اعلان

أهالي "بني اللمس" بالمنيا يروون الحكاية الكاملة لـ حسن ونعيمة.. الفيلم مأخوذ من الواقع.. وحفيده: جدي لم يتزوج منها

حسن ونعيمة

على بعد عدة كيلو مترات من مركز مغاغة شمال محافظة المنيا، تقع قرية بني اللمس والتي يقترب عدد سكانها من 30 ألف نسمة، والتي شهدت أعمق قصة حب على مر التاريخ كالتي يتحاكى بها العالم حتى الآن مثل قيس وليلي، وعنتر وعبلة وروميو وجوليت، وهي قصة حب حسن ونعيمة من أروع روايات الحب والعشق التي لازالت يضرب بها الأمثال في الصعيد ومختلف أنحاء مصر، حتى تم تجسيدها في السينما المصرية عام 1959 في فيلم حسن ونعيمة، الذي ألفه الكاتب عبد الرحمن الخميسي وأخرجه هنري بركات وأنتجه الموسيقار محمد عبد الوهاب، وقام بتمثيله المطرب الراحل محرم فؤاد والراحلة سعاد حسني، في أول دور تمثيلي لهما، وتدور أحداث الفيلم حول قصة حب جمعت بين حسن المغنواتي ونعيمة، الفتاة الجميلة التي تعلق قلبه بحبها إلا أن عطوة ابن عمها كان سبق وتقدم لخطبتها وتم الاتفاق مع والدها على الزواج منها، إلا أنها رفضت وتمسكت بحب حسن الذي لاقى معارضة شديدة من أهلها، وانتهى الفيلم بتتويج قصة حب حسن ونعيمة بالزواج، إلا أن النهاية الحقيقية لقصة حبهما، انتهت بمقتل حسن على يد أقارب نعيمة مثلما سردها خال حسن الشهير بـ"المغنواتي".

ويقول ضاحي يسري حسن (فلاح) ومقيم بقرية بني اللمس في حديثه لـ"أهل مصر"، إنه نجل شقيقة "حسن" واسمه بالكامل حسن أحمد علي، موضحًا أنه لم يعاصر حكاية خاله وحبيبته نعيمة، فقد تخطى عمره 50 عامًا، ولكنه كان يسمع من والدته أن خاله حسن كان يمتلك صوتًا رائعًا، وكان أهل قريته والقرى المجاورة يتغنون بمواويله ويدعونه في الأفراح ليطربهم بصوته وكان حسن شابًا وسيمًا.

وتابع: "ذات يوم ذهب إلى أحد قرى مركز بني مزار شمال المنيا، ليلبي دعوة أحد الأعيان للغناء في حفل زفاف، وإذا به يرى "نعيمة" ويتعلق قلبه بها، ومرت الأيام وتقدم حسن لخطبة "نعيمة" وكان شاع عنها أنها فتاة جميلة ومن عائلة كبيرة، ولكن طلب حسن قوبل بالرفض من جانب والدها بحجة أن "عطوة" ابن عمها تقدم لخطبتها وأنه سيتزوجها، كما أن حسن يعمل مغنواتي، وكانت هذه المهنة مكروهة قديمًا، فحزن خالي حزنًا شديدًا وحينما علمت نعيمة بأنها لن تتزوج من حبيبها حسن هربت من منزل والدها وجاءت إلى منزل خالي ومكثت فيه لمدة يومين، وظلت عذراء ولم يلمسها طوال فترة وجودها في منزله، وفور علم والد نعيمة بوجودها بمنزل حسن، حدثت مشكلة كبيرة وقام بتسليم نعيمة لوالدها وطلب منه ألا يمسها بسوء فقد عاشت معه مثل شقيقته وحافظ عليها طوال فترة وجودها معه، لكن أشقاء نعيمة وابن عمها أصروا على قتل حسن للثأر لشرف عائلتهم"

كما التقت "أهل مصر" أحمد سعد علي 27 سنة، أحد أحفاد شقيق "حسن" إن قصة حسن ونعيمة حدثت تقريبًا في الخمسينيات من القرن الماضي، وأن أحداث الفيلم أغلبها صحيحة، باستثناء النهاية.

وتابع: "جدي حسن لم يتزوج نعيمة، ولكن أقاربها تربصوا له وقاموا بقتله وإلقائه في البحر اليوسفي بمركز بني مزار، وبعدها بـ3 أيام طفت جثته بترعة القرية، وتغيرت معالم وجهه وعرفته إحدى سيدات القرية من الوشم الذي رسمه على زراعه وكان يحمل اسمه، وقتها حزنت القرية كلها عليه، فكان محبوبًا من الجميع وأهالي القرية يعشقون صوته العذب، وحينما علمت نعيمة بخبر مقتل حسن حزنت حزنًا شديدًا، وكانت ترفض الزواج بشدة ولكن بعد عامين أو 3 أعوام، تزوجت حيث أرغمتها أسرتها على الزواج فتزوجت وأنجبت".

وفي حديثه إلينا، قال "بهلول" شيخ البلد ببني اللمس، إنه منذ أن كان طفلاً صغيرًا وهو يسمع عن قصة حب "حسن ونعيمة"، تلك القصة المأساوية التي انتهت بقتل حسن الذي كان يتمتع بصوت عذب وذاع صيته في كل البلاد المجاورة.

وذكر شيخ البلد أن حسن كان يغني مواويل عديدة لنعيمة، وكانت السبب أيضا في تأجيج نار الخلافات بين العائلتين، مضيفًا أن أغلب الناس لايعلمون أن قريه بني اللمس هي التي شهدت أحداث قصة الحب الحقيقية بين حسن ونعيمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً