يظل دوري المظاليم في الكرة المصرية بمختلف درجاته سواء الثانية أو الثالثة أو الرابعة، يمثل مشكلة كبيرة سواء في الإدارة أو الملاعب أو الحضور الجماهيري، وذلك في ظل تجاهل المسئولين لهؤلاء الذين يمارسون كرة القدم في عالم آخر موازي.
استكمالا للأحداث الغريبة بملاعب كرة القدم المصرية، أُقيمت مباراة بين ناديي السكة الحديد والبلاستيك يوم الثلاثاء الماضي في دوري الدرجة الثالثة، وشهدت المباراة اقتحاما لجمهور نادي البلاستيك لملعب المباراة اعتراضا على على احتساب ركلة جزاء لصالح نادي السكة الحديد في الوقت بدل الضائع، حيث اعتدى الجمهور على لاعبي السكة الحديد والجهاز الفني بقيادة جمال عبد الحميد بالضرب، ما أسفر عن إصابة عدد من لاعبي السكة الحديد.
وفي حادث مشابه لكن بشكل أكبر، عام 2013 وبالتحديد في السابع والعشرين من شهر مايو، كانت تُقام مباراة في دوري القسم الثاني بين ناديي الزرقا والسويس، حيث توقفت المباراة في شوطها الثاني بعدما اقتحم جمهور السويس الاستاد حين سجل نادي الزرقا هدفه الثاني، وكان احتجاج الجهاز الفني لفريق السويس على الهدف الذي جاء في الدقيقة 55، دافعا قويا للجمهور لاقتحام الاستاد الواقع في محافظة دمياط.
استخدمت الجماهير المشحونة الحجارة وأتلفت غرف تبديل الملابس الخاصة باللاعبين، وحطمت بعض السيارات خارج الملعب قبل أن يسيطر الأمن حينها على الموقف، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل ونتج عن أحداث الشغب إصابة عدد 22 شخص ما بين لاعبين وعمال في الاستاد وأفراد من الجهاز الفني.
لكن لا تعد هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة، كما لا تعد أيضا غريبة عن الملاعب المصرية، فإذا كان في دوري الأضواء والشهرة والذي يتابعه الملايين في مصر والوطن العربي يحدث ما هو أسوأ من ذلك بداية بمجزرة بورسعيد ووفاة 74 شاب من جمهور الأهلي، مرورا بأحداث استاد الدفاع الجوي ووفاة 20 مشجع لنادي الزمالك، وصولا لما يحدث بشكل متكرر بين الأجهزة الفنية واللاعبين على مدار الموسم.
فلن يكون غريبا أن يحدث أي شئ مهما وصلت مأساته وغرابته في تلك الدوريات التي لا يشاهدها أحد، فالإصلاح يجب أن يكون من قمة الهرم وصولا للقاع، فطالما يغيب القانون الرادع والقواعد الصارمة التي تمنع هذه الأحداث، فيجب أن نعتاد على مشاهدة هذا بين كل آونة وأخرى.