعبة، اتخذت قرارًا جريئًا بالسفر إلى دولة أوكرانيا، للتدريب والمشاركة في البطولات العالمية، ودراسة الهندسة في ذات الوقت.
دينا عبدالمقصود، فتاة مختلفة ومتمردة، كان لـ«أهل مصر» هذا اللقاء معها، فإلى نص الحوار..
- حدثينا عن بطولة أوكرانيا «الماسترز» وكيف جاءت مشاركتك فيها؟
بطولة الماسترز هي بطولة العالم لكمال الأجسام، ويشارك فيها عدد كبير من الدول حول العالم، وهذه أول مشاركة لي والحمد لله أثبت نفسي وحصلت على المركز الأول، بميداليتين ذهبيتين.
لماذا اخترت كمال الأجسام وكيف بدأت ممارستها ؟
بدأت التدريب منذ صغري، فأنا عاشقة للعبة، وبسبب عدم وجود اهتمام هنا، والاتحاد المصري لكمال الأجسام لا يعترف بممارسة البنات للعبة، اتخذت قرار السفر لدولة أوكرانيا، على مسؤوليتي الشخصية، لتحقيق حلم حياتي، وتحمل أهلي أعباء مادية كثيرة في سبيل ذلك، فالغربة ليست سهلة، بجانب أن دراستي للهندسة مكلفة وأنا في السنة الأخيرة فيها وسأتخرج قريبا الحمد لله.
ما هو موقف الاتحاد تجاه الإنجاز الذي حققتيه؟
للأسف الاتحاد في غياب إلى الآن، ولم يحدث أي تواصل بيني وبين المسؤولين عنه، كما أنهم لم يبدو أي رد فعل حول الموضوع، اللهم إلا المتحدث الإعلامي، الذي تحدث مرة واحدة، وكان كلامه معبرا عن وجهة نظر شخصية رافضة لممارسة البنات للعبة، وقال إن المجتمع رافض أيضا، إلا أنه لم يتكلم كمسؤول ولم يعبر عن موقف الاتحاد.
هل تتابعين كرة القدم؟
لا أهتم بمباريات الكرة، وأركز فقط في لعبتي لأنها عشقي الأبدي.
ما رأيك في مقولة إن المجتمع الشرقي وتحديدا المصري رافض للممارسة البنت للعبة؟
أقول لكل المروجين لهذا الكلام، ليس صحيحا أن المجتمع رافض لممارستنا اللعبة، والدليل على ذلك إقامة مسابقة «ميس إيجيبت» ملكة جمال مصر، داخل البلاد كل سنة، والفائزون بجائزتها، يسافرون للمشاركة في المسابقة العالمية، ومعروف أن المشاركات يرتدين المايوه مثلنا، فلماذا نردد كلاما غير صحيح.
ولكن يرى الكثيرون أن كمال الأجسام لعبة استعراضية فقط؟
بالعكس، كمال الأجسام لعبة تنافسية وليست للاستعراض، ونحن نتعب كثيرا أثناء التدريبات مقارنة بأي لعبة أخري، بالإضافة إلى تحملنا مشاقا كبيرة جدا، في سبيل التتويج بالبطولات.
وما رأيك في أداء اتحاد كمال الأجسام بصفة عامة؟
الحقيقة أن الاتحاد مقصر، ولا يدعم أحدا، سواء اللاعبين أو اللاعبات، وليس له أي دور فيما حققناه من إنجازات وبطولات، فلك أن تتخيل أن اللاعبين الرجال حالهم مشابه لحالي، فجميعهم يسافر منذ سنوات طويلة، للمشاركة في البطولات على نفقتهم الخاصة.
ماذا عن وزارة الشباب والرياضة؟
التقصير يمتد أيضا ليشمل الوزارة، فدائما ما يكون التركيز على كرة القدم، وفي المقابل جميع اللعبات الفردية ومن ضمنها كمال الأجسام تعاني، ولا نجد من يدعمنا ويساعدنا.
هل لديك رسالة لمسؤولي الرياضة في مصر؟
أناشد وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي، أن يتدخل ويساعدني علي نشر اللعبة في مصر، فكثير منهم يتحدثون معي وتلقيت عشرات الاتصالات، من بنات ممارسات يتدربون هنا، ويتمنون أن تتاح لهم الفرصة للمشاركة في البطولات وتمثيل مصر وتحقيق حلمهم الشخصي، بالوقوف علي منصات التتويج، ومن جانبي حاولت الأيام الماضية، الاتصال به، إلا أنه لم يرد.
نقلا عن العدد الورقي