ads

الحجاج بن يوسف الثقفي.. داهية الدولة الأموية

"إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع"، فإنه تعالى يقول "وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ"

* نسبه:-

هوأبو محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، الثقفي.

*نشأته:-

ولد «الثقفي» في منازل ثقيف بمدينة الطائف، في عام الجماعة 41 هـ. وكان اسمه كليب ثم أبدله بالحجاج. وأمه الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي الصحابي الشهيد.

نشأ «الثقفي» في الطائف، وتعلم القرآن والحديث والفصاحة، ثم عمل في مطلع شبابه معلم صبيان مع أبيه، يعلم الفتية القرآن والحديث، ويفقههم في الدين، لكنه لم يكن راضيًا بعمله هذا، على الرغم من تأثيره الكبير عليه، فقد اشتهر بتعظيمه للقرآن.

*بداية مشوار حياته:-

كانت الطائف تلك الأيام بين ولاية عبد الله بن الزبير، وبين ولاية الأمويين، لكن أصحاب عبد الله بن الزبير تكبروا على أهل الطائف، فقرر الحجاج الانطلاق إلى الشام، بالرغم من سوء الأوضاع بها في تلك الفترة وتعثر حال الدولة الأموية التي أصبحت محل نهب المتآمرين بسبب مروان بن الحكم في ذلك الوقت.

وقد تختلف الأسباب التي دفعت «الحجاج» إلى اختيار الشام مكانًا ليبدأ طموحه السياسي منه رغم بعد المسافة بينها وبين الطائف، وقرب مكة إليه، لكن يُعتقد أن السبب الأكبر كراهيته لولاية عبد الله بن الزبير.

*دوره في شرطة وجيش ولاية «عبد الملك بن مروان»:

وفي الشام، التحق بشرطة الإمارة التي كانت تعاني من مشاكل ضخمة، منها سوء التنظيم، واستخفاف أفراد الشرطة بالنظام، وقلة المجندين. فأبدى حماسة وانضباطه، وسارع إلى تنبيه أولياء الأمر لأي خطأ أو خلل، وأخذ نفسه بالشدة، فقربه روح بن زنباع قائد الشرطة إليه، ورفع مكانته، ورقاه فوق أصحابه، فأخذهم بالشدة، وعاقبهم لأدنى خلل، فضبطهم، وسير أمورهم بالطاعة المطلقة لأولياء الأمر.

رأى فيه روح بن زنباع العزيمة والقوة الماضية، فقدمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، الذي كان داهية مقدامًا، جمع الدولة الأموية وحماها من السقوط، وأسسها من جديد.

حيث كانت الشرطة في حالة سيئة، وقد استهون جند الإمارة عملهم فتهاونوا، ففهم أمرهم عبد الملك بن مروان، وعندها أشار عليه روح بن زنباع بتعيين الحجاج عليهم، فلما عينه، أسرف في عقوبة المخالفين، وضبط أمور الشرطة، فما عاد منهم تراخ، ولا لهو. إلا جماعة روح بن زنباع.

وجاء الحجاج يومًا على رؤوسهم وهم يأكلون، فنهاهم عن ذلك في عملهم، لكنهم لم ينتهوا، ودعوه معهم إلى طعامهم، فأمر بهم، فحبسهم، وأحرق سرادقهم. فشكاه روح بن زنباع إلى الخليفة، فدعا الحجاج وسأله عما حمله على فعله هذا، فقال إنما أنت من فعل يا أمير المؤمنين، فأنا يدك وسوطك، وأشار عليه بتعويض روح بن زنباع دون كسر أمره.

وكان عبد الملك بن مروان قد قرر تسيير الجيوش لمحاربة الخارجين على الدولة، فضم الحجاج إلى الجيش الذي قاده بنفسه لحرب مصعب بن الزبير.

ولم يكن أهل الشام يخرجون في الجيوش، فطلب الحجاج من الخليفة أن يسلطه عليهم، ففعل. فأعلن الحجاج أن أي رجل يقدر على حمل السلاح ولم يخرج معه، أمهله ثلاثًا، ثم أقتله، وأحرق داره، وانتهب ماله، ثم طاف بالبيوت باحثًا عن المتخلفين. وبدأ الحجاج بقتل أحد المعترضين عليه، فأطاعه الجميع، وخرجوا معه، بالجبر لا الاختيار.

