محمد بن سلمان في سادس زيارة لمصر.. قرارات جديدة بشأن قطر والصندوق الاستثماري المشترك قريباً.. وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية

كتب : سها صلاح

محمد بن سلمان يزور مصر، كلمة تصدرت المواقع العالمية والصحف الأجنبية بشكل كبير حيث حل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضيفاً على مصر مساء أمس الأثنين بالزيارة السادسة لمصر منذ عام 2013،في ثالث محطاته خلال جولته الخارجية الأولى عقب أزمة مقتل جمال خاشقجي، والتي بدأها بزيارة الإمارات وتلاها البحرين، وتستغرق الزيارة يومين، وتعزز الزيارة الشراكة الاقتصادية والسياسية، و ستعرض على الطاولة أزمة قطر والجسر السعودي المصري واتفاقيات بين شركة أرامكو وسابك مع شركات بتروكيماويات مصرية، كما سيتم ضخ استثمارات في السعودية بشأن المدينة الإدراية و وقناة السويس والتعدين والسياحة، وفي الأرجنتين ، سيحضر بن سلمان قمة مجموعة العشرين ، وسوف يلتقي على الأرجح بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

زيارة محمد بن سلمان لمصر

كانت زيارة بن سلمان لمصر، منذ أن أصبح ولي العهد في العام الماضي، في مارس من هذا العام، كانت دعوته ناجحة للغاية حيث التقى السيسي والبابا تاوضروس الثاني من الإسكندرية في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة،كما حضر عرضًا في دار الأوبرا المصرية.

وخلال الزيارة التي قام بها في مارس ، أنشأ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود والسيسي صندوقاً مشتركاً بقيمة 10 مليارات دولار لتطوير المشروع الاستثماري السعودي المخطط له، في سيناء جنوب مصر،ارتكبت مصر أكثر من 1000 متر مربع في جنوب سيناء لإدراجها ضمن المشروع.

ومن المفترض أن تركز مصر على تطوير المنتجعات الموجودة في شرم الشيخ والغردقة ، بينما تعتزم المملكة بناء سبع مدن ومشاريع سياحية ، وتوفير التمويل للمشروع المصري نيوم.

-التعاون المصري السعودي في عدة مجالات

-في المجال الاقتصادي

عززت مصر والسعودية علاقاتهما في السنوات الأخيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكشفت صحفية ديلي نيوز حصرياً عن وثيقة من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ، تبين أن عدد الشركات السعودية في مصر يبلغ 4920 شركة ، تقدم 123،269 فرصة عمل ، في حين تبلغ قيمة الاستثمارات السعودية حوالي 6.292 مليار دولار ، تغطي الفترة من أوائل 1970 حتى نهاية يوليو 2018.

وتشهد العلاقات الاقتصادية الثنائية نموًا فرصًا واسعة للشراكة الاستراتيجية وحركة تجارة نشطة تتجاوز 7 مليارات دولار، وأكد الدكتور سامي العبيدي للصحيفة ، رئيس مجلس الغرف السعودية ، أهمية العلاقات الاقتصادية بين الرياض والقاهرة ، مشيرا إلى تطور حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي بلغ 7.3 مليار دولار (27.4 مليار ريال)، وفي عام 2017 ، مقابل 5.8 مليار دولار (21.9 مليار ريال) في عام 2016.

بالإضافة إلى زيارة ولي العهد ، سيقوم وفد تجاري رفيع المستوى يضم عددا من المستثمرين السعوديين بعقد اجتماع مجلس الأعمال السعودي المصري المشترك لمناقشة خطة عمل المجلس لزيادة فرص التعاون المشترك والاستثمار المشترك.

ووفقا لعبيدي ، فإن مجلس الأعمال السعودي المصري المشترك سيناقش سبل تعزيز التعاون الثنائي لدخول الأسواق الأفريقية والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القارة. 

فيما قال رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري عبد الله محفوظ في تصريحات للصحيفة الأمريكية أنه تم تأسيس العديد من الشركات بقيمة أكثر من 8 مليار دولار، ونحن نعتقد أن مصر حققت أعلى معدل نمو في الشرق الأوسط بأكمله، بما في ذلك السعودية والإمارات.

وأشار بن محفوظ إلى أن الاستثمارات السعودية التي تدفقت في الأشهر الماضية نفذها عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين البارزين ، ومنهم عبدالرحمن حسن شربتلي وعبد الله العثيم وخالد الغامدي في مختلف المجالات في مختلف المناطق، خاصة قناة السويس وشرم الشيخ.

وتوقع أن تشهد مصر استثمارات كبيرة في قطاعي الصحة والتعليم خلال الفترة المقبلة لحاجتها الكبيرة للتنمية، وقال إن هذه القطاعات تتطلب استثمارات أجنبية وليس عربية، لأن الدول الأجنبية لديها التكنولوجيا والمعرفة ، كما كانت الحال في الأردن.

وأضاف أن الاستثمار في القطاع الصحي يتطلب خريطة استثمارية واضحة للقطاع تضمن للمستثمرين أن القوانين واللوائح لن تتغير، مثل قانون الاستثمار الجديد، الذي يسري لمدة 50 عامًا.

وأشار إلى أن المناقشات الجادة التي جرت بين الحكومتين السعودية والمصرية حول شراكة التعدين، والتي أعطت المملكة أهمية خاصة وخصصت استثمارات ضخمة، خاصة الألمنيوم والفوسفات والذهب بمبلغ 55 مليار دولار.

