يبدو أن صورة الأم الطيبة التى اعتادت الجماهير على رؤيتها فى دراما رمضان بدأت تتلاشى من شاشات رمضان هذا العام، فصناع الدراما قدموا صورة "منفرة" للأم، إما أم "شريرة" أو "مدمنة" أو حتى "قوادة"، فلا مانع طالما الدراما تتطلب ذلك، وفيما يلى تقدم بوابة "أهل مصر" لمتابعيها، عرضا سريعا لشخصية الأم كما تناولتها دراما هذا العام.
- الأم القوادة:
الفنانة سوسن بدر، تجسد فى مسلسل "أفراح القبة" دور "بدرية"، وهى الأم الفاسدة التى تشجع بناتها منى زكى وهى "تحية"، ورانيا يوسف وهى "سنية"، على الفسق والرذيلة والأعمال السيئة، حيث طلبت من "سنية" أن تعمل كراقصة، كما أنها تبيع عرضها مقابل المال، وهو ما طلبته أيضًا من "تحية"، إلا أنها رفضته.
وتدور أحداث المسلسل خلال فترة السبعينيات، داخل إحدى الفرق المسرحية، وخلال جلسات القراءة الجماعية لنص جديد، يكتشف الممثلون أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية فى كواليس المسرح، وأن مؤلف المسرحية يعرض أمامهم أسرارهم المشينة التى حدثت بالماضى.
ويشارك فى المسلسل كل من منى زكى، وإياد نصّار، وجمال سليمان، ورانيا يوسف، وصبا مبارك، وسوسن بدر، وسيد رجب، وصبرى فوّاز، ودينا الشربينى، كندة علوش، أحمد صلاح السعدنى، ومحمد الشرنوبى.
-الأم المدمنة:
أما الفنانة عفاف شعيب، فتمردت لأول مرة على دور الأم المثالية التى تقدمه فى أغلب أعمالها الدرامية، وذلك من خلال مسلسل "الكيف"، والتى جسدت فيه دور الأم المُدمنة للمخدرات، والتى رغم علمها بأن ما تتناوله ليست حبوب مسكنة كما أوهمتها الخادمة التى تعمل عندها فى المنزل، إلا أنها استمرت فى تعاطيها، من وراء أبنائها، بعدما أخبرتهم بأنها توقفت عن ذلك.
مسلسل "الكيف" بطولة كل من باسم سمرة، وأحمد رزق، وأحمد خليل، ولوسى، وطارق صبرى، وسهر الصايغ، وأحمد صيام، وياسر الطوبجى، وراندا البحيرى، وهو من تأليف أحمد أبو زيد، وإخراج محمد النقلى.
- الأم الشريرة:
أما مسلسل "فوق مستوى الشبهات"، قدم صوره الأم الشريرة الفنانة ليلى عز العرب، والتى تجسد دور "عايدة"، أم "رحمة" وهى يسرا، أخصائية التنمية البشرية التي تعانى من مرض نفسى حاد حولها إلى شخصية سيكوباتية، مجرمة وقاتلة، وكانت "عايدة" أمًا قاسية على بناتها "رحمة ومها" فى صغرهن، فضلًا عن تمييزها بينهن، وهو الأمر الذى أدى إلى نشأة مشاعر الكراهية بين الشقيقتين، نتج عنه تملك "رحمه " حالة انتقام من "أمها" وإدخالها مصحة للأمراض النفسية.
وفى واحد من أقوى مشاهد المسلسل تقوم «رحمة» بالهجوم على "أمها" لفظيًا وبدنيًا، في نوبة هيستيرية خارجة عن السيطرة.
ورغم أن الكراهية المتبادلة هي الشعور المسيطر على علاقة «رحمة» بأمها، لكن الأخيرة لا تستطيع التخلص منها نفسيًا، ولا من غيرتها من الأخت الغائبة، المحجوزة أيضًا في إحدى المصحات النفسية، وعقب نوبة هيستيرية أخرى تنتاب «رحمة» عندما تعلم أن أمها كانت ستذهب بصحبة خادمتيها لزيارة ابنتها الثانية، تموت الأم، فتنهار «رحمة» وتنتابها نوبة بكاء هيستيرية تفاجئ الخادمتين
وتدور أحداث المسلسل حول "رحمة"، التى تجسد دورها الفنانة يسرا، وهى طبية نفسية، تتورط فى جريمة قتل، وتحاول الخروج منها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، والتى تؤدى إلى إلحاق الضرر بغيرها.
ويشارك فى المسلسل كل من يسرا، وزكى فطين عبد الوهاب، ونجلاء بدر، وشيرين رضا، وسيد رجب، وليلى عز العرب، وهو من تأليف أمين جمال وعبد الله حسن، وإخراج هانى خليفة.
الأم القاسية:
أما نموذج الأم القاسية فجسدتة الفنانة صفاء الطوخى، فى مسلسل "سقوط حر"، حيث تجسد دور "سهام" وهى أم "ملك" التى تجسد دورها الفنانة نيللى كريم، ويتبين من حلقات العمل أن السبب فى أزمه "ملك" النفسية هى علاقتها بوالدتها مدرسة اللغة العربية المتسلطة، التي كانت تفضل الأخت المقتولة، حتى أن هذه الأم القاسية تتحول إلى شبح مرعب يطارد الفتاة المريضة في أحلامها ويقظتها.
وعندما تزور الأم ابنتها بعد طول تردد، تنتاب الاثنتان حالة هيستيرية وتهاجم كل منهما الأخرى، بعدها تنتاب «ملك» هلاوس تهاجم فيها أمها وتخنقها.
وفى المستشفى الخاص الذي تذهب إليه «ملك» في مرحلة لاحقة من شفائها، لا يطاردها شبح الأم، ولكنها تجد هناك حالة فتاة تشبهها، تعانى من أم متسلطة وأب ضعيف، تمنع ابنتها عن حبيبها فتحاول الفتاة الانتحار، وعندما تأتى الأم لزيارة ابنتها وتواصل تأنيبها وزجرها، تنفجر «ملك» وتهاجمها، ويتكرر الموقف بعد عدة حلقات أخرى.. في «إسقاط نفسي» واضح تحول فيه «ملك» رغبتها في الاعتداء على أمها نحو هذه الأم المتسلطة.
وتدور أحداث المسلسل حول سيدة مضطربة نفسيًا وهى نيللى كريم، التى يتم اتهامها بقتل زوجها وشقيقتها، حيث تجدها الشرطة مع أداة الجريمة بعد القبض عليها، تقرر المحكمة دخولها مصحة للعلاج النفسى لأنها تعانى من أزمة نفسية حادة، ولكنها تتعرض للكثير من المشكلات داخل هذه المصحة، مما يسبب لها عدة انتكاسات بعد تماثلها للشفاء أكثر من مرة، وتتوالى الأحداث إلى أن تكشف حقيقة مقتل زوجها وشقيقتها.
ويشارك فى البطولة كل من نيللى كريم، وأحمد وفيق، وصفاء الطوخى، وأنوشكا، وإنجى المقدم، وفريال يوسف، والطفل أحمد داش، وهو من تأليف وائل حمدى، وتأليف مريم نعوم، وإخراج شوقى الماجرى.
-الأم المستهترة:
وفى مسلسل "الخانكة" قدم صناع العمل صورة للأم المستهترة، جاءت شخصية جيهان خليل فى مسلسل "الخانكة"، مثالًا للأم المستهترة التى لا تهتم بابنها الوحيد "عاصم"، من زوجها "سليم" وهو الفنان ماجد المصرى، حيث لا يشغل بالها سوى حياتها الخاصة وملابسها ورحلاتها وخروجاتها مع أصدقائها، وهو ما أدى إلى فشل "عاصم" دراسيًا وأخلاقيًا، كما دفعه إلى التحرش بمدرسته "أميرة"، التى تجسد دورها الفنانة غادة عبد الرازق.
"الخانكة" بطولة كل من غادة عبد الرازق، وماجد المصرى، وفتحى عبد الوهاب، وانتصار، ومشيرة إسماعيل، ونهى العمروسى، وميريهان حسين، وهو من تأليف محمد دسوقى، وإخراج محمد جمعة، وإنتاج مها سليم.
وتدور أحداث المسلسل حول غادة عبد الرازق، التى تعمل مدرسة تربية رياضية بإحدى المدارس، وتتعرض للتحرش على يد أحد طلابها، وعندما تذهب لتحرير محضر ضده، ينقلب الوضع رأسًا على عقب، وتصبح هى الجانى بدلًا من المجنى عليه.
- الأم المستبدة:
تظهر صورة الأم المستبدة التى ظهرت فى شخصية «إنشراح» لهالة صدقى فى «ونوس»، وهى أم مثالية ربت أبناءها الأربعة وابنة أختها بمفردها بعد أن هرب الزوج متخليا عن زوجته وأبنائه.
تجسد «إنشراح» النموذج الأساسى للأم القوية الطاهرة، الوحيدة القادرة على مواجهة غوايات الشيطان «ونوس»، ولكنها مسيطرة ومستبدة بشكل يفتح ثغرات أمام مؤامرات هذا الشيطان.
- الأم المتسلطة:
في «فوق مستوى الشبهات» نموذج آخر للأم المتسلطة، جسدته "لطيفة فهمى" هى أم "أحمد"، الذي يؤدى دوره مراد مكرم، من عائلة ثرية متعلمة، متزوج من "دينا"، نجلاء بدر، التي تخونه مع أحد أصدقائه.
وبمرور الأحداث يتبين أن «أحمد» يعانى من سيطرة أمه،، وأن ارتباطه بهذه المرأة الخائنة المتحكمة، التي لا تتورع عن مهاجمته والتلاعب به طوال الوقت، ربما يكون انعكاسًا لعلاقته المعقدة بأمه.
نموذج آخر للأم المتحكمة جسدته "أنوشكا" أو"قسمت" صاحبة فندق "جراند أوتيل"، فهى الأم، الأرستقراطية، الجميلة، المتحكمة في كل ما يتعلق بهذا الكون المصغر الذي يمثله «الجراند أوتيل».
االنموذج الثانى للأم المسيطرة، هو نموذج الأم الذي تؤديه فردوس عبدالحميد في مسلسل «الأسطورة». فرغم أن ابنها، الذي يؤديه محمد رمضان، رجل عصابات وقاتل بارد الدماء، إلا أن الشخصية الوحيدة التي يضعف أمامها ويتحول إلى طفل خائف هي أمه.