*دوره في حرب مكة:

في عام 73 هـ قرر عبد الملك بن مروان التخلص من عبد الله بن الزبير، فجهز جيشًا ضخمًا لمحاربة «ابن الزبير» في مكة، ووجه إليه الحجاج بن يوسف، فخرج بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فقدمت الجيوش إليه حتى اكتملت قوته تمامًا، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها.

أعلن «الحجاج» الأمان لمن استسلم من أصحاب «ابن الزبير»، وأمن عبد الله نفسه، ولكن عبد الله بن الزبير أبا الاستسلام للحجاج، وقاتل رغم تخلي أصحابه عنه وطمعهم في أمان الحجاج.

*قتله لـ «عبد الله بن الزبير» وموقفه من «أسماء بنت أبي بكر»:-

قتل «الحجاج» ابن الزبير وصلبه، وأرسل إلى أمه «أسماء بنت أبي بكر» رضي الله عنها أن تأتيه، فرفضت، فأرسل إليها يهددها لتأتين أو ليعثن من يسحبها بقرونونها.

فأرسلت إليه: "والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني". فلما رأى ذلك أتى إليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعبد الله؟ قالت: "رأيتك أفسدت عليه دنياه، وأفسد عليك آخرتك، وقد بلغني أنك كنت تعيره بابن ذات النطاقين، فقد كان لي نطاق أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل ونطاق لا بد للنساء منه" فانصرف ولم يراجعها.

وفي رواية أخرى يُذكر أن الحجاج دخل عليها فقال: "إن ابنك ألحد في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب أليم". قالت: "كذبت، كان برا بوالديه، صواما قواما، ولكن قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من الأول، وهو مبير.لا يقدر عليه إلا من أوتي قوة وشجاعة دين وتوكل".

وكان لـ «ابن الزبير» اثنتان وسبعون سنة، وولايته استمرت ثماني سنين، في حين أن لـ «الحجاج» اثنتان وثلاثون سنة.

*ولايته على الحجاز:-

بعد أن انتصر «الحجاج» في حربه، عينه عبد الملك بن مروان على ولاية الحجاز (مكة والمدينة). وكان دائمًا على خلاف مع أهل مكة وأهل المدينة.

وفي 75 هـ قدم عبد الملك بن مروان المدينة، وخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، فعزل الحجاج عن الحجاز لكثرة الشكايات فيه، وعينه على العراق.

*ولايته على العراق:

دامت ولاية الحجاج على العراق عشرين عامًا، وفيها مات. وكانت العراق عراقين، عراق العرب وعراق العجم، فنزل الحجاج بالكوفة، وكان قد أرسل من أمر الناس بالاجتماع في المسجد، ثم دخل المسجد ملثمًا بعمامة حمراء، وأعتلى المنبر فجلس وأصبعه على فمه ناظرًا إلى المجتمعين في المسجد فلما ضجوا من سكوته خلع عمامته فجأة وقال خطبته المشهورة.

حيث بين في خطبته سياسته الشديدة، وبين فيها شخصيته، كما ألقى بها الرعب في قلوب أهل العراق. ومن العراق حكم الحجاج الجزيرة العربية، فكانت اليمن والبحرين والحجاز، وكذلك خراسان من المشرق تتبعه، فقاتل الخوارج، والثائرين على الدولة الأموية في معارك كثيرة، فكانت له الغلبة عليهم في كل الحروب، وبنى واسط، فجعلها عاصمته.

وقد نُقش اسم الحجاج بن يوسف على العملة العراقية باللغة العربية في عام 695 م

*حروب الخوارج:-

في عام 76 هـ وجه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي لقتال شبيب الشيباني البكري الوائلي، فكان النصر لشبيب. وفي السنة التي تلتها بعث الحجاج لحرب شبيب: عتاب بن ورقاء الرباحي، الحارث بن معاوية الثقفي، أبو الورد البصري، طهمان مولى عثمان. فاقتتلوا مع شبيب في سواد الكوفة، وتم قتلهم جميعًا.