وأعرب بن محفوظ عن رغبته في تعزيز التعاون في قطاع البتروكيماويات، مؤكداً أن مصر هي بوابة المملكة المصدرة إلى أوروبا بموجب اتفاقياتها الخارجية، وإذا نجحت أرامكو وسابك في اتخاذ موقف هام وقوي في مصر، يمكن للقطاع الخاص السعودي أن يستثمر في مشاريع متوسطة الحجم تتراوح قيمتها بين 50 و100 مليون دولار، موضحاً أن الشركات السعودية والمصرية ، إذا تم الاتفاق عليها ، ستنفذ مشاريع كبيرة في قطاع المستحضرات الصيدلانية تهدف إلى التصدير إلى أوروبا وأفريقيا.

-في المجال العسكري:

وعلى المستوى العسكري، عزز البلدان تعاونهما العسكري من أجل مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجههما بما في ذلك مكافحة الإرهاب، كما نفذت القوات المسلحة المصرية والسعودية عدة تدريبات عسكرية في السنوات الماضية بما في ذلك تبوك 4 في أكتوبر 2018 في جنوب مصر، ودرع الخليج 1 مارس 2018 في المملكة العربية السعودية، والتدريبات العسكرية الجوية لفيصل في عام 2017 ، وممارسة مورجان البحرية المشتركة في عام 2013.

في مجال الصحة

وأشار بن محفوظ إلى أن مصر تنتج أدوية عالية الجودة ولكن صادراتها لا تزال منخفضة للغاية، وأن هناك مناقشات جارية لتسجيل الأدوية المصرية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأسعار مختلفة.

بلغت صادرات مصر من الأدوية حوالي 300 مليون دولار سنوياً إلى دول مختلفة تشتري الإنتاج بالأسعار المحلية.

-جسر يربط بين السعودية ومصر

شملت الاتفاقات التي تم توقيعها خلال زيارة الملك سلمان بناء جسر يربط بين مصر والمملكة بطول 30 كم وعرض 36 متر، بالإضافة إلى خط سكة حديد مزدوج في وسط الجسر بعرض 11.30 متر، السماح بمرور القطارات بسرعة 250 كم / ساعة.

ووفقاً للاتفاق ، يمتد الجسر من شمال مدينة رأس نصراني المصرية ، بالقرب من شرم الشيخ، إلى الشاطئ الشرقي لرأس الشيخ حميد، شمال ميناء الضبعة، مروراً بجزيرة تيران وصنافير.

وتوقع بن محفوظ تفعيل الصندوق الاستثماري المصري السعودي الذي يتم تضمينه في الاتفاقيات قريباً دون تحديد موعد.

وقال: "هذا الصندوق له أهمية خاصة للبلدين ، لأنه سيدفع الاستثمار المشترك إلى مستويات قياسية ، خاصة وأنه سيكون واحدا من أكبر الصناديق الاستثمارية العربية".

وأضاف مصر هي أرض البضائع. إنه يتمتع ببيئة جذابة للاستثمار من الله ، والتربة الخصبة لجميع الدول ، وجذب الاستثمارات السعودية والأجنبية ، والاستمتاع بنمو كبير".

وتابع: "نحن نؤمن بالاستثمار في مصر أكثر من المصريين الذين لا يؤمنون به. نحقق المزيد من النجاح، يمكن للناس متابعة نتائج أعمال الشركات الخليجية، كل جنيه في مصر مثمر".

وأشار إلى بعض الإجراءات التي اتخذتها المملكة بموجب خطة عام 2030 ، بما في ذلك الاتجاه نحو السعودة لبعض المهن وأثرها على العمالة المصرية، وقال إن عدد المصريين في المملكة يبلغ نحو 1.9 مليون، وإذا عاد بعضهم ، فإنهم سيعودون بمنافع إلى مصر بفضل الخبرة التي اكتسبوها في المملكة العربية السعودية.

وأضاف: "لا تستفيد البلدان من التحويلات النقدية بالعملة الأجنبية إلى الخارج بقدر ما استفادت من التجربة التي اكتسبتها في التنمية".

وحث على ضرورة تعديل استراتيجيات التعاون العربي العربي ، ويجب أن يكون في صناعات كبيرة وضخمة مثل البتروكيماويات والتعدين، في حين أن قطاعات أخرى مثل السياحة والعقارات لم تحقق أي نجاح على مستوى التوظي

جلسة مغلق بين محمد بن سلمان والرئيس السيسي

تضمنت الجلسة المغلقة بين الرئيس وبن سلمان، تجديد قرار التمسك بشروط مصالحة قطر دون تنازل، وتأكيد مصري سعودي على مواجهة التدخلات الإيرانية، مع وجود اتفاق مشترك على تسيير الاتفاقيات العالقة بين البلدين.

وتضمنت الجلسة المغلقة بين الرئيس وبن سلمان، تجديد قرار التمسك بشروط مصالحة قطر دون تنازل، وتأكيد مصري سعودي على مواجهة التدخلات الإيرانية، مع وجود اتفاق مشترك على تسيير الاتفاقيات العالقة بين البلدين.

وحسب القناة، بعث الرئيس السيسي رسالة إلى الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين، خلال الجلسة، تضمنت تجديد التزام مصر بأمن الخليج.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً