لم يتخيل سكان منطقة «عين الصيرة» بمصر القديمة أن ما يشاهدوه فى الأفلام الشعبية سيصبح واقعًا فى منطقتهم عندما نشبت مشاجرة عنيفة بين جزارين وأصحاب «صالة بلياردو»، واستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة لتنتهى المعركة بسقوط قتيل وإصابة 5 آخرين والقبض على المشاركين فى الواقعة.
«أهل مصر» انتقلت إلى منطقة «عين الصيرة» بمصر القديمة لكشف ملابسات الواقعة، فى البداية تقول «منى. م»، إحدى قريبات المجنى عليهم أصحاب «صالة البلياردو»، إن المشاجرة نشبت يوم الجمعة بعد صلاة العصر مباشرة، وكنت موجودة فى شقتى عندما سمعت أصوات صراخ وشتائم فى الشارع وعندما خرجت لاستطلاع الأمر علمت أن مشاجرة نشبت بين أصحاب محل الجزارة القريب من منزلى وأبناء خالتى الذين يملكون صالة بلياردو فى نفس الشارع».
وأضافت، «أحسست حينها أنى أشاهد فيلم دكان شحاتة حيث استخدام المطاوى والسنج ومياة النار وبعدها وجدت على ابن خالتى مضروبا بأكثر من 13 طعنة فى جسمه، وأخيه شعراوى متقطعا فى كل مكان فى جسمه ومات، ومن صدمتى قعدت أصرخ عليهم، ولما عاتبت أحد المتهمين من الجزارين قالي: ما يموتوا ولا يغوروا فى داهية".
وتابعت منى، أن الأهالى قاموا بنقل أبناء خالى الاثنين إلى المستشفى، وتوفى منهم شعراوى ومحجوز حاليًا فى مستشفى القصر العينى يصارع الموت داخل العناية المركزة.
وبعد الحديث معها انتقلت «أهل مصر» إلى مستشفى القصر العينى حيث يعالج «على» شقيق القتيل فى داخلها ليروى لنا تفاصيل المأساة التى حلت بأسرته وانتهت بمقتل شقيقه وإصابته.
وقال على شعراوى، المجنى عليه، مصاب، يعمل سائق، إن سبب الشجار كان بعدما ذهب «محمد» شقيقى الأكبر إلى محل الجزارة الكائن بالمنطقة، لفرم «كيلو لحمة» لأسرته، فقام شقيقه الذى يدعى «شعراوى» بمعاتبته لذهابه إلى هذا المحل، نظرًا لوجود خلافات قديمة بينهما ترجع إلى عامين.
وأضاف «على»، وهو فى حالة بكاء شديد، وبعد دقائق من حوارنا أنا وأشقائى أمام محل «الجزارة»، فاستشاط «الجزار» ويدعى «طارق» من حديثهما موجهًا السباب لهم، قائلًا: «إيه يعنى أقتلكم وأخد 3 سنين سجن»، فلم نعطه اهتمامًا وتوجهنا إلى مقر عملنا «صالة بلياردو».
يتابع على، «بعد دقائق معدودة لقينا عدد كبير من أهالى وأصحاب طارق الجزار، أمام المحل وحدث مشادات كلامية تطورت فى لحظات إلى مجزرة بالأسلحة البيضاء، قائلاً: قاموا بالضرب المربح دون رحمة، حتى مزقوا جسدى، وتم إصابتى بأكثر من 13 طعنة مابين جرح قطعى وقطعت أصابعى، ولم أتمالك نفسى حتى سقطت على الأرض مغشيًا علىّ، ولم يتمكن أحد من الأهالى الدخول لفض النزاع، حتى أتى شقيقى شعراوى، الذى حاول الدفاع عنى وإنقاذى منهم، حتى تحولت الدفة عليه، فانهالوا علية عائلة الجزارين، فى حالة تهيج حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته بجرح ذبحى فى الرأس، وصدره، وقطعت أصابعه، وقام الأهالى بنقلنا إلى المستشفى القصر العينى».
كان قسم شرطة مصر القديمة، تلقى بلاغا مفاده نشوب مشاجرة بين شقيقين يعملان فى مجال الجزارة، والطرف الآخر يدعى شعرواى أحمد، صاحب صالة بلياردو وشقيقه «على» ما أسفر عن مصرع أحدهما وإصابة الآخر بإصابات خطيرة.
وانتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، ونجح رجال المباحث فى السيطرة على المشاجرة، وبالفحص تبين وجود جثة «شعراوى» وبها عدة طعنات، وإصابة شقيقه بإصابات خطيرة، وكشفت تحقيقات النيابة أن البداية كانت منذ ما يقرب من عامين، حيث نشبت خلافات بين عائلتين فى منطقة مصر القديمة هم كل من: «طارق.م» وشقيقه «أحمد»، جزارين، كطرف أول، و«شعراوى. أ» وشقيقه «على» كطرف ثانِ، يمتلكون صالة للألعاب «بلياردو».
وتبين أن خلافات الجيرة بسبب لعب الأطفال سبب الواقعة، كما قال آخرون أن أحد الجزارين اتهم أحد ملاك صالة البلياردو بسرقة مبلغ مالى من داخل محل الجزارة، وحرر ضده محضرا فى قسم الشرطة، ومن هنا نشب الخلاف واتهمه أمام أهالى المنطقة أنه محضر كيدى، وتم عقد جلسة صلح بينهم انتهت بالتنازل والصلح.
وأضافت التحقيقات، أن يوم الواقعة توجه أحد أقارب صاحب صالة البلياردو لشراء لحمة من محل الجزارة، وطلب فرمه لكن شقيق صاحب صالة البلياردو توجه إلى قريبه وبدأ يلومه ويعاتبه على شراء احتياجاته من أعدائه على الرغم من معرفة الخلاف بينهم، وهنا تداخل المتهم الأول «طارق»، الجزار وبدأ يتعدى عليه بالضرب لمنعه الزبائن من الشراء منه، حتى تجمع أهل المنطقة وطلبوا منه تركه واستجاب لهم.
وجاء فى مناظرة النيابة أن المشاجرة نتج عنها إصابة 5 أشخاص وتم نقلهم للمستشفى بينهم ثلاثة من العاملين فى محل الجزارة، بحروق فى جسمهم، وجارِ معالجتهم واثنين بجروح قطعية صاحب صالة البلياردو الذى أصيب بطعنات غائرة فى منطقة البطن والصدر، أصيب من خلالها بنزيف حاد أسفر عن وفاته، وإصابة شقيقه، مفتعل المشاجرة، بجروح قطعية فى الجسم وفى حالة خطرة داخل العناية المركزة.
نقلا عن العدد الورقي.