فنار الإسكندرية.. أعجوبة كونية صمدت 1500 سنة حتى أطاح بها زلزال مدمر (فيديو وصور)

منشأة رائعة من العصور الكلاسيكية، تعد من أطول الهياكل التى بنيت قديما، يبلغ ارتفاعها 120 مترا، و صنفت كإحدى عجائب الدنيا السبع ، وظلت صامدة 1500 سنة ، حتى أطاح بها زلزال مدمر عام 1323م .. فنار الإسكندرية أو كما يسميه البعض "منارة الإسكندرية". بدأ تشييده في عصر بطليموس الأول وانتهى بناؤه في عصر بطلميوس الثاني ، وبناه المعماري والمهندس الإغريقي سوستراتوس، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 280 قبل الميلاد قبل الميلاد.

"منارة الإسكندرية" هى أشهر منارة بحرية عبر التاريخ ، وكان وقتها النور" المنبعث من النار الموضوعة فى قاعدة الفنار ينعكس فى المرايا النحاسية على شكل ضوء، ويتجه الى المناطق المحيطة بالفنار؛ لمساعدة البحارة على مر العصور للوصول إلى ميناء الإسكندرية ، فهو هندسة معمارية لا مثيل لها فى العالم القديم.

بُنِيَ الفنار من الحجر الجيرى، والأعمدة من الجرانيت، وحُلِّيَ البناء بالرخام والبرونز، وكانت الحجارة منتطمة مطلية بالرصاص على قناطر من الزجاج، والقناطر على ظهر سرطان بحري، بتكلفة بلغت 8 آلاف تالنت، وتتكون المنارة من أربعة طوابق، وكان يبلغ طولها مائةً وعشرين مترا، والبرج العلوي يحتوي على علبة نحاسية مشتعلة ليلاً ونهاراً، لتكون مرئية للسفن، على مسافة أكثر من 40 كيلو متراً في البحر المتوسط.

يعد الفنار شعلة مرئية للسفن، وتحتوي قمة الفنار على مرآة كبيرة جدا، تكشف وتعكس كل ما يحدث في القسطنطينية، وشرق البحر المتوسط، وآسيا الصغرى، وهى شعلة مرئية للسفن، وتقع بمنطقة المكس غرب المحافظة، وتربط بين الحد الشرقى والغربى لسور فنار المكس القديم. 

ولم تكن المنارة بناء بسيط التركيب أو التصميم، بل يمكن اعتبارها متاهة حقيقية، فكان من يدخلها يضل فيها، إلا أن يكون عارفا بالدخول والخروج؛ لكثرة بيوتها وطبقاتها ومرآتها، وذكر أن المغاربة حين جاءوا في خلافة المقتدر في جيش كبير، ودخل جماعة منهم على خيولهم إلى المنارة، تاهوا فيها في طرق تؤدي إلى سراديب تؤدي إلى البحر، فتهورت الخيول، و فقد عدد كبير من المغاربة.

واستمر الفنار في الإضاءة لسفن البحر الأبيض المتوسط، ومرشداً لها طوال تسعمائة عام، ونجا من حوالي 22 زلزالا، وحاز اهتمام العالم أجمع، ودمر في زلزال سنة 1323 م ، وذكر العديد من الحوادث فى ذلك الوقت، منها محاولات الروم التخلص من المنارة التي تهدد دخولهم مصر واستيلاءهم عليها.

وتعرضت هذه المنارة لزلزال شديد، أدى إلى انهيارها ولم يبقَّ منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليه قلعة قايتباي بمنطقة بحري فــــي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.

سنوات طويلة من الإهمال، أطاحت بتاريخ الفنار العظيم، فتآكلت أجزاؤه، وتعرضت للحطام، لملوحة البحر والرطوبة الزائدة، وذلك لتواجده داخل مياه البحر، واختفت معالم الفنار الرئيسية التى كانت موجودة منذ إنشائه، وربما تكون بقاياه غارقة في البحر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً