لم يتوقع ترزى الوراق أن يرتدى "بدلة زرقاء" فى يوم من الأيام، وهو الذى يقوم بتفصيل "بدل الزفاف" وفساتين الفرح، كالعادة "كل حاجة وعكهسا"، هذا ما حدث مع "أ.ج"، ترزى الوراق، بعدما كانت "إيده تتلف بالحرير" أصبحت الآن "حبيسة الكلبشات" خلف قضبان قسم شرطة الوراق، بعد أن طعن عشيق زوجته بسكين المطبخ دفاعا عن شرفه من العروس التى لم يقضِ معها سوى 120 يومًا على فراش الزوجية.
بدأت الجريمة الدامية تحت شعار "دفاعًا عن الشرف" فور عودته من عمله قبل موعده المعتاد بساعات قليلة، وقت أن أنهكه التعب وشعر بإعياء شديد فى عمله، وعند دخوله الشقة، فوجئ بزوجته فى أحضان شاب داخل غرفة النوم صارخًا: "مين ده"، الأمر الذى استشاط غضبًا، وأسرع تجاه المطبخ، وأتى بسكين، ووجه به طعنة إلى العشيق الذى لم يتمكن من الهرب وفرت الزوجة من أمامه، فترك العشيق غارقًا فى دمائه ولاذ بالهرب.
جريمة مأساوية لم تشهدها منطقة الوراق من قبل بعدما ذاع صيتها فى المنطقة التى لم تبعد عن الطريق الدائرى سوى أمتار قليلة، حينما شعر بها سكان "شارع 10" عن طريق سيارة الإسعاف، فور وصولها لنقل المجنى عليها بحبسب ماجاء على لسانهم، وبعد علم "أهل مصر" بالواقعة استغرقت 80 دقيقة للبحث عن منزل المتهم بقتل عشيق زوجته: "هى الجريمة اللى حصلت هنا فين بعد إذنك"، ليرد أحد الأشخاص المارين بالشارع: "أمام محل أقمشة وأنت ماشى على إيديك اليمين".
بخطوات سريعة ونظرات متباعدة على مد البصر يقف "ياسر. ح" البالغ من العمر 34 عامًا، ميكانيكى، داخل "ورشته" بأول الشارع المواجه للعمارة المشؤومة، وعيناه تشردان كل حين وآخر ناحية العقار ليتذكر جاره الذى راح ضحية زوجته الخائنة: "أنا بقالى 6 سنوات جار المتهم عمرنا ماشوفنا منه حاجة، وحد جدع جدا وطيب وعلى خلق حسن، وأسال أى حد عليه فى الشارع، وهو وحيد وليس لديه أخوة اشقاء، ويوم الواقعة كان نازل من شقته وشه متغير وماعرفناش إن فى جريمة قتل إلا عن طريق سيارة الإسعاف وبعدها جاءت المباحث فعرفنا أن فى جريمة قتل ومتهم فيها أبانوب".
ويضيف، "بقالهم 3 شهور متجوزين، وكانوا فرحانين أشد الفرح، أنا اتصدمت لما عرفت القصة كلها، وافتكرت أن شوفت المجنى عليه كان بيتردد على الشقة، بس ماكناش نعرف أنه جاى لمين وطالع عند مين"، ليتوقف قليلاً فور حديثه عن الجريمة ليطالب القضاء بأقصى عقوبة على الزوجة وأيضا إخلاء سبيل المتهم: "دافع عن شرفه، وعن كرامته والناس والجيران هناك فى المحكمة واقفين معاه عشان معروف ومحبوب وسطهم".
وفسر "رومانى. م"، صاحب الـ34 عامًا، الكواليس التى تدور بشأن حياة الزوجة وعشيقها اللذين كان يقطنا فى قرية واحدة تابعة لمحافظة سوهاج، وكان قد سبق له أنه تقدم لخطبتها أكثر من مرة بحكم صداقتهما وعاشا قصة حب دامت لسنوات إلا أن اهلها رفضو مرارا وتكرارا، وتابع فى حديثه: "كل يوم لما كان بيرجع من شغله كان بيسلم علينا وبيقف يهزر معانا شوية ويطلع لشقته".
"محمد. ح"، 45 سنة، صاحب محل أقمشة، المطل على شقة المتهم، والتى ارتكب بداخلها الجريمة الشنعاء عندما لفتت أنظاره وقوف محرر "أهل مصر" مع أحد جيران الحادث سرعان ما أضاف: "يوم الواقعة الصبح المتهم سلم عليه ولمحت عليه علامات محزنة أول مرة أشوفه كده كعادته بينزل يسلم علينا ويهزر معانا ويروح شغله، قبل مايتزوج كان ساكن بمفرده بعد وفاة والده، ولم يفتعل أى خلافات مع أحد فى المنطقة".
تفاصيل الواقعة سردت مشاهدها عندمت تلقى اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة، إخطارًا بمقتل شاب داخل شقة بمنطقة الوراق، وانتقلت على الفور قوات الأمن، وتبين العثور على جثة شاب فى الثلاثينات من العمر، غارقًا فى دمائه داخل غرفة النوم، مصابًا بطعنة فى الصدر جهة القلب، وشكل اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة.
وكشفت التحريات، التى أجريت بقيادة العميد عمرو طلعت، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، والعقيد محمد عرفان مفتش المباحث، أن المجنى عليه يعمل نجارا مسلحا، وأن الشقة مسرح الجريمة يقطن بها "ترزى" وزوجته، عروسان تزوجا منذ 4 أشهر فقط، كما تبين أن الزوجة كانت على معرفة بشاب قبل زواجها، إلا أن الأمر لم يتطور إلى علاقة بينهما، حتى تزوجت وكانت تستغل خروج زوجها للعمل بمصنع ملابس، وتدعو عشيقها للذهاب إلى شقتها يمارسان الرذيلة.
وشرحت التحريات، أن يوم الجريمة شعر الزوج بإعياء فى عمله، فعاد مبكرًا عن موعده المعتاد، وعند دخوله الشقة، فوجئ بزوجته فى أحضان شاب داخل غرفة النوم، ما أثار غضبه، وأسرع تجاه المطبخ، مستلًا سكينًا، وجه بها طعنة إلى العشيق، الذى لم يتمكن من الهرب، وفرت الزوجة من أمامه، فترك العشيق غارقًا فى دمائه ولاذ بالهرب.