عندها قرر الحجاج الخروج بنفسه، فاقتتل مع شبيب أشد القتال، وتكاتفوا على شبيب فانهزم وقتلت زوجته غزالة الحرورية. وكانت تقود النساء الخارجيات ويروى أنها نذرت أن تصلي ركعتين في مسجد الكوفة والحجاج بها تقرأ فيهما سورتي البقرة وآل عمران ووفت بنذرها في حماية 70 من جند الخوارج ولم يستطع الحجاج منعها وقيل في ذلك الكثير من أبيات الشعر ومن أشهرها:

"وفت غزالة نذرها رب لا تغفر لها"، فهرب شبيب إلى الأهواز، وتقوى فيها، غير أن فرسه تعثر به في الماء وعليه الدروع الثقيلة فغرق. وقضى الحجاج على من بقي من أصحابه.

في 79 هـ أو 80 هـ قُتل قطري بن الفجاءة رأس الخوارج، وأُتي الحجاج برأسه، بعد حرب طويلة.

*ثورة ابن الأشعث

في عام 80 هـ ولى الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث على سجستان، وجهز له جيشًا عظيمًا للجهاد. فلما استقر ابن الأشعث بها خلع الحجاج، وخرج عليه، وكان ذلك ابتداء حرب طويلة بينهما.

وفي عام 81 هـ قام مع الأشعث أهل البصرة، وقاتلوا الحجاج يوم عيد الأضحى، وانهزم الحجاج، فقيل كانت أربع وثمانون وقعة في مائة يوم، ثلاث وثمانون على الحجاج والباقية له.

وفي عام 82 هـ اندلعت الحرب بين الحجاج وابن الأشعث، وبلغ جيش ابن الأشعث مبلغًا كبيرًا من القوة والكثرة، ثم جاءت سنة 83 هـ وفيها وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث. وكانت من أكثر الوقائع هولًا في تاريخ بني أمية، وفيها كان له النصر على الثوار من أصحاب ابن الأشعث. وقُتل خلق كثير فيها، وغنم الحجاج شيئًا كثيرًا.

*ولاية الوليد:-

مات عبد الملك بن مروان في عام 86 هـ، وتولى ابنه الوليد بعده، فأقر الحجاج على كل ما أقره عليه أبوه، وقربه منه أكثر، فاعتمد عليه. كان ذلك على كره من أخيه وولي عهده سليمان بن عبد الملك، وابن عمه عمر بن عبد العزيز.

وفي ولاية الوليد هدد سليمان بن عبد الملك الحجاج إذا ما تولى الحكم بعد أخيه، فرد عليه الحجاج مستخفًا مما زاد في كره سليمان له ولمظالمه، في نفس الوقت كان قتيبة بن مسلم يواصل فتوحه في المشرق، ففتح بلادًا كثيرة في تركستان الشرقية وتركستان الغربية واشتبكت جيوشه مع جيوش الصين وكان الحجاج من وجهه إلى تلك البلاد. وفي نفس الوقت قام ابن أخ الحجاج بفتح بلاد السند (باكستان) اليوم.

*وفاته:-

أصيب الحجاج في آخر عمره بما يظهر أنه سرطان المعدة. وتوفي بمدينة واسط في العشر الأخير من رمضان 95 هـ (714 م)، قال محمد بن المنكدر: كان عمر بن عبد العزيز يبغض الحجاج فنفس عليه بكلمة قالها عند الموت: «اللهم اغفر لي فإنهم زعموا أنك لا تفعل».

وذُكرعن عمر بن عبد العزيز أنه قال: «ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على: حبه القرآن وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة: "اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل"».

وقال الأصمعي: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:

يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ

أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ؟

*وصية الحجاج:-

ترك الحجاج وصيته، والتي تنص على:

"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث".

وهناك رواية تقول أنه: "قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئًا فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسنًا فليست ساعة الفزع.

*قبره:-

دُفن في قبر غير معروف المحلة في واسط، فتفجع عليه الوليد، وجاء إليه الناس من كل الأمصار يعزونه في موته، وكان يقول: "كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه، أما أنا فأقول أنه جلدة وجهي كله".

*آراء العلماء وفقهاء الدين فيه:-

رأي الذهبي:

الحجاج بن يوسف الثقفي كان ظلومًا، جبارًا خبيثًا سفاكًا للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن. إلى أن قال: فلا نسبهُ ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الايمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبهِ، وأمره إلى الله وله توحيد في الجٌملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة الأمراء .

رأي ابن كثير:

الحجاج بن يوسف الثقفي كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق (الهلاك والظلم)، وكان يغضب غضب الملوكِ.

وقال أيضًا: وكان جبارًا عنيدًا مقدامًا على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها ولكن يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه.

وكان يكثر تلاوه القرآن ويتجنب المحارم، ولم يُشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعًا في سفك الدماء. فلا نكفر الحجاج، ولا نمدحه، ولا نسبه ونبغضه في الله بسبب تعديه على بعض حدود الله واحكامه، وأمره إلى الله.

*ميراثه:

بنى الحجاج واسط، وسير الفتوح لفتح المشرق، خطط الدولة، وحفظ أركان الدولة قامعًا كل الفتن.

غير أن الحجاج خلف أيضًا ميراثًا من الظلم وسفك الدماء لم يسبق له مثيل.

كما خلف في قلوب الناس، حتى الأمويين، كرهًا له وحقدًا عليه لأفعاله، ومنها حرب ابن الزبير وقتله إياه في مكة، وما فعله في وقعة دير الجماجم.

وحقد عليه الخوارج لعظيم فعله بهم، والشيعة لعدم احترامه آل البيت، وقالوا فيه الكثير حتى لبسوا سيرته بالخوارق، والأمور المغلوطة، وأمعنوا في تقبيحه، والنيل منه، حتى صوروه شيطانًا.

بقي ميراث الحجاج حيًا إلى الآن، فلا يزال موضع حرب وتطاحن بين المختلفين، ولا تزال الأخبار المختلقة تخالط سيرته، ولا زال يُلعن، ويُسب. ويراه الباحثون في التاريخ السياسي نموذجًا للطاغية الظالم سفاك الدماء.

*مذهبه في الحكم:-

كان يكفر الخارج على السلطان ويطرده من الملة، لذلك كان يرى ما يفعله تقربًا لله يرجو به الأجر. وهذا تناقضًا في فعل الحجاج في قتل المتقين من الناس من أمثال سعيد بن جبير وبين أعمال الخير التي قام بها كالفتوحات وتعظيم القرآن وتنظيم أمور المسلمين.

*علاقته بأهل العراق والشام:-

كان الحجاج دائم السب لأهل العراق في خطبه، فكثيرة خطبه التي يذكر فيها أهل العراق بشكل سيئ، والتي يرى فيها العراقيون إساءة إلى اليوم.

فدائمًا كان يذكرهم:

"يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق...." إلى آخر خطبه، والتي يمعن فيها في ذكر صفاتهم:

"فإنكم قد اضجعتم في مراقد الضلالة..."، وغير ذلك من الخطب الكثيرة فيهم، كراهة منه لهم.

ومن ذلك أنه لما أراد الحج استخلف ابنه محمد عليهم، وخطب فيهم أنه أوصى ولده بهم بغير وصية الرسول في الأنصار، أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، فقد أوصاه ألا يقبل من محسنهم، ولا يتجاوز عن مسيئهم، وقال لهم: أعلم أنكم تقولون مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا خوفكم لي، لا أحسن الله لك الصحابة، وأرد عليكم: لا أحسن الله عليكم الخلافة.

وأنهم شمتوا به يوم فُجع بولده محمد، وأخيه محمد في نفس اليوم، فخطب فيهم متوعدًا إياهم.

ومن ذلك أنه مرض فشاع بين الناس موته، فخرج أهل العراق محتفلين بموته، غير أنه قام من مرضه ليخطب فيهم خطبة قال فيها: "وهل أرجو الخير كله إلا بعد الموت".

أما أهل الشام فكانوا أكثر الناس محبة للحجاج، وأكثرهم نصرة له، وبكاء عليه بعد مماته، وقيل أنهم كانوا يقفون على قبره فيقولون رحم الله أبا محمد. وكان الحجاج محبًا لهم، دائم الإشادة بخصالهم، والرفع من مكانتهم، وكان كثير الاستنصار بهم، ومعظم جيشه كان منهم، وكان رفيقًا بهم.

*وصف التاريخ له:-

كان الحجاج بن يوسف بليغًا فصيحًا، محبًا للشعر كثير الاستشهاد به، مُعظمًا للقرآن الكريم وآياته، كريمًا، شجاعًا.

قال فيه الحسن البصري:" إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع"، فإنه تعالى يقول "وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أبو مازن يهاجم الفصائل الفلسطينية ويطالبهم بتسليم الأسرى الإسرايليين