أصبحت سياسة الدول وعلاقاتها ببعضها البعض في السنوات الأخيرة عاملا أساسيا ومؤثر على الرياضة حول العالم وخاصةً كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، ويبرز هذا في مشكلة دولة قطر المستضيفة لكأس العالم القادم عن عام 2022، ومقاطعة معظم دول الخليج العربي معاملاتها معها على كل المستويات، فأُقيمت أكثر من بطولة في الفترة الأخيرة بقطر في مختلف الرياضات، لم تلق مشاركة من تلك الدول المقاطعة.
وتسعى عدة دول حاليا أبرزها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لأن تسحب ملف تنظيم كأس العالم القادم من دولة قطر فقط بسبب اختلافهم معها في السياسات، وذلك من خلال الضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا "، وتقديم مستندات تفيد بأن قطر لا تستحق استضافة المحفل العالمي بسبب علاقاتها المشبوهة مع رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر، والذي ثبتت عليه أكثر من جريمة فساد عقب رحيله عن منصبه الذي ظل به لعدة سنوات متتالية.
وعلى ناحية أخرى أعلن الاتحاد الإفريقي الدولي لكرة القدم " كاف " اليوم الجمعة، سحب ملف تنظيم بطولة أمم أفريقيا 2019 من دولة الكاميرون، وجاء هذا القرار بسبب تأخر الكاميرون في استكمال البنية التحتية والملاعب اللازمة لاستضافة منتخبات البطولة، ولكن يأتي السبب الأبرز لهذا القرار من قِبل الكاف هو وجود توترات سياسية في الكاميرون، وانفلات أمني تشهده عدة أماكن هناك، كما أن علاقات الكاميرون السياسية بدول غرب إفريقيا غير مستقرة في الوقت الحالي.
فهل يسير اتحاد كرة القدم الدولي " فيفا " على خطى اتحاد كرة القدم الإفريقي " كاف "، ويرضخ لضغوط الدول التي تسعى لسحب ملف تنظيم كأس العالم من دولة قطر، أم سيثبت الاتحاد الدولي على موقفه ويتم إسناد البطولة القادمة لمنظمها بشكل طبيعي، هذا ما ستكشفه لنا الشهور القليلة القادمة.