أفادت دراسة أمريكية حديثة، أن حقن تستخدم على نطاق واسع لعلاج أعراض الشيخوخة والتجاعيد، يمكن أن تحد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني عقب إجراء جراحات القلب.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب جامعة روتشستر الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Heart Rhythm) العلمية.
والرجفان الأذيني، هو شكل من أشكال عدم انتظام ضربات القلب، وعادة ما يكون مصحوبًا بتسارع النبض وألم في الصدر وضيق في التنفس، ما يؤدي لانخفاض القدرة على تزويد الجسم بالدم، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتة الدماغية، وفشل القلب والخرف والوفاة المبكرة.
ويعتبر الرجفان الأذيني أحد المضاعفات الشائعة، التي تؤثر على ربع إلى نصف المرضى الذين يجرون جراحات القلب، ويمكن أن يؤدي إلى قصور القلب والسكتة الدماغية والإقامة في المستشفى لفترة أطول، ما يؤدي إلى زيادة تكلفة الرعاية.
وأجرى الفريق دراسته لاكتشاف دواء "توكسين البوتولينيوم" (Botulinum Toxin) وهو عبارة عن حقن تستخدم لمعالجة أمراض التشنج الجفني وتشنج الوجه، بالإضافة للحد من أعراض الشيخوخة وتجاعيد الوجه، كما تستخدم لعلاج بعض الاضطرابات العصبية بما في ذلك التعرق المفرط واضطرابات عضلات العين.
وفي تجربتين أجريتا على 190 مريضًا خضعوا لجراحة تحويل مجرى الشريان التاجي، وتم حقنهم بـ"توكسين البوتولينيوم" في منطقة الدهون النخابية وهي الدهون التي تغطي أنسجة القلب (عضلة القلب) بالقرب من كل الوريد الرئوي.
وعلى مدى 3 سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أن المرضى الذي حصلوا على حقن "توكسين البوتولينيوم" أثناء الجراحة كانوا أقل عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني، وصاحب ذلك انخفاض الحاجة إلى دخول المستشفى مقارنة بمن لم يحصلوا على هذه الحقن.
وقال الدكتور جوناثان شتاينبرغ، قائد فريق البحث: "أظهرت دراستنا انخفاضًا ملحوظًا في إصابات الرجفان الأذيني بين مرضى القلب الذين تلقوا حقن "توكسين البوتولينيوم" بعد الجراحة، وتم ذلك على المستوى القريب أي بعد مرور 30 يومًا من إجراء العملية، واستمر الأثر لـ3 أعوام".
وأضاف أن حقن "توكسين البوتولينيوم" خفّضت خطر الرجفان الأذيني بنسبة 64%، كما تم تخفيف أعباء متابعة المرض في المستشفى من 5 إلى 9 أضعاف، بالإضافة لتقليل أعداد المرضى الذين احتاجوا لدخول المستشفى وتلقى العلاجات، مقارنة بمن لم يتلقوا هذه الحقن.
ويسبب الرجفان الأذيني حوالي 20-30٪ من جميع السكتات الدماغية ويزيد من خطر الموت المبكر.
وتوقعت دراسات سابقة أن واحدا من كل أربعة بالغين في منتصف العمر في أوروبا والولايات المتحدة سوف يصاب بالرجفان الأذيني، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون هناك 14-17 مليون مريض بالرجفان الأذيني في الاتحاد الأوروبي.