"قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر".. مثل شعبي شهير، يلخص الحادث المأساوي التي وقع السبت الماضي، بشارع إدريس في منطقة إمبابة، الذي راح ضحيتها "أب" على يد ابنه، الذي كان يعمل "أمين شرطة"، بعدما تجرد من مشاعره الإنسانية مستغلاً نوم والده، وقام بذبحه بسكين، وخرج صارخًا ومعلنا للجميع في إدعاءٍ للجنون "أنا اللى قتلت أبويا".
"أهل مصر" انتقل إلى موقع الجريمة لكشف ملابسات حدوثها:
في "حي شعبي" بمنطقة إمبابة، حيث العمارات المتلاصقة المتهالكة وقع عقار رقم (26) المكون من 4 طوابق بالدور الأرضي، كان يقيم به "عاطف" أمين الشرطة، الذي فصل من عمله بسبب سوء سلوكه، وإدمانه المواد المخدرة، وفقا لرواية الشهود لـ "أهل مصر".. "عاطف" الذي ذاع صيته في المنطقة بارتكابه أعمال العنف، والتعدي على الضعيف في المنطقة، جاءت نهاية تلك الأعمال المشينة بقتل والده ذبحًا.
"المتهم سمعته سيئة، ومدمن مخدرات وكان بيتعالج في مستشفى من الإدمان" وادعى مرضه بالجنون لهروبه من جرمه، الحاج "محمد" والده كان رجل طيب وبيساعد كل الناس.. مستحقش النهاية دي".. كلمات اجتمع عليها أهالي شارع إدريس بمنطقة إمبابة، وفي البداية قال "جورج" 60 سنة، صاحب محل أدوات كهربائية، وأحد شهود العيان، إن المتهم لا يعاني من أي أمراض نفسية، ولكنه كان يتعاطي المخدرات ومنها "الإستروكس"، وهو السبب الذي فصله من وظيفته، والتي جعلته يرتكب جرمه بقتل والده دون وعي أو إدراك، مضيفًا، "أن المتهم كان كثير افتعال المشكلات مع أهل منطقته، وهو ما جعله غير محبوب بين الأهالي حتى الأطفال كانوا ينفرون منه".
والتقط طرف الحديث "حمادة رزق"، أحد أهالي المنطقة، قائلًا: "عاطف كان معتاد التعدي على والده بالضرب، وأبوه كان شقيان عليه، وكان نفسه يشوفه شاب محترم، وفي غياب والده كان يدخل البيت خفية لسرقة أساس المنزل لشراء المخدرات.
فيما قال "أحمد" صاحب دار أيتام "أهل مصر الطيبين"، المقابل لعقار المجني عليه، إن المتهم عاطف كان دائم التحرش بفتيات الدار، وتوجهت للشكوى أكثر من مرة إلى أهالي المنطقة، فقاموا بضربه نظرًا لسوء سلوكه.
"أبوه علشان يخلص منه سفره أسبانيا" قالها "مصطفى" صاحب الـ 60 عامًا، مشيرًا إلى أنه قام بالتعدي على المتهم عاطف قبل ذلك بسبب قيامه بالتعدي على والديه في الشارع، قائلا: "أبوه علشان يخلص منه سفره أسبانيا.. رجع بقضية تحرش".
يضيف الشاهد، أن والده كان ميسور الحال، ورغم ذالك كان دائم التعدي على أصحاب المحال لسرقة أموالهم رغم عنهم.
وهو ما أيده "مجدي" 65 سنة، أحد جيرانه في العقار، قائلاً: "إنه قام بحرق شقته قبل ذلك نظرًا لفقدانه الوعي بسبب المخدرات، وروى "مجدي" تفاصيل الليلة الدامية التي حدثت فيها الجريمة، "الحاج محمد أبو عاطف خرج لصلاة الفجر، وعاد إلى المنزل وقام بتجهيز الإفطار، ثم تركه وذهب إلى النوم، فاستغل عاطف نوم والده وقام بالذهاب إلى المطبخ وأحضر السكينة، وقام بطعنه بعدد طعنات أدت إلى وفاته في الحال، وكانت الساعة تشير إلى السابعة صباحًا".
وأشار الشاهد، إلى أن المتهم عاطف ظل ماكثا بجوار أبيه، حتى الساعة التاسعة مساءً، عندما ذهبت والدته للإطمئنان عليهم، فكشفت الواقعة، في حالة من الصراخ والعويل، فخرج المتهم بعدها معلنا"أنا إللي اقتلت أبويا" في حالة يدعى بيها الجنون.
وذكرت تحريات وتحقيقات أجهزة الأمن، بإشراف اللواء مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة، واللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، أن أمين الشرطة المتهم "عاطف.م.م"، 34 عاماً، مفصول من الخدمة منذ 13 عامًا، بسبب إصابته بمرض نفسي.
وأضافت التحريات، أن المتهم الذي كان يعمل بمديرية أمن السويس، استغل وجود والده بمفرده داخل الشقة واستغراقه فى النوم، واستل سكيناً من المطبخ وذبحه، وترك الشقة وفر هارباً حتى اكتشفت والدته الجريمة.
وأوضحت تحريات المباحث، التي قادها المقدم محمد ربيع، رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، أنه فور وصول القوات إلى مكان الواقعة، توصلت إلى أن المتهم هو المشتبه به، وألقت القبض عليه حيث تم اقتياده إلى قسم الشرطة، وبمناقشته اعترف بارتكاب الواقعة، وذلك بقوله: "قتلته لأنه كان بيعاملني بشكل سيئ وكل شوية يودينى مستشفى العباسية علشان أتعالج.. كان بيعاملنى كأني مجنون.. قلت أقتله وأرتاح".
وعقب تسجيل اعترافات المتهم، أمر اللواء إيهاب مختار، حكمدار مديرية الأمن، بتحرير محضر بالواقعة، وإخطار المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